تقديم يعرض هذا التقرير أهم المؤشرات التي نعتبرها، نحن مناضلي و مناضلات الجمعية الذين سحبوا ترشيحاتهم لعضوية اللجنة الإدارية للمؤتمر التاسع للجمعية المنعقد أيام 20-21-22-23 ماي 2010 بالمركز الدولي ببوزنيقة معايير موضوعية، مؤسسة على معطيات مادية للقول بفشل المؤتمر الوطني التاسع للجمعية المغربية لحقوق الإنسان في تدبير الاختلاف و احترام التعدد و تفعيل الديمقراطية كمبدأ تنظيمي أساسي ضمن مبادئ الجمعية سواء على مستوى التدبير السياسي لأشغال المؤتمر منذ انطلاق أشغال التحضير أو على مستوى مناقشة القضايا و الوثائق والمقررات فشل المؤتمر الوطني التاسع للجمعية المغربية لحقوق الإنسان في تدبير الاختلاف و احترام التعدد و تفعيل الديمقراطية الداخلية الإعداد الأدبي للمؤتمر انطلق الإعداد للمؤتمر الوطني التاسع للجمعية في أكتوبر 2009 باجتماع اللجنة التحضيرية في غياب مكون من مكونات الجمعية، و ظل هذا الغياب حاضرا في أشغال اللجنة التحضيرية التي انكبت خلال ثلاثة أشهر على إعداد الوثيقة التحضيرية. وقد تم استدراك هذا الغياب بتنظيم ورشة داخلية يوم 12 مارس 2010 شارك في أشغالها أعضاء من اللجنة التحضيرية و بعض أعضاء اللجنة الإدارية وبعض قدماء مسؤولي الجمعية.وقد عرفت مراحل التحضير عددا من المراحل نذكرها كالتالي بعث الوثيقة التحضيرية للفروع ونظمت حولها ندوات جهوية في الجهات الثمانية، بمشاركة ضعيفة لمنخرطي و منخرطات الجمعية. مناقشة الوثيقة التحضيرية في الندوة الوطنية ليومي 27 و28 مارس 2010 بحضور أعضاء وعضوات اللجنة الإدارية وممثلي الفروع، تنظيم يوم دراسي استدعت له اللجنة التحضيرية عددا من الفعاليات الديمقراطية من خارج الجمعية لمناقشة الوثيقة التحضيرية. تدبير الاختلاف من خلال الوثيقة التحضيرية قدمت الوثيقة التحضيرية للمؤتمر التاسع للجمعية المغربية لحقوق الإنسان توصيفا و إقرارا بينا للموضوعين الأكثر جدلا و إثارة للصعوبات بداخلها، نورد هذا الجزء من الوثيقة التحضيرية في هذا التقرير لما له من علاقة بما انتهى إليه المؤتمر من نتائج معاكسة تماما لروح و جوهر ما جاء في الوثيقة، و نعتبر هذه النتائج هروبا إلى الأمام . من نص الوثيقة التحضيرية- يطرح موضوع تدبير الاختلاف من منطلق الإصرار على وحدة الجمعية و على احترام و تفعيل الديمقراطية كمبدأ تنظيمي . و الاختلافات طبيعية بالنظر إلى تعدد المكونات داخل الجمعية مما يشكل إغناء فكريا و نضاليا للجمعية وتعزيزا لحركيتها و ديناميتها ما دامت المرجعية والأهداف واضحة و المبادئ التنظيمية مضبوطة. لكن هذا لا يمنع من وجود بعض الاختلالات التي تعيق السير الطبيعي و المنشود للجمعية وطنيا، جهويا و محليا، و تتجلى على مستويين : 1- عند اتخاذ المواقف في الأحداث و القضايا التي تعرف تضاربا في المقاربة 2- عند تمثيلية مختلف المكونات داخل أجهزة الجمعية بالنسبة للمستوى الأول يمكن التأكيد على - توسيع إمكانيات الحوار و النقاش في القضايا الخلافية العلمانية تدبير الإختلاف... لطرح و مناقشة آراء و مواقف كل التعبيرات داخل الجمعية على ضوء مبدأي كونية وشمولية حقوق لإنسان وبما لا يعيق عمل الجمعية أو يعطل أداءها. - إعطاء فرص أكبر للإقناع و الاقتناع و بحث إمكانيات التوافق حيثما كان ذلك ممكنا وبما لا يمس بالمقاربة الحقوقية للقضايا الخلافية - رغم أن العضوية داخل الجمعية فردية و كذلك الترشيح لأجهزة الجمعية المنتخبة، فإن ذلك لم يمنع من تنظيم تواجد مناضلي ومناضلات الجمعية المنتمين لمختلف مكوناتها إن على مستوى المواقف المعبر عنها أو على مستوى التمثيلية ، لذلك كان و ما زال مسار الجمعية يتأثر بالعلاقات بين هذه المكونات. - يجب الاعتراف أن تاريخ الجمعية منذ التأسيس و طبيعة عملها جعلا من و جود مناضلين ومناضلات ينتمون إلى مكونات مختلفة، مؤمنين بحقوق الإنسان و بمرجعيتها الكونية أمرا ضروريا بل و محصنالها من التلاشي أو الاندثار في محطات عديدة كما أن تعدد الرؤى و التصورات و المنافسة بين هذه المكونات يغني الجمعية معرفيا و تنظيميا و إشعاعيا عندما يمارس ديموقراطيا ولا نختزل التنافس هنا بالضرورة في معطيات عددية ورقمية كما بدأ يتضح بشكل جلي في عدد من وثائق الجمعية منذ المؤتمر الثامن. - تواجد هذه المكونات و علاقاتها و توافقاتها لا يؤثر سلبا على سير الجمعية إلا إذا تم خرق أحد مبادئ الجمعية الستة. - تنظيميا داخل الجمعية، ليس هناك فراغ أو ضعف أو قصور لا على مستوى المرجعية و لا على مستوى المبادئ و لا على مستوى القوانين الموجهة والمؤطرة والمنظمة للعمل و للعلاقات داخل الجمعية. يبقى على المكونات الديمقراطية والمؤمنة بحقوق الإنسان العاملة حاليا أو لاحقا داخل الجمعية المساهمة في تحصينها باحترام مبادئها و تفعيلها لتبقى الجمعية فاعلا قويا داخل الحركة الحقوقية و الديمقراطية. - انطلاقا من هذا الوعي يكون من الضروري تجاوز و نبذ كل السلوكات التي يمكن أن تؤثر سلبا على السير العادي للجمعية. بيد أن التدبير المحكم للاختلاف، كان و مازال رهانا جوهريا لا غنى عنه لمواجهة كل التحديات الحقوقية؛ إلا أن الجمعية ما انفكت تشهد بين الفينة و الأخرى، لا سيما في بعض المحطات التنظيمية أو الفكرية، انبعاثا لمسلكيات غير ديمقراطية، لا تقدم الفعل الحقوقي و ترقيه بقدر ما تحرفه عن غاياته و مراميه. ذلك، أن التدبير الديمقراطي للاختلاف يفترض الحوار و التفاعل بين الآراء و المواقف، لا التعصب لها و التشبث الأعمى بها. كما أن غياب الاحترام المؤسس على الثقة المتبادلة بين أطراف الحوار لا يمكن أن يفضي إلا إلى غياب التواصل و استشراء الصراع. علما بأن حصر مجال الاختلاف و تدقيقه، على قاعدة المرجعية و المبادئ و الضوابط، يساعد على حله بكيفية مرضية و مناسبة. و من هنا تطرح طبيعة الآليات الملائمة التي تكفل من جهة ممارسة الاختلاف، كما تضمن من جهة أخرى أنجع السبل للحسم الديمقراطي في الخيارات التي يطرحها هذا الاختلاف في غناه و تنوعه، حتى لا نسقط في التعطيل الذي يئد المبادرات و يؤخر الفعل. ----فإذا كان الإجماع مطلبا منشودا، و مسعى محمودا لتجاوز الاختلافات و الحفاظ على الوحدة والانسجام داخل كل إطار ديمقراطي، فإنه صعب التحقيق وقلما يتحقق و أحيانا يكون مكلفا؛ مما يفرض استخدام آليات بديلة، كاعتماد مسطرة النقاش المبني على الإقناع و الاقتناع، قبل الأخذ بموقف الأغلبية إما كنتيجة للتوجه العام أو التصويت كآخر حل لاتخاذ الموقف، أو اللجوء إلى مسطرة التحكيم عند غياب السند المرجعي وهي آلية رغم ورودها في وثائق الجمعية لم يتم وضع آليات تفعيلها----- و بالموازاة مع هذا، فإن التمثيلية الديمقراطية لكافة التعبيرات و الطاقات و الكفاءات النضالية التي تزخر بها الجمعية، يجب أن يكون موضع احترام و التزام من طرف الجميع. ولن يتأتى هذا إلا بنبذ كل صور الإقصاء و الهيمنة و الاستفراد بالأجهزة أو بالقرارات. ومن الآليات التي تطرح كجواب على هذا الوضع نجد آليات التمثيل النسبي بناء على أرضيات و برامج يقع تكييفها مع طبيعة الجمعية، بما يضمن لها استقلاليتها و حيادها الايجابي. خلاصات ورشة العمل الداخلية ليوم12 مارس 2010 في إطار التهيئ للمؤتمر التاسع للجمعية المغربية لحقوق الإنسان، و في سياق ترجمة ما نصت عليه الوثيقة التحضيرية من توسيع إمكانيات الحوار و النقاش في القضايا الخلافية لطرح و مناقشة آراء و مواقف كل التعبيرات داخل الجمعية و تفعيلا لمبدأ المشاركة الجماعية في التحضير و تدليل الصعوبات، تم تنظيم ندوة بالمقر المركزي يوم الجمعة 12 مارس 2010، بمشاركة المكتب المركزي، و بعض أعضاء اللجنة الإدارية، و اللجنة التحضيرية وبعض المسؤولين السابقين للجمعية. تناولت الورشة : • القضايا الموضوعاتية الخلافية. • التمثيلية داخل الجمعية وآليات تدبير الاختلاف واتخاذ القرارات. و تمكنت الورشة من تقديم عناصر قوية لصياغة معالجات منها ما هو مرحلي ذو صلة بالمؤتمر و منها ما هو مستقبلي نورد منها التوصيات التالية • بلورة صيغ لحماية الجمعية من أية هيمنة حزبية. • ترسيم الندوة كآلية للحوار و تبادل الرأي، في القضايا التي يبرز فيها الخلاف و تعدد زوايا النظر. • عقد ندوة سنوية حول الحياة الداخلية للجمعية. • بلورة معايير ملموسة في الترشح لأجهزة و هياكل الجمعية، المحلية، و الجهوية و الوطنية. • إعداد ميثاق شرف. لم يعكس المؤتمر الوطني التاسع للجمعية المغربية للحقوق الإنسان روح و مضامين هذه الورشة و التي لو استغلت مضامينها بشكل رزين لتم تجاوز العديد من الصعوبات التي عرفها المؤتمر. بالإضافة إلى أن هذه الورشة اتسمت ببعد رمزي لطبيعة المشاركين و المشاركات في أشغالها (المكتب المركزي، و بعض أعضاء اللجنة الإدارية، و اللجنة التحضيرية وبعض المسؤولين السابقين) أشغال المؤتمر: مناقشة التقرير الأدبي و المالي شارك في المؤتمر الوطني التاسع 430 مؤتمرا ومؤتمرة من ضمن 450 من المنتدبين في الفروع وأعضاء اللجنة الإدارية واللجنة التحضيرية. وبعد مناقشة التقريرين الأدبي والمالي، ، وتمت المصادقة على التقرير الأدبي ب 256 صوتا وتحفظ 144 كما تمت المصادقة على التقرير المالي ب 261 صوتا وتحفظ 132. يعكس هذا التصويت ضعف الحوار وفقد الثقة المتبادلة بين الأطراف التي تراكمت على مدار التجربة السابقة الشيء الذي لم يسمح باستثمار الاجتهادات و مجهودات العديد من طاقات الجمعية. لجنة رئاسة المؤتمر: تركيبة منافية لمبدأ المشاركة الديمقراطية في تدبير اكبر محطة تنظيمية احتد النقاش حول تركيبتها، ليس من حيث مصداقيتهم و كفاءتهم و لكن من حيث فرض الوصاية فهناك الرئيسة السابقة للجمعية و نائب الرئيسة و أمين المال الشيء الذي اعتبر في رأي العديد من المؤتمرين منافيا لمبدأ المشاركة في تدبير المؤتمر و بالتالي إعلان نية مسبقة لتحكم رأي وحيد في أشغال المؤتمر و نتائجه بأبعادها السياسية و التنظيمية التي تتنافى مع قواعد التدبير الديمقراطي, أشغال اللجان و نتائجها عرفت أشغال اللجن حيوية كبيرة ، و قدمت منتوجا لم يتم استغلال عناصره الايجابية المقدمة في الجلسة العامة بل تم التعامل معها بسلبية يفسرها فقط منطق الاستقواء بالكم و تعامل الرأي الوحيد مع الآراء الأخرى المختلفة وتسييد النزعة التحكمية حتى فيما بعد المؤتمر بإحالة مضامين تقارير اللجن على اللجنة الإدارية وهي سابقة جعلت من اللجنة الإدارية جهازا فوق المؤتمر و بالتالي الحسم لصالح مواقفها وحصر مصادقة المؤتمر فقط على التصريح الختامي الذي تمت المصادقة عليه فقط ب171 صوت. النتائج على المستوى التنظيمي: لم يلجأ المؤتمر إلى منهجية انتخاب اللجنة الإدارية وفق ما هو منصوص عليه في القانون الأساسي والداخلي للجمعية أي الإقتراع السري المباشر أو لجنة الترشيحات ،حيث بعد سحب مناضلين ومناضلات من حساسيات فكرية مختلفة: الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، اليسار الاشتراكي الموحد، الخيار القاعدي الديمقراطي، مستقلون عن الأحزاب ، حساسيات أمازيغية، لجأت لجنة رئاسة المؤتمر إلى مناشدة عدد من المرشحين و المرشحات لفبركة تعددية شكلية لا مضمون لها حتى وصل عدد المرشحون والمرشحات 63 عضوا لتعرض اللائحة للمصادقة، بينما القانون يسمح ب75 ، وترك مناصب شاغرة، في محاولة لتوهيم الرأي العام أن المؤتمر أنهى أشغاله بنجاح. لم تكلف النزعة التحكمية نفسها البحت عن المخارج، وكانت متوفرة من خلال خلاصات وتوصيات ورشة 12 مارس الإعدادية للمؤتمر و تنكرت لمضامين الوثيقة التحضيرية ذات الصلة بموضوع التمثيلية في ألأجهزة المسيرة تقول الوثيقة " فإن التمثيلية الديمقراطية لكافة التعبيرات و الطاقات و الكفاءات النضالية التي تزخر بها الجمعية، يجب أن يكون موضع احترام و التزام من طرف الجميع. ولن يتأتى هذا إلا بنبذ كل صور الإقصاء و الهيمنة و الاستفراد بالأجهزة أو بالقرارات. ومن الآليات التي تطرح كجواب على هذا الوضع نجد آليات التمثيل النسبي بناء على أرضيات و برامج يقع تكييفها مع طبيعة الجمعية، بما يضمن لها استقلاليتها و حيادها الايجابي من خلاصات ورشة 12 مارس 2010: 1. بلورة تصور دقيق حول التمثيل النسبي في أجهزة الجمعية. 2. بلورة صيغ لحماية الجمعية من أية هيمنة حزبية. استنتاجات وخلاصات بالرغم من الجهود المتعددة التي بذلت من طرف مناضلي و مناضلات الجمعية من اجل إنجاح محطات المؤتمر لم يتم أخذ بعين الاعتبار في تنكر تام للتعددية السياسية و الفكرية والاجتهادات المنهجية و المقاربات التي تتفاعل بداخل الجمعية. إن سحب الترشيح لعضوية للجنة الإدارية فعل احتجاج واع و مسؤول ضد سلوك سياسي ومنهجية إقصائية لطرف واحد على الأطراف الأخرى من خلال استغلال أغلبية عددية تم التهيء لها من قبل, أن سحب الترشيح للجنة الادارية فعل من أجل القطع مع منطق الهيمنة حزبية كانت أ,غيرها وفتح الباب أمام إعادة بناء المنهجية الديمقراطية لصالح انتصار حقوق الإنسان كما هي متعارف عليها دوليا. - أن المؤتمر الوطني التاسع لم يشكل لحظة ديمقراطية للتفاعل ما بين الرؤى و التوجهات المختلفة. إن التصويت على التقريرين الأدبي(144تحفظ)و المالي (132تحفظ) يعكس استياء العديد من منخرطات و منخرطي الجمعية من المنهجية التي تمارسها الأجهزة المركزية على مستوى تدبير الخلاف في العديد من القضايا, - أن النزعة التحكمية في المؤتمر فوتت الفرصة للاستفادة من التعبئة البشرية المختلفة و المتنوعة داخل جسم الجمعية المغربية لحقوق الإنسان مما سيكون له اثر قوي على استقلاليتها على مستوى المواقف و منهجيات العمل أن ترك عدد من المناصب شاغرة باللجنة الإدارية فعل يعكس تحويل مبدأ الديمقراطية و التعدد و الانفتاح من مبدأ تأسيسي إلى سلوك شكلي بامتياز يكرس الهيمنة إن ماقام به المؤمرات والمؤتمرين من سحب الترشيح للجنة والإدارية ومعهم عدد مهم من المؤتمرين والمؤتمرين هو فعل احتجاجي حضاري لم تتحكم فيه أي نزعة نحو تأزيم المؤتمر أو السعي نحو تقسيمه أو انشقاقه وذلك غيرة عن هذه المنظمة الحقوقية التي ضحى من أجلها الكثيرون .
الرباط في 24 يونيو 2010 ملحوظة: اصدر المناضلات و المناضلون الذين سحبوا ترشيحهم لعضوية اللجنة الإدارية بيانا توضيحيا حول حول الموقف الذي اتخذوه بتاريخ 25 ماي 2010 اصدر المناضلات و المناضلون الذين سحبوا ترشيحهم لعضوية اللجنة الإدارية بيانا حول الهجمة التي شنها الهجمة المعادية لحقوق الإنسان بتاريخ 14 يونيو 2010