قد لانجد التفسير المناسب لإعلام القرب الذي ترفع شعاره قناتانا!! وأين يتجلى بالضبط ؟ وهل نجد أنفسنا قريبين فعلا من الإعلام ببلادنا أو بالمعنى الأصح هل هو الأقرب منا، من همومنا و انشغالاتنا النفسية الاجتماعية و الفكرية و الثقافية؟؟ الجواب قد تتعرف عليه من خلال إطلاعك على برمجة القناة التي انتقلت إليها عدوى المسلسلات التركية و الإسبانية و الهندية و المكسيكية، مرفوقة بوصلات اشهارية قبل بث المسلسل تقول”حصريا”!! و كأنها حققت انجازا كبيرا في تاريخ الإعلام الوطني !!غير نشر ثقافة “التكلاخ” لدى المشاهد، مسلسلات تتحدث فقط لغة الدم والانتقام و المال و الأعمال !! جعلت بعض الزيجات يُعدن النظر في أزواجهن من خلال مشاهدتها انتقت إبطالها بدقة متناهية!! و سهرات “سامْدي سْوار” التي تحتضن أحيانا “أستاذة” حقا!! لكن في “زيد دردك عاود دردك” يمارسون الشطط في استعمال “الدربوكة و الكمنجة” عوض معالجة قضايا اجتماعية قريبة من الذات المغربية المريضة حتى بما هو فني يمكن!! رغم ظهور إذعات الجيل الثالث التي اسست على الاقل ثقافة القرب من المستمع ، مازلنا نجد ضمن تلك الإذعات بعض المحاولات الفاشلة لترسيخ اعلام القرب ، لكن فقط عن طريق سؤال الباعة عن أسعار البطاطس والجزر والطماطم بالأسواق!!! وليس إثارة مواضيع جادة تستحق المتابعة... اين هي إذن مقاربة إعلام القرب البعيد كل البعد عن المواطن،هذا الاخير الذي لا نسمع صوته و لو هاتفيا في البرامج المباشرة التي نفتقد إليها، و الحديث بالخصوص عن الاتصالات الهاتفية المباشرة مع المشاهد و محاورة المشاهد للمسؤول و الطبيب و عالم الاجتماع و الوزير و برلماني الحي و غيرهم، تلك البرامج التي غُيبت بالكاد مما يسجل وصمة عار ضمن إعلامنا اليتيم ، هل لأننا لا لنملك منشطين لهم الكفاءة و الإحترافية في الرد و التجاوب مع المشاهد؟ أم هناك التخوف من التطرق إلى الهفوات و المواضيع التي قد تجر معها الويالات وتفتح النار على بعض المسؤولين و الجهات؟ هنا ما يعرف بدمقرطة الإعلام الذي تصعب صناعته! للأسف تجارب بعض قنوات الدول العربية القريبة منا، ذات التجربة المتواضعة ، أظهرت من خلال برامجها إشراك المواطن وإدخاله ضمن حساباتها و برمجتها اليومية لأنه في آخر المطاف الإعلام في خدمة المواطن و ليس العكس.