نظمت الكتابة الإقليمية لشبيبة العدالة والتنمية لقاء تفاعليا حول موضوع :"تفعيل دور الشباب في محاربة الفساد" بمقر حزب العدالة والتنمية بمدينة الجديدة يوم الأحد 15 أبريل 2012. وقد أطر هذا اللقاء التواصلي الأستاذ خالد البوقرعي الذي ركز في مداخلته على أن القضاء على الفساد رهين بالدور الذي تلعبه فئة الشباب في محاربته. كما أن المشروع الإصلاحي لحزب العدالة والتنمية يتمحور أساسا حول محاربة معضلة الفساد كمدخل أساسي نحو إصلاح المنظومة السياسية الفاسدة في المجتمع المغربي. وقد كان مفهوم الإصلاح، يقول خالد البوقرعي، في صلب المشاريع الدينية السماوية، حيث أن الرسول محمد (ص) اعتمد بشكل كبير على فئة الشباب في نشر الدعوة الإسلامية. هذا، وقد ساد الاعتقاد في عدم جدوى المشاركة السياسية داخل أوساط الحركات الإسلامية في المغرب منذ الستينيات من القرن الماضي، مما أدى إلى الصدام المباشر مع الدولة ومؤسساتها التمثيلية. فكان من الضروري والحالة هذه الانتقال من المجال الدعوي الذي كانت تنشط فيه هذه الحركات الإسلامية إلى الممارسة السياسية قصد إصلاح الأوضاع المتردية للمواطنين، لكن لوبيات الفساد كانت دائما تقف دون مشاركة الأحزاب السياسية الإسلامية في الحياة السياسية في المغرب وهذا من جهة، ومن جهة أخرى استمرارية الصورة السلبية لمفهوم السياسة داخل الحقل السياسي في المغرب، حيث أن السياسة كانت دائما مرادفة للسجن باعتبار تجربة اليسار المغربي مع السلطة، أو للفساد بحكم الممارسات السياسية للوبيات الفساد في الساحة السياسية في المغرب. في ظل هذه الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية المتردية، يضيف خالد البوقرعي، ارتأى حزب العدالة والتنمية خوض التجربة السياسية في المغرب بمشروع إصلاحي قوامه تدبير شؤون المواطنين أحسن تدبير، وذلك من خلال تفعيل مقاصد الشريعة الإسلامية في شقها الأخلاقي في المجال السياسي في المغرب. وتجدر الإشارة أن المشروع الإصلاحي لحزب العدالة والتنمية، يضيف خالد البوقرعي، الذي بدأ بمشاركة الحزب في الاستحقاقات الانتخابية سنة 1997، قد عرف مقاومة ومحاصرة كبيرة من طرف لوبيات الفساد التي كانت تنظر إلى الحزب كخطر يهدد استقرار وأمن البلاد؛ والحقيقة، يضيف البوقرعي، أن خطر الحزب يكمن في القضاء على المفسدين والمتلاعبين بالحياة السياسية في المغرب. وقد شكلت أحداث الدارالبيضاء سنة 2003 انتكاسة كبرى بالنسبة للمشروع الإصلاحي لحزب العدالة والتنمية، حيث أضحى مصير الحزب في كف عفريت بعد أن تم اعتقال آلاف الإسلاميين في المغرب، مما أدى إلى انحصار المشروع الإسلامي ومطالبه في الإصلاح والتغيير السياسي. كما أشار البوقرعي إلى دور حزب الأصالة والمعاصرة في المسلسل الانتكاسي في المجال السياسي في المغرب، مما حال دون تطبيق برنامج حزب العدالة والتنمية الإصلاحي في تدبير شؤون المواطنين، حيث اعتمد حزب الأصالة والمعاصرة على أجهزة الدولة قصد اكتساح الحقل السياسي في المغرب، مما أدى إلى إفساد الحياة السياسية وكذا خلع المشروعية على العمل والمشاركة السياسية في تدبير الشأن العام المحلي والوطني. وقد انبنت إستراتيجية المفسدين للعمل السياسي في المغرب على تخويف وترهيب المواطنين من حزب العدالة والتنمية كحزب سينقلب على المبادئ الديمقراطية في حالة فوزه بالانتخابات التشريعية وكذا الوصول إلى السلطة في المغرب. ويخلص خالد البوقرعي إلى الدور الإيجابي للشباب في التصدي ومحاربة الفساد والمفسدين في مجال تدبير شؤون المواطنين، حيث أن فئة الشباب قد استطاعت أن تساهم بشكل فعال وكبير في التحولات والتغيرات السياسية في الوطن العربي. كما أن دور شبيبة العدالة والتنمية يكمن في توعية شباب مدينة الجديدة بالدور الإيجابي للحزب في تخليق الحياة العامة بالإقليم. كما أن حزب العدالة والتنمية سيظل متشبثا بمشروعه الإصلاحي رغم ممارسة السلطة، حيث سيبقى دائما مع قضايا الشعب رغم جيوب المقاومة التي تعمل جاهدة على إفشال مشروع الحزب الإصلاحي، وخاصة في مجال محاربة الفساد. في هذا الإطار، تدخل المبادرات والإجراءات التي اتخذها بعض وزراء حزب العدالة والتنمية في حكومة عبدالإله بنكيران كمقدمة نحو تخليق الحياة العامة وكذا نحو الحكامة الرشيدة.