استفاق سكان دوار العثامنة - جماعة الغنادرة - على حركة غير عادية يومي الثلاثاء والاربعاء 07 و08 يناير 2014 من خلال مبادرة انسانية لاقت استحسانا كبيرا ، وعرفت تجاوبا منقطع النظير من طرف قاطني الدوار. الإقبال المكثف الذي عرفته هذه العملية الاولى من نوعها بهذا التجمع السكاني ، جاء ليعري النقص الحاد في الخدمات الصحية ببلادنا حيث عادة ما تئن مثل هذه الدواوير تحت براثن التهميش والاقصاء لعقود من الزمن وتبقى بمنأى ومعزل عن كل مخططات التنمية المحلية.
فقد احسنت "الجمعية العثمانية لتعدد الخدمات وتدبير شؤون المسجد بالعثامنة " صنعا بتنظيمها ، بتنسيق مع جمعية التوعية الصحية ، قافلة طبية مجانية لفائدة ساكنة دوار العثامنة خلال اليومين السالفي الذكر ، ورامت هذه المبادرة تصحيح البصر ، قياس الضغط الدموي ، إجراء تحاليل طبية للسكري وأمراض الكلي ناهيك عن الفحص بالأشعة. وحسب المنظمين، فقد استفاد من هذه العمليات الطبية ما يفوق 750 مواطنا ومواطنة خلال اليومين المذكورين.وتجدر الاشارة إلى أن هذه القافلة عرفت حضور السيد باشا مدينة الزمامرة وخليفته خلال اليوم الاول حيث اشرفا على إعطاء الانطلاقة الرسمية للقافلة بالإضافة إلى عدد كبير من فعاليات المجتمع المدني والتي دعمت هذه القافلة ماديا ومعنويا نظرا لما تنطوي عليه من أهداف انسانية نبيلة. أما فعاليات اليوم الثاني فقد شهدت حضور السيد قائد قبيلة الغنادرة والسيد قائد مركز الدرك الملكي بالزمامرة والسيد رئيس المجلس القروي للغنادرة ، وعرفت انفتاح القافلة على سكان الدواوير المجاورة كالدحيشات وأولاد الطاهر امحمد . الجديدة 24 كانت حاضرة كعادتها في قلب الحدث قريبة من نبض المواطنين محتضنة لقضاياهم ومشاكلهم حيث التقت نائب رئيس الجمعية العثمانية السيد عبد الغني الطائع ، الذي اكد للموقع "عزم كل مكونات الجمعية بذل مزيد من الجهود للرفع من مستوى الممارسة الجمعوية بالعثامنة حتى ترقى إلى مستوى طموحات وتطلعات المواطنين ، معربا عن عظيم شكره وكبير امتنانه لكل من ساهم في دعم هذه المبادرة الإنسانية بأبعادها النبيلة ، مؤكدا على أن مثل هذه المبادرات تساهم لا محالة في إشاعة قيم التآزر والتضامن والتعاضد " واسترسل قائلا : " لقد اتفقنا مبدئيا على إعادة الكرة خلال السنة القادمة وتوسيع هذه المبادرة لتشمل عملية إعذار الأطفال والتي ستتوج بتوقيع اتفاقية شراكة مع "جمعية التوعية الصحية" التي عبر منسقها بدوره عن عميق سعادته بتواجد القافلة بين أحضان ساكنة دوار العثامنة الذين أبانوا عن حماس كبير في التجاوب مع مكونات القافلة الطبية ، ترجمته أجواء الكرم الحاتمي الاصيل ومضيافية الساكنة ، التي استطاعت أن تعبر عن نضج كبير من خلال تنظيم راقي ومحكم لفعاليات هذه القافلة ، منوها إلى "استعداد الجمعية بكل مكوناتها التنسيق لتنظيم أنشطة إنسانية أضخم خاصة وان مثل هذه الالتفاتات الباسمة تشكل العمود الفقري لفلسفة التعاون والعمل المشترك بما يقتضيه منا حب الوطن والشعور بالانتماء إليه." أما ميلود البراش أحد قيدومي الفاعلين الجمعويين وعضو مكتب الجمعية المنظمة فقد عبر للموقع عن " انشراحة الكبير بهذه البادرة الطيبة والتي أتت لفك العزلة عن دوار العثامنة وإعطاء الفرصة لشبابه ليثبث جدارته وقدرته الكبيرة على تنظيم أنشطة من الحجم الكبير بأبعاد إنسانية محضة ". واختتمت القافلة بتوزيع الشواهد التقديرية على أعضاء القافلة الذين تجاوز عددهم العشرين مؤطرا من مختلف التخصصات ، وكذا على المتعاونين مع الجمعية ، وقد ضرب الجميع موعدا مع قافلة قادمة.