أعلنت أخيرا وزارة التربية الوطنية عن نتائج حركة التعيينات، التي همت ألأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين، والنيابات الإقليمية التابعة لها. وأفرزت عن تجديد الثقة وتثبيت مسؤولين تربويين وإداريين جهويين، ضمنهم محمد أبو ضمير، والذي عينته الوزارة على رأس الأكاديمية الجهوية لجهة دكالة–عبدة، وشغل المنصب ذاته بالجهة الشرقية، منذ سنة 2010، بعد أن تدرج في سلم الترقيات التربوية والإدارية. وبمقر الأكاديمية بالجديدة، أشرف فؤاد شفيق، مدير المناهج بوزارة التربية الوطنية، على تنصيب المدير محمد أبو ضمير في منصب المسؤولية الجديد، بحضور رؤساء وموظفي الأقسام والمصالح الداخلية والخارجية للأكاديمية. وفي معرض الكلمة التي ألقاها باسم الوزير محمد الوفا، أشار مدير المناهج إلى الغاية من حفل التنصيب الذي تم داخل مقر الأكاديمية، عوض مقر ولاية الجهة، والذي دعي لحضوره العاملون في الحقل الإداري والتربوي بالأكاديمية ونياباتها الأربعة، تكمن (الغاية) في توجيه الاهتمام إلى المدرسة المغربية، والسعي إلى الرقي بجودة المنظومة التربوية، القضية الوطنية الثانية بعد وحدتنا الترابية. وشد المسؤول المركزي على ضرورة تقوية الحكامة المالية، وترشيد النفقات المتعلقة بميزانية الأكاديمية، وعقلنة تدبير الموارد البشرية، والانخراط في إرساء المنظومة المعلوماتية، بتطوير استعمالها بالتدرج، واعتماد برانم تدبيرية ووظيفية، الغاية منها تأهيل العنصر البشري. وفي إطار تحيين قاعدة المعطيات المتعلقة بتدبير المؤسسات التعليمية، استحضر فؤاد شفيق مساعي الوزارة إلى تعميم منظومة "مسار"، لمواكبة تطورات المتعلم، خلال مساره التعليمي-التعلمي. حيث إن هذا النظام يخزن في قاعدة معطياته، نقط المراقبة المستمرة الخاصة بالمتمدرس، وتغيباته عن الفصل، وآراء أساتذته. وسيصبح لكل مؤسسة تربوية، بوابتها على الشبكة العنكبوتية، بشأن برنامج "مسار"، وستكون ثمة إمكانيتان للولوج من الداخل والخارج، عبر الإنترنيت. ما سيتيح للآباء وأولياء التلاميذ، التواصل مع المؤسسات التعليمية، والإدارة التربوية، لمواكبة فلذات أكبادهم، خلال مسارهم الدراسي، بالاطلاع على جدول زمنهم، ومعرفة نقطهم، واستقبال مراسلات الإدارة التربوية، عبر عناوينهم الإلكترونية الخاصة. وشدد مدير المناهج على ضرورة العمل في إطار فرق تربوية متضامنة ومنسجمة، سواء على مستوى الأكاديمية، أو النيابات التابعة لها، أو المؤسسات التربوية الكائنة بنفوذها الترابي، وخلق علاقات شراكة بناءة مع المتدخلين في الحياة المدرسية، من ولاة وعمال ومنتخبين، وجمعيات آباء وأولياء التلاميذ، وكذا، الفاعلين والفرقاء الاجتماعيين، بغاية الرقي بجودة المنظومة التربوية، وتفادي الاحتقان والتأثير على أجواء التعليم والتعلم والتمدرس. ودعا مسؤول الوزارة إلى تفعيل وتنشيط أدوار الحياة المدرسية، سيما فيما يتعلق بمحور المؤسسة التعليمية، في إطار مخطط الوزارة برسم 2013-2016. وقال أن جودة التعليم مرتبطة بجودة كل ما هو مدرسي وبيداغوجي. وباتت الضرورة من ثمة ملحة أن يكون لكل مؤسسة تربوية "مشروع تربوي"، يشكل الأساس فيه مختلف المتدخلين في الحياة المدرسية. واعتبر المسؤول المركزي أن التلميذ في صلب العملية التعليمية التعلمية، وأنه شريك مركزي. إذ من غير المعقول والمقبول أن يشعر المتمدرس بالتمييز، وبكون حقوقه مهضومة. ودعا مدير المناهج إلى تمكين المتعلم من حقوقه، لبناء المواطن المؤمن بالاختلاف، ما من شأنه أن يجعل منه شريكا فعليا ومساهما أساسيا في اتخاذ قرارات المؤسسة التربوية. وبالمناسبة، ولبلوغ الغايات المتوخاة، ثمة عزم بتعميم القاعات المتعددة الوسائط، داخل المؤسسات التربوية، مع تجهيزها بالمعدات الديداكتيكية الضرورية، حتى تقوم بالمهام المنوطة بها. وفي ختام مداخلته، ألقى مسؤول الوزارة كلمة توجيهية إلى النواب الإقليميين، الذين عينتهم الوزارة بجهة دكالة–عبدة، على رأس نيابات أقاليم الجديدة وآسفي وسيدي بنور واليوسفية، وهم على التوالي النائب عبد الله اليماني (مفتش تربوي)، والنائب حسن البلالي (مهندس الدولة)، والنائب محمد حجاوي (مفتش تربوي)، والنائب محمد يوسفي (مفتش في التخطيط التربوي).