عاش «حي السلام» -«عوينة السراق» في وجدة، في حدود الساعة السادسة من مساء يوم الاثنين 28 يونيو الأخير، استنفارا أمنيا غيرَ مسبوق، حيث شوهدت مختلف أنواع الفرق الأمنية، من رجال الشرطة المدنية ورجال الشرطة بالزي الرسمي وكذا عناصر فرقة الجريمة الشرعية والتقنية، إذ تجمهرت، في ظرف دقائق، جموع من سكان الحي الهادئ، حضروا عملية اقتحام عناصر الدائرة الخامسة التابعة لولاية أمن وجدة المسكنَ رقم 4، الكائن في زنقة س 4، بعد انتزاع الشباك الحديدي لإحدى نوافذ غرفه... وجاءت عملية اقتحام المنزل بهذه الطريقة، بناء على معلومة من طفلة قاصر لا يتجاوز عمرها 15 سنة، أبلغت العناصر ذاتَها التي كانت تؤمن المداومة، باختفاء والديها في ظروف غامضة، منذ مساء يوم السبت 26 يونيو، في الوقت الذي كانت هي تتواجد في منزل خالها لإحياء حفل زفاف ابنته. وبمجرد ولوج إحدى غرف المنزل، وجدت العناصر الأمنية نفسَها أمام جريمة بشعة، حيث عثروا على والدة الطفلة القاصر مدرَجة في دمائها، نتيجة تعرضها لعدة طعنات في مختلف أنحاء جسدها، قد يفوق عددها الإثني عشر، بواسطة مدية كبيرة تُستعمَل في ذبح الأضاحي. وبعد مواصلتهم استكشاف باقي أركان البيت، مسرح الجريمة، صدمهم مشهد زوج الهالكة، والد القاصر، فوق سطح المنزل، جثة هامدة معلقة بحبل بلاستيكي في «علاّقة» أضحية العيد... ومن خلال التحريات الأولية المبنية على إفادة عائلة الهالكين واللذين كانا يعيشان خلال الشهور الأخيرة خلافات حادّة بينهما، بسبب حالات واضطرابات نفسية، انتابت الهالكَ المتقاعد من المكتب الوطني للكهرباء وجعلته يشك في تصرفات زوجته، التي كانت تبلغ من العمر -قيد حياتها- حوالي الخمسين سنة، وهي أم أولاده الأربعة، ثلاثة منهم خارج الوطن والقاصر تعيش معهما في نفس المسكن. وقد خلّف هذا الحادث المأساوي استياء عميقا وحزنا كبيرا لدى ساكنة «حي السلام» نظرا إلى ما كان يتمتع به الهالك من سمعة طيبة وكذا زوجته قبل أن يصاب باضطرابات. وشهد «حي النكادي» المدينة ذاتها، مساء يوم الأحد 27 يونيو الأخير، جريمة قتل بشعة ذهب ضحيتها المدعو -قيد حياته- عبد القادر مراس، الملقب ب«قويدر». وقد مات مراس، المعروف بسوابقه العدلية في ترويج الخمور بدون رخصة، بعد تلقيه ضربةً قاتلة بحجر على مستوى الرأس وجهها له نديمه «عبد القادر»، المدعو «مْبارَة»، عاطل ويقطن بحي «المحرشي» في وجدة. ونُقل الضحية، وهو في غيبوبة، إلى مستعجلات «مستشفى الفارابي» في وجدة، لتلقي الإسعافات الضرورية، لكن دون جدوى، حيث لفظ أنفاسه الأخيرة، نتيجة جرحه الغائر، صباح يوم الاثنين 28 يونيو، مخلفا وراءه زوجة وثلاثة أطفال... وتعود وقائع الجريمة إلى مساء نفس اليوم، حيث كان الضحية، البالغ من العمر -قيدَ حياته- حوالي أربعين سنة، معاق ولا يتنقل إلا على كرسي متحرك، في جلسة خمرية مع نديمه الجاني وهو في الثلاثين من عمره، ودخل الاثنان في مشادة كلامية تحولت إلى نزاع، تسلّح الجاني خلاله، بحجر وجه به إلى الهالك ضربة قوية، على مستوى رأسه، كسرت جمجمته وتسببت له في نزيف دموي حادّ، قبل أن ينسحب المعتدي من مسرح الجريمة، دون أن يخلّف أدلة على فعلته، بينما كان ضحيته يحتضر... ومباشرة بعد إخبارها بوقوع الجريمة، انتقلت إلى عين المكان عناصر الأمن الولائي، التابعة لمصالح الشرطة القضائية، لمعاينة ظروف وملابسات الجريمة وفتحت تحقيقا وباشرت تحرياتها في النازلة، لاستجلاء الحقيقة والوصول إلى هوية المجرم الذي تمكنت العناصر ذاتها من إيقافه في ظرف 24 ساعة بعد وقوع الجريمة، حيث سيحال على استئنافية وجدة، فور استكمال البحث، من أجل الضرب والجرح بالسلاح الأبيض المفضيين إلى الموت، دون نية إحداثه... وشهد يوم «الاثنين الأسود»، حسب وصف مصادرنا 28 يونيو، في حدود الساعة العاشرة ليلا، حادثة سير مروعة ومميتة، على مستوى بلدة «النعيمة»، البعيدة عن مدينة وجدة بحوالي 30 كيلومترا، حيث لقي سائق سيارة تهريب مصرعَه، بطريقة بشعة، بعد أن تفحمت جثته في حريق مهول، إثر اشتعال النيران في سيارته أتت عليها عن آخرها، نتيجة اصطدام قوي بسيارة ثانية. ومن الأمور التي أثارت استياء الحاضرين، رفض عناصر الوقاية المدنية نقلَ جثة الهالك المتفحمة، التي بقيت منها فقط كومة من العظام من الهيكل العظمي، بدعوى أن القانون لا يسمح لهم بذلك، رغم تدخل عناصر الدرك الملكي، حيث تم اللجوء في نهاية المطاف، إلى تسخير سيارة خاصة لنقل الأموات. وتساءل بعض ممن حضروا الحادثة المؤلمة: إلى متى سيظل هذا القانون ساريا على مصالح الوقاية المدنية، برفضها نقلَ المعتوهين والمختلين عقليا من الشارع العام وكذا الجثث التي يتم العثور عليها، بدعوى أن ذلك من اختصاص المصالح البلدية الصحية للجماعات المحلية، التي لا تتوفر على سيارة خاصة لهذه التدخلات؟!... لقي شخص وابنه مصرعهما في حادثة سير مروعة، حوالي الساعة العاشرة والنصف من صباح يوم الأحد 27 يونيو الأخير، بعد اصطدام قوي لسيارتهما، التي كانت متوجهة إلى مدينة بركان، بحافلة نقل حضري للركاب، كانت قادمة من مدينة بركان ومتجهة إلى بلدة «فزوان». وتسبب الحادث في عرقلة حركة السير، لفترة طويلة، قبل إخلاء المكان من طرف عناصر الدرك الملكي، ونقل الجثتين إلى مستودع الأموات في المستشفى. وحسب بعض المصادر التي عاينت الواقعة، فإن أسباب الحادثة المؤلمة تعود إلى التجاوز المعيب والسرعة المفرطة وعدم أخذ الاحتياط اللازم من طرف الهالك.