تسعى استراتيجية التغطية الصحية المتنقلة إلى ضمان الولوج إلى الخدمات الصحية الأساسية لفائدة السكان الذين يبعدون عن المؤسسات الصحية القروية بصفة دورية، ووفقا لبرنامج زمني محدد. وأفادت وثيقة وزعت اليوم الثلاثاء في افتتاح الملتقى الوطني الأول للصحة بالوسط القروي، أن هذه الاستراتيجية تنص على مجموعة من الخدمات التي تتلائم مع حاجيات المواطنين وتأخذ بعين الاعتبار الخصائص المحلية لكل منطقة ، الوبائية منها والجغرافية ، ثم الثقافية. ولبلوغ الأهداف المتوخاة من استراتيجية التغطية الصحية المتنقلة تم الاعتماد على مكونين أساسين يتمثلان في كل من الفرق المتنقلة والقافلة الطبية. وتدعم الفرق المتنقلة المراكز الصحية القروية عبر الانتقال إلى الدواوير النائية بصفة دورية ، وتقديم مجموعة من الخدمات العلاجية والوقائية والتحسيسية، كالفحوصات الطبية مع تزويد المرضى بالأدوية اللازمة، ومراقبة الحمل وفحوصات ما بعد الولادة ، وتقديم خدمات تنظيم الأسرة وتلقيح الأطفال والنساء ومراقبة نمو الأطفال وتزويدهم بالفيتامينات (أ)، و (د)، والتكفل بأمراض الأطفال والفحص الطبي المنتظم للتلميذ. كما تدعم الفرق المتنقلة أنشطة المراقبة الوبائية للأمراض المعدية وغير المعدية، وأنشطة مراقبة الصحة البيئية ، وتوجيه المرضى إلى المؤسسات الصحية عند الحاجة ، وتقديم خدمات تهم التحسيس والتوعية في مجال الصحة، إلى جانب مواكبة عمل المرشد التنموي المحلي. أما بخصوص القافلة الطبية، فقد وضعت وزارة الصحة برنامج وطني للقافلة الطبية من أجل تقريب الخدمات الطبية، وخاصة المخصصة لسكان العالم القروي، وتكميلا لبرامج القوافل الطبية المسطرة على صعيد الجهات بمعية الشركاء . ولهذا الغرض سيتم ضبط معايير تدبير القافلة الطبية من حيث التخطيط والتنظيم والتسيير والمتابعة، ثم استعمال التكنولوجيا الحديثة لتدبير هذه القوافل على الصعيد الوطني . للإشارة فإن الملتقى الوطني الأول للصحة بالوسط القروي، الذي حضره مسؤولون حكوميون وممثلو المنظمات الدولية والتعاون الثنائي ومنتخبون وفعاليات المجتمع المدني، يشكل مناسبة لمناقشة التدابير والإجراءات الكبرى التي اعتمدتها وزارة الصحة في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية مع الجماعات المحلية والمنظمات غير الحكومية.