تؤشر الذكرى السادسة والخمسون لتأسيس وكالة المغرب العربي، التي تصادف يوم غد الأربعاء (18 نونبر)، على انطلاقة جديدة وواثقة نحو تكريس إشعاع الوكالة وطنيا وقاريا وانفتاحها على مختلف مناطق العالم. ومن بين سمات هذه الانطلاقة، تبرز جهود الوكالة الدؤوبة والمتسارعة من أجل تعزيز حضورها على المستوى العالمي، وقيادتها للنقاش المهني الهادف للاستفادة من المكتسبات المحققة والتفكير الجماعي بخصوص مستقبل وآفاق وكالات الأنباء على الصعيدين الإقليمي والقاري. وفي هذا الصدد، واصلت الوكالة خلال السنة الجارية تنزيل مخططها الاستراتيجي الرامي إلى إجراء إصلاح هيكلي شامل يجعل منها، فعلا، وكالة أنباء القرن ال21، وذلك من خلال إطلاق أقطاب دولية جديدة وصل عددها لحدود اليوم إلى ستة من أصل 12 قطبا يتضمنه المخطط الاستراتيجي. فبعد انطلاق أقطاب أمريكا الشمالية بواشنطن وأمريكا اللاتينية ببوينوس أيريس ومنطقة غرب إفريقيا بالسنغال، جاء الدور خلال السنة الجارية على إطلاق أقطاب أوروبا الغربية وأوروبا الشرقية والعالم العربي، في سعي حثيث نحو جعل وكالة المغرب العربي للأنباء أكثر انفتاحا وقربا من مستجدات الأحداث في الساحة الدولية. كما عززت الوكالة ريادتها على مستوى النقاش المهني داخل القارة من خلال ترؤسها، في شخص مديرها العام، السيد خليل الهاشمي الإدريسي، المجلس التنفيذي للفدرالية الأطلسية لوكالات الأنباء الإفريقية التي تأسست في أكتوبر 2014 بالدار البيضاء، كفضاء مهني يرمي إلى تشجيع تقاسم التجارب والأخبار، وكذا تبادل الأفكار حول مستقبل وكالات الأنباء والدور المنوط بها في القرن ال21. وقد بدأت هذه المنصة تؤتي ثمارها من خلال شروع الموقع الإلكتروني لوكالة المغرب العربي للأنباء، "ماب أنفو"، ضمن نشرة خاصة، في بث قصاصات منتجة من طرف حوالي ثلاثين وكالة أنباء إفريقية أعضاء في الفيدرالية تعالج المستجدات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية في البلدان الأصل لهذه الوكالات. ويتعلق الأمر بمساهمة جديدة من طرف وكالة المغرب العربي للأنباء في تعزيز التعارف المتبادل بين البلدان الإفريقية وإرساء تبادل مثمر للأخبار الهامة على منصة وحيدة تشكل رافعة جديدة لتطوير الممارسة الصحفية على مستوى القارة. وفضلا عن توسيع حضورها على الصعيد القاري والعالمي، كرست وكالة المغرب العربي للأنباء موقعها الريادي ضمن المشهد الإعلامي المغربي، من خلال تزويد المؤسسات الإعلامية والجمهور العام بأخبار وتغطيات لمختلف الأحداث الوطنية والجهوية والمحلية، وذلك وفاء لشعارها الجديد "قيمة الخبر". وعززت الوكالة من إشعاعها الوطني من خلال تنظيم منتدى وكالة المغرب العربي للأنباء الذي أضحى موعدا إعلاميا هاما، يتناول مواضيع الساعة سواء السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية. كما استمرت جهود الوكالة من أجل تنويع منتوجها، ومضاعفة إنتاجها في مجال إنجاز المواد السمعية البصرية والمسموعة والرسوم البيانية والرسائل القصيرة. ولتثمين هذه المكتسبات وتعزيز الإنجازات، تراهن الوكالة حاليا على مشروع جد طموح يتعلق بإبرام عقد البرنامج مع الدولة، وجعله رافعة لتكريس موقع الوكالة كرائد على المستويين الإقليمي والإفريقي، وتحسين ظروف اشتغال ومردودية العاملين بها. وقد تم إعداد العقد البرنامج، الذي هو ثمرة دراسة شملت عشرة من كبريات وكالات الأنباء العالمية، في إطار رؤية استراتيجية شاملة تهدف إلى إرساء أسس وكالة للقرن ال21، سمتها التميز وتقديم منتوجات إعلامية ذات قيمة مهنية عالية. ويبقى الطموح هو النهوض بمهنية وكالة المغرب العربي للأنباء وتحسين والرفع من مردوديتها وتنويع منتوجاتها وتعزيز حضورها على المستوى الوطني والقاري والدولي، في أفق تمكين المغرب من "وكالة للقرن ال 21 ، رائدة إفريقيا وفاعلة دوليا".