التأم أكثر من 160 إطارا ومفتشا تربويا ينتمون إلى مختلف الأسلاك التعليمية من النيابات الأربع للجهة ،وذلك بالمركز الجهوي للملتقيات والتكوينات الأربعاء 30 نونبر2011 بمبادرة طيبة للمجلس الإقليمي لتنسيق التفتيش بنيابة فاس وبتنسيق مع الأكاديمية في إطار يوم دراسي جهوي تحت شعار: ” أدوار هيأة التفتيش التربوي و رهان الجودة بمنظومة التربية و التكوين” هذا الالتفاف الكبير لأسرة التفتيش بكاملها يأتي للتأمل في مهام الهيئة وأدوارها بهدف تحسيس و تعريف جميع المفتشين التربويين بالجهة و كذا جميع الفعاليات التربوية بالمستجدات المتعلقة الاستراتيجية الوطنية للارتقاء بجودة منظومة التربية والتكوين ، قصد تيسير و تحفيز الانخراط في إرساء وترسيخ نظام و ثقافة الجودة بمؤسسات التربية والتكوين، سواء على مستوى العمل التخصصي أو العمل المشترك أو البحث التربوي ارتباطا بمسلسل الاصلاح. اللقاء الذي افتتح أشغاله السيد محمد ولد دادة مدير أكاديمية فاس بحضور كل من السيد عبد الناصر ناجي مدير الوحدة المركزية للارتقاء بجودة المنظومة التربوية ، و السيد رشيد لمعقل، المنسق المركزي للمشروع م3م8 من البرنامج الاستعجالي حول الارتقاء بجودة التربية و التكوين، ويسرت فقراته السيدة مديحة بلعياشي، منسقة المجلس الإقليمي لتنسيق التفتيش بنيابة فاس ، حضره كذلك هيأة التفتيش التربوي بجهة فاس بولمان من مختلف التخصصات و المجالات و الأسلاك ، وهي المستهدفة أساسا ، إضافة إلى ممثلين عن جميع المراكز التربوية ذات الطابع الجهوي للتكوين و البحث و التوجيه ، و ممثلين عن هيئات الإدارة التربوية والتدريس والاستشارة والمساعدة على التوجيه، و كذا رؤساء مصالح الشؤون التربوية و الحياة المدرسية ، ومنسقي مشاريع البرنامج الاستعجالي ، بالأكاديمية و بنياباتها الأربع. مدير الأكاديمية في كلمة الافتتاح أكد على الدور البارز الذي يلعبه المفتش في العملية التعليمية التعلمية ،معتبرا المفتش المهندس التربوي للمنظومة منذ نشأتها ، وبالتالي لا محيد عن دوره الطلائعي إن على مستوى منهجية التفكير أو على مستوى إرساء نظم جديدة للممارسة التربوية . فالمفتش كان دائما في الواجهة يضيف محمد ولد دادة سواء من خلال الممارسة الصفية والتأطير التربوي . وأبرز دوره الذي يتعدى المهام التي يحددها النظام الأساسي في التأطير والتنشيط والمراقبة إلى أدوار أخرى أكثر طلائعية. وتأسف مدير الأكاديمية لكون النقاش التربوي أصبح يعرف نكسة معتبرا اللقاء الدراسي يستحق أكثر من رعاية لأنه ” سيجعلنا على الأقل كمسؤولين إداريين وكمفتشين نخصص ولو يوما واحدا لتدارس كنه المنظومة وكنه العملية التعليمية المتمثل في الجودة وتحسين المردودية “. وتساءل محمد ولد دادة عن أنواع البحث الميداني قبل أن يخلص إلى أنه لا يمكن أن يكون إلا من نصيب المفتش باعتباره باحثا ميدانيا عن الكفاءات ،وأن عمله هو عمل بحثي محض بمفهومه التقييمي والإصلاحي وبمفهومه الانتقائي . مستحضرا في سياق كلمته ما صدر عن أحد الوزراء الفرنسيين الذي جمع جميع المفتشين بفرنسا وطلب منهم مهمة واحدة خلال السنة قائلا ” ابحثوا لي ، جوبوا فرنسا طولا وعرضا ، ابحثوا لي عن ذلك الأستاذ المتواجد في أقصى الأرياف والذي تمكن من ابتكار شيئ بسيط جعله يحسن جودة عمله ” وأضاف قائلا ” اذا كان هناك من برنامج استعجالي إصلاحي يجب أن ينطلق من المدرس والى المدرس فلا إصلاح بدون إصلاح المدرس ، وبالتالي عندما نستحضر دور الأستاذ في تحقيق الجودة نستحضر كذلك دور المفتش باعتباره هو المؤطر المباشر للأستاذ ومهندس كفاءته . وأكد مدير الأكاديمية ارتباط المفتش بالمناهج والمقررات المدرسية منذ الاستقلال المغرب وإلى يومنا ، معتبرا إنتاج الكتاب المدرسي ومنهجية التدريس من صنع المفتش ” نظرية ” المفتش ترانشار” و المفتش هو من يبلور المناهج والمقررات لقد ظل إنتاج الكتاب المدرسي سواء إبان الاستعمار أو بعده من احتكار المفتش . وأعرب عن تمسكه بإعادة هذه الأدوار داعيا إلى وجوب الاحتفاظ بها . مضيفا أن الأدوار المنوطة بالمفتش عبر التاريخ والتي تنتظره اليوم هي أدوار طلائعية، وإذا كان هناك من نفس جديد يمكن أن يعطى للإصلاح في ظل التغييرات التي يعرفها اليوم وفي ظل الحكومة الجديدة هو مدخل الموارد البشرية كمدخل اصلاح . محمد ولد دادة أشاد كذلك بما قام به النموذج الالماني من إصلاح يرتكز على نقطة واحدة وليس 26 على حد قوله “ هي إصلاح المدرس عبر تكوينه والاهتمام بوضعيته المادية والاجتماعية . مبرزا ارتباط التنمية البشرية بأوروبا وفق أحدث الدراسات بالمنظومة التربوية والنموذج الذي برز هو النموذج الألماني الذي نجح في كسب الرهان وخلص المسؤول الأول عن الشأن التربوي بالجهة إلى أن الجودة مسؤولية الجميع ، وأن مستقبل المنظومة التربوية بين أيدي المفتشين أراد من أراد وكره من كره . لكن يبقى أن المفتش اليوم وهو يستوعب هذا الدور، أن يقوم بصيانته وحمايته وبإعطائه القيمة التي يستحقها . من جهته استعرض السيد عبد الناصر ناجي مهام ”التفتيش التربوي في ضوء الاستراتيجية الوطنية للارتقاء بجودة منظومة التربية و التكوين” وتناول في عرضه شقها الأول المتعلق بالاستراتيجة الوطنية للجودة التربوية (2016- 2010 ) مبرزا السياق و المنطلقات التي أَسست لإحداث الوحدة المركزية للارتقاء بجودة المنظومة التربوية، و ماهية رؤيتها ورسالتها ووظيفتها و مهامها الأساسية وهيكلتها التنظيمية. كما تطرق السيد المدير المركزي إلى أهم الإنجازات ومختلف المشاريع المتمخضة عن المخطط الاستراتيجي للوحدة المركزية، من بناء و بلورة و تجريب المرجعية الوطنية للجودة، وإرساء النظام الوطني للجودة وهياكل بنيات الجودة في أكاديميات ونيابات و مؤسسات التجريب ، وكذا تفعيل الخطة التواصلية مع مختلف الفاعلين التربويين ، و تطبيق منهجية الجودة في مقاربة مشروع المؤسسة، وتأهيل مختلف الفاعلين التربويين المعنيين، في أفق تعميم مختلف المخططات التجريبية المذكورة قبل متم 2016 . الناصرناجي لم يكتف بسرد المعطيات بل قدم اقتراحا عمليا يقضي بتركيز عمل هيأة التفتيش التربوي في بعده التقويمي، في تقويم أداء الأفراد من خلال قياس الكفاءة المهنية ومدى الالتزام بالتوجيهات الرسمية ، و كذا تقويم المؤسسات من خلال افتحاصها و تشخيص المناهج و البرامج ، والتقويم الجماعي المشترك لحالة المواد و التخصصات ومستوى التدبير المالي و الإداري و التربوي، وقياس مستوى التقدم في تنفيذ السياسة التربوية، واقتراح الحلول و البدائل و التدخلات الضرورية الممكنة لتخصيب وظيفة التفتيش التربوي و أدواره الأساسية، بأبعادها التقويمية والتأطيرية و التكوينية والخبرية، في اتجاه الارتقاء بجودة التربية و التكوين و الانخراط في تعزيز الاستراتيجية الوطنية للجودة ، وكذا تشجيع المبادرات المتميزة ومواكبة إرساء مشاريع الإصلاح. وركز على مهمة التكوين من خلال تخطيط و تنظيم و تتبع التكوين و تقويم أثره على الأداء المهني ، و تشخيص حاجات التكوين و تأطير الدورات التكوينية . المقترح ركز كذلك على دور المجلس الإقليمي في تتبع عمل المجموعات على صعيد المناطق التربوية والتنسيق مع مجلس التنسيق الجهوي في وضع برامج العمل واستثمار تقارير المجموعات من أجل وضع سياسة تربوية تأخذ بعين الاعتبار نتائج التشخيص الميداني وآراء الفاعلين التربويين . كما اعتبر برنامج مجلس التنسيق الجهوي إطارا متكاملا للعمل ، يحدد أولويات اشتغال كل أكاديمية تنبثق عنه الوظائف و العمليات و رسائل المهام الفردية الخاصة بكل مفتش والجدولة الزمنية للتنفيذ .و يتم إعداد برنامج المجلس الجهوي للتنسيق بشكل مشترك بين مدير الأكاديمية وأعضاء المجلس و بتأطير من المجلس المركزي للتنسيق مع استحضار البرنامج السنوي للوزارة”. رشيد لمعقل مفتش التخطيط التربوي مكلف بمهام التنسيق المركزي التخصصي والمنسق الوطني لمشروع م 3م8 مشروع قدم بدوره عرضا عنوانه” إرساء الجودة بمنظومة التربية والتكوين” تمحور حول السياق والمنطلقات والدواعي لخروج هذا المشروع الى حيز الوجود وهو آخر مشروع تم ضمه إلى رزنامة المشاريع التي يتضمنها البرنامج الاستعجالي . وحسب المتدخل فإن الهدف هو إرساء نظام للجودة بالمنظومة التربية والتكوين . وأضاف رشيد لمعقل أن الوزارة ومن خلالها الميثاق الوطني والمخطط الاستعجالي تنص على ضرورة تجويد العملية التعليمية التعلمية . بل والكل الآن يراهن على هذه الجودة في خلق جو مساعد على تنمية مستدامة وخلق مواطن مغربي يطمح إليه المجتمع المغربي من مواطنة وقيم أخلاقية وكل ما يتعلق بخصوصيات المجتمع. إن الجودة لا يمكن أن تتوزع على المشاريع لذلك ارتأت الوزارة مأسسة هذا العمل، لذلك تم إحداث الوحدة المركزية للجودة بعد إحداث الوحدة التي يشرف على تسييرها السيد الناجي عبد الناصر قامت الوحدة ببلورة استراتيجية وطنية لإرساء الجودة . بعد ذلك كان لابد من التفكير في الطريقة لتنزيل الاستراتيجية إلى أرض الواقع ، وهنا نتحرك الآن باعتبار المشروع الذي نحن بصدده وسيلة لتنزيل مقتضيات الاستراتيجية إلى المؤسسات بهدف إرساء نظام للجودة في منظومة التربية والتكوين والعمل على ضمان استمراريته . وحول إكراهات إرساء نظام الجودة قال لمعقل إنها كثيرة ومتعدد ة فمنذ الاستقلال وإصلاحات المنظومة التربوية تصب دائما في التعميم التقليص من الفوارق بين الجهات بين الجنس ذكور وإناث . لقد كان هاجس الجودة ترفا . ولكن تبين أن المنظومات الدولية ومن خلال النتائج التي حصل عليها المغرب في المباريات الدولية والدراسات الدولية بأن مستوى التعلمات في منظومتنا ضعيف . من هنا ، لا يجب التفكير فقط في التعميم الذي لابد آت وقد تحقق نتائج قياسية في هذا الباب ،يجب مصاحبته بالنوعية . المسؤول المركزي اعتبر حضور مدير الاكاديمية وجميع النواب وكافة الأطر التربوية من مفتشين مؤشر اهتمام بالغ مشيدا بالكفاءات والأطر المحلية . عرض المنسق المركزي تناول مختلف العمليات المركزية و الجهوية التي تم إنجازها على الصعيد المركزي و على الصعيد الجهوي بأكاديميات التجريب. و من أهمها إعداد المرجعية الوطنية للجودة وتجريبها ، وإعداد شبكات افتحاص الجودة ودليل إدماج منهجية الجودة في إرساء مشروع المؤسسة ، ووضع و تنفيذ خطط التواصل و التكوين في المجال و مصاحبة المؤسسات التعليمية في إرساء نظام الجودة و بناء مشروعها، و إعداد دلائل الجودة و دفتر مساطر الجودة الخاصة بالمؤسسات التعليمية وبمراكز التكوين، وتنفيذ إجراءات منح شهادة المطابقة للمرجعية الوطنية للجودة و تنظيم الجائزة الوطنية للجودة. السيدة مديحة بلعياشي ،المنسقة الإقليمية للتفتيش بنيابة فاس، قدمت عرضا ثالثا بعنوان “المرجعية الوطنية لجودة منظومة التربية و التكوين ،المنطلقات و المفهوم و المعايير ” . تناولت من خلاله السياق العام و السياق التربوي للاهتمام بموضوع الجودة في التربية و التكوين ، كما تطرقت لتعريف و للتسلسل التاريخي لتطبيقاته ، و أهم الاختلافات في منهجية الجودة بين المقاولة و المؤسسة التربوية. مستعرضة بعض النماذج الدولية الشهيرة في مجال تدبير الجودة مثل المنظمة العالمية “إيزو” والمؤسسة الأوروبية لتدبير الجودة “والنموذج الأمريكي ” بالدرايدج ” والنموذج الياباني”ديمينغ ” وغيرها . ثم تناولت تعريفا لمكونات المرجعية الوطنية لجودة منظومة التربية والتكوين من خلال التعريف بمعاييرها التسعة المتمثلة في بناء الالتزامات على رؤية وقيم، القيادة والتخطيط الاستراتيجي، تدبير الموارد البشرية، تخصيص وتوزيع الموارد التنميط والتجديد، تطوير فعالية الأداء، إرضاء الأطراف المعنية في حدود انتظاراتها، النتائج والإنجازات، التحسين والإعداد للمستقبل.” وأعرب مدير الاكاديمية في اختتام اشغال اليوم التواصلي أن يتمخض عن هذا النقاش الدائر اليوم أفكار يتم توظيفها على مستوى الأقاليم مشددا على أنه لابد لهذا اليوم الدراسي من امتداد كخلاصات تبعث إلى السيدة والسادة النواب وإلى مجلس التنسيق الإقليمي ليتم عقد لقاء إقليمي موسع من أجل إشراك أطر أخرى وتوسيع الفكر حول رهانات الجودة التي نعتبرها تتجدد مع الأجيال والحقب . عزيز باكوش