اعتصم العشرات من الصحافيين العراقيين الأكراد الخميس 13-5-2010 أمام مكتب برلمان إقليم كردستان في السليمانية للتنديد بمقتل صحافي كتب مقالات وجّهت نقداً لاذعاً للسلطات في الإقليم، ومن أبرزها مقال بعنوان "أنا أعشق بنت مسعود بارزاني". وقال كمال رؤوف رئيس تحرير جريدة هؤلاتي "المواطن" المستقلة إن "اعتصامنا هو متابعة للنشاطات الجماهرية التي بدأناها الأربعاء للمطالبة بالتحقيق لكشف المجرمين الذين اغتالوا الصحافي سردشت عثمان". وأضاف "نطالب بتشكيل لجنة نزيهة محايدة للتحقيق بالجريمة، وكذلك نطالب باستقالة وزير الداخلية كريم سنجاري من منصبه بالإضافة الى المسؤولين الأمنيين في أربيل". وحمّل روؤف الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يتزعمه رئيس إقليم كردستان مسؤولية مقتل الصحافي. وكان قد عثر على جثة الصحافي سردشت عثمان ليل الاربعاء من الاسبوع الماضي في ضواحي مدينة الموصل بعد أن خطفه مسلحون من أمام جامعة صلاح الدين في أربيل. وكان نحو 5000 شخص خرجوا أمس الاربعاء في تظاهرة بالسليمانية تنديداً بمقتل الصحافي تحت شعار "لن نسكت". وأثارت قضية الاغتيال الصحافي الرأي العام الكردي. وتم خطف الصحافي الذي لايزال طالباً يدرس اللغة الانكليزية في جامعة صلاح الدين في أربيل من وسط الحرم الجامعي الاسبوع الماضي، حسب ما أفادت أسرته ومسؤول كردي. وكتب عثمان (23 عاماً) مقالات انتقد فيها سياسة السلطات الكردية في الإقليم والمحسوبية والفساد الإداري. وكان من أبرز كتاباته التي نشرها موقع "كردستان بوست" المعارض لسياسة الأحزاب الكردية مقال بعنوان "أنا أعشق بنت مسعود بارزاني". وفي المقال الذي تناوله بصورة ساخرة يروي حلماً إذا فعلاً تزوج بنت رئيس إقليم كردستان كيف تنفتح له الآفاق ويتحول من رجل فقير الى مترف. وبين ما كتبه في هذا الصدد قال "عندما أصبح صهراً للبرزاني سيكون شهر عسلنا في باريس، ونزور قصر عمنا لبضعة أيام في أمريكا. سأنقل بيتي من حيينا الفقير في مدينة اربيل الى مصيف (سري رش) حيث تحرسني ليلاً كلاب أمريكا البوليسية وحراس إسرائيليون". وفي مقاله الأخير، كشف هذا الصحافي أنه تعرّض الى تهديدات وبلّغ عميد كليته عنها لكنه لم يأبه لها وقال له أي قضية اعرضها للشرطة. وقال في هذا الإطار في المقال الأخير "في الأيام القليلة الماضية قيل لي إنه لم يبق لي في الحياة إلا القليل، وكما قالوا إن فرصة تنفسي الهواء أصبحت معدومة". وأضاف "لكنني لا أبالي بالموت او التعذيب.. سأنتظر حتفي وموعد اللقاء الأخير مع قتلتي". وتابع في المقال الذي نشره الموقع نفسه: "أدعو أن يعطوني موتاً تراجيدياً يليق بحياتي التراجيدية. أقول هذا حتى تعلموا كم يعاني شباب هذه البلاد وأن الموت هو أبسط اختياراتهم. حتى تعلموا أن الذي يخيفنا هو الاستمرار في الحياة وليس الموت". وقال إن "همّي الأكبر هو إخوتي الصغار وليس نفسي. ما يقلقني في هذه التهديدات هو أن هناك الكثير الذي لابد أن يقال قبل أن نرحل. مأساة هذه السلطة هي أنها لا تبالي بموت أبنائها". ووفقاً لرئيس تحرير صحيفة "هؤلاتي" إن "الاعتصام اقتصر على مدينة السليمانية لأنها تتمتع بحريات صحافية أكثر من باقي مناطق الإقليم". وكان برلمان الإقليم طلب في جلسة أمس الاستماع الى وزير الداخلية والمسؤولين الأمنيين، لكنهم رفضوا الحضور بحجة عدم اكتمال التحقيقات.