أعلنت جمعيات مهتمة بالمهاجرين باسبانيا أن الجزائريون المقيمون على التراب الاسباني يستعدون للعودة إلى بلدهم خلال الأيام المقبلة، و أشارت إلى أن الظروف الاجتماعية و البطالة من أهم الأسباب التي دفعت بهم إلى الاستعداد للقيام بالخطوة.و قالت ذات المصادر أن الأزمة الاقتصادية العالمية أثرت كثيرا على اسبانيا، و بشكل مباشر على المهاجرين، خاصة بعد مراجعة قوانين الهجرة، و آخرها تقليص المساعدات المالية الموجهة للمهاجرين الشرعيين، و بلغت قيمة 400 شهريا لكل مهاجر، الأمر الذي اعتبره الجزائريون إهانة و طرد غير مباشر.و أضافت المصادر ذاتها، أن أرباب العمل الأسبان و وفقا للإجراءات التي فرضتها مدريد في إطار التصدي للبطالة المرتفعة، أصبحوا يقدمون على العمالة المحلية في مختلف المجالات، بعد أن كانوا يمتنعون عن العمل في بعض المجالات كتنظيف الطرقات و العمل في قطاع الزراعة و المقاهي و المطاعم و غيرها، الأمر الذي دفع بالمهاجرين الجزائريين إلى الدخول في بطالة غير محددة الآجال، انعكست سلبا عليهم و عائلاتهم المقيمة برفقتهم، و أشارت إلى إقدام بعض المغتربين على إعادة زوجاتهم و أبنائهم إلى الجزائر لتخفيف مصاريف الحياة، فيما لجأت بعض النساء للعمل في مختلف المناصب كخادمات لدى العائلات الاسبانية الراقية، و ذلك لمقاومة الوضع الاجتماعي المتردي.و أوضحت المصادر، أن عودة المهاجرين المقيمين باسبانيا للجزائر ليست نهائية، فاغلبهم فر من الأوضاع الاجتماعية التي باتت في غير صالحهم، و أصبح بعض المغتربون المتواجدون في بلدهم الجزائر ينتقلون إلى اسبانيا لوحدهم دون عائلاتهم كل أربعة إلى خمسة اشهر لقبض المساعدات المالية دفعة واحدة، و المقدرة ب400 اورو عن كل فرد من العائلة في الشهر، ثم يعودون أدراجهم إلى بلدهم في انتظار تحسن حال اسبانيا و معه سوق العمل للعودة إلى بيوتهم و مقرات اقاماتهم هناك.