تحتفل وكالة المغرب العربي للأنباء (ومع) ، يوم الثلاثاء 18 نونبر ، بالذكرى ال 55 لتأسيسها ، وهي مناسبة لاستحضار مسار غني ومميز في خدمة إعلام يتسم بالمصداقية والقرب ، وفي ظل مستقبل واعد في مستوى التطلعات إلى “وكالة رائدة في القرن ال 21 “. وتعمل وكالة المغرب العربي للأنباء ، الوفية لشعارها ” الخبر مقدس والتعليق حر ” الذي حكم عملها منذ تأسيسها عام 1959 ، على تطوير نفسها وتحديث هياكلها لمواكبة التحولات القائمة ورفع التحديات التكنولوجية التي تواجهها مختلف وكالات الأنباء على الصعيد العالمي ، في زمن الثورة الرقمية ، مما جعل منها فاعلا أساسيا في الحقل الإعلامي الوطني والدولي . وفضلا عن حرصها الدائم على تعزيز موقعها كوكالة إعلامية قادرة على “الإسهام ” سواء في المغرب أو في الخارج على بث وجهات نظر ، وأهداف سياسة المملكة المغربية ، تتطلع (ومع) اليوم إلى تأكيد الريادة في الشرق الأوسط وإفريقيا ، وتبوء مكانة لائقة بها على المستوى الدولي. والدليل على ذلك الأوراش الكبرى التي تم إطلاقها لتكريس رؤية إستراتيجية جديدة للوكالة التي تروم تحقيق هدف طموح مسار مميز كما عبر عن ذلك المدير العام لوكالة المغرب العربي للأنباء السيد خليل الهاشمي الإدريسي ، الذي يؤمن بأن تحقيق مثل هذا الهدف يتطلب توفير الموارد الضرورية . وهكذا تم بذل جهود من أجل تنويع المنتوج وإحداث عدد من الأقطاب في إطار توسيع الشبكتين الوطنية والدولية للوكالة مع فتح هياكل أخرى مماثلة في المستقبل ، فضلا عن تحسين المردودية (قصاصات ، ربورتاجات مرئية ومسموعة والأنفوغرافيا ، والرسائل القصيرة …) . وفي مبادرة “تاريخية على المستوى الإعلامي ” ، أغنت الوكالة التي تقدم أصلا خدمات بأربع لغات (عربية وفرنسية وإنجليزية وإسبانية ) ، عرضها بإطلاق السنة الماضية لموقع على الأنترنيت باللغة الأمازيغية ، واضعة بذلك رهن إشارة العموم ومهنيي قطاع الإعلام عددا هاما من الأخبار بهذه اللغة التي أضحت لغة رسمية للبلاد في الدستور الجديد . وفضلا عن إسهامها في الحقل الإعلامي ، تكتسي مبادرة الوكالة أهمية ثقافية أكيدة ، كونها تعزز قيم التسامح والعيش المشترك التي نص عليها الدستور . ومن بين المبادرات الحميدة الأخرى التي اتخذتها الوكالة ، تنظيم منتدى وكالة المغرب العربي للأنباء الذي أضحى موعدا إعلاميا هاما ، والذي يتناول مواضيع الساعة سواء السياسية أو الاقتصادية أو الإجتماعية . ولتعزيز انجازاتها تراهن الوكالة حاليا على مشروع جد طموح يتعلق بالعقد البرنامج 2015 – 2018 الذي يوجد في مرحلة التفاوض ، والذي يتطلع إلى تمكين المغرب من “وكالة للقرن ال 21 ، رائدة إفريقيا وفاعلة دوليا “. ويشكل العقد البرنامج بين الوكالة والدولة ، بالنظر إلى طابعه التحديثي ، رافعة لتكريس موقع الوكالة كرائد على المستويين الإقليمي ، والإفريقي ، وتحسين ظروف اشتغال ومردودية العاملين بها . والهدف هو جعل وكالة المغرب العربي للأنباء وكالة القرن ال 21 بمنتوجات جديدة ، ما من شأنه أن يدر مداخيل إضافية ، تستند إلى ” نظام للتعويضات عادل ومنصف ” ، كفيل بتحفيز العاملين والرفع من المردودية . وقد تم إعداد العقد البرنامج ، الذي هو ثمرة دراسة شملت عشرة من كبريات وكالات الأنباء العالمية ، في إطار رؤية استراتيجية شاملة تهدف إلى إرساء أسس وكالة للقرن ال 21 ، سمتها التميز وتقدم منتوجات إعلامية ذات قيمة مهنية عالية . ويتعلق الأمر بتكريس الدور الذي تضطلع به الوكالة كمؤسسة وطنية استراتيجية نجحت في التعريف بالقضايا الوطنية الكبرى وساهمت في إشعاع البلاد على الصعيد الدولي . كما يتعلق الأمر بجعل (ومع) وكالة متعددة الوسائط كما يخول ذلك الفصل الثاني من الظهير المحدث لها والذي ينص على نشر مواد إخبارية بكل الوسائل ، وذلك بهدف تأهيل الوكالة لتقديم منتوجات تستغلها باقي وسائل الإعلام الوطنية . وبالنسبة للنموذج الإقتصادي ، يركز المشروع على تنويع المداخيل التي تمثل حجز الزاوية لهذه ” المقاولة الطموحة ” ، التي تفرض أيضا تنويع الإنتاج (قصاصات ، وفيديو ، وصور ، وانفوغرافيا ، وكبسولات سمعية ) ، مع الحرص على ضمان الوسائل المالية الضرورية لإنجاح هذا المسار . وتطمح الوكالة التي تستهدف منتوجات ذات قيمة مضافة كبيرة ، التي هي مستقبل قطاع الإعلام ، إلى النهوض بمهنها والرفع من مردوديتها وتنويع منتوجاتها وتعزيز حضورها على المستويين الوطني والدولي ، في افق المساهمة في جعل قطاع الإعلام رافعة حقيقية للتعريف بمؤهلات المغرب وجهوده التنموية ، وهو الورش الذي يتطلع أيضا إلى توفير كافة الشروط من أجل إعلام ديمقراطي ، وحر ، ومسؤول ، وخلاق يعكس التعددية السياسية والثقافية ، خدمة لثوابت الأمة .