" الداخل إليه مفقود والخارج منه مولود "، أصبحت هذه هي السمة التي تميز المستشفى الجهوي محمد الخامس بالحسيمة، فغياب أبسط وسائل التطبيب عجلت بتعطل أهم التجهيزات بالمستشفى ذاته، فقاعة الراديو بنوعيه ( الكشف الصدري – البطن ) أصبح متوقفا منذ مدة بسبب غياب كليشات الكشف ( films de radiologie )، علاوة على غياب أبسط الأدوية التي كانت متوفرة بالمستشفى إلى وقت قريب، ناهيك على الحالة المزرية التي أصبح يعرفها قسم الولادة الذي يشهد فوضى عارمة بسبب غياب الأطر الطبية اللازمة، وكذلك العدد الكافي من الأسرة والتجهيزات وهو ما يؤدي إلى محنة حقيقية يدفع ثمنها النساء الحوامل. مصادر الجريدة أفادت على أن المستشفى ذاته لم يتمكن أطره الجراحين أمس الثلاثاء، من القيام بواجبهم، بسبب غياب أعوان الخدمة، وهو الأمر الذي أدى لتأجيل العديد من العمليات التي كانت مبرمجة، الأطر الطبية والشبه الطبية رفعت أصواتها بالاحتجاج على هذا الوضع، وقامت بمراسلة المعنيين بشأن التراجع الذي أصبح يعرفه المستشفى الجهوي للحسيمة. الشركة المكلفة بالنظافة داخل المستشفى بدورها هددت بالتوقف عن أداء مهامها بسبب عدم توصلها بمستحقاتها منذ ما يزيد عن سنة، فيما تعرف بعض أقسام المستشفى تكدسا فضيعا للمرضى الذين يتوافدون من مختلف جهات الإقليم الذي تعرف مراكزه الصحية حالة يرثى لها. مصادر « الأحداث المغربية » أكدت للجريدة أن المستشفى الجهوي محمد الخامس بالحسيمة، كان على وشك أن يظل بدون ماء ولا كهرباء، بعد تأخر أداء مستحقات المستشفى من المادتين، ولولا توسلات الأطر الطبية العاملة بالمستشفى للمسؤولين بالمكتبين لوقعت كارثة حقيقة، وأضافت ذات المصادر للجريدة أن سبب كل هذه المحنة يعود لتوقف ميزانية وزارة الصحة برسم السنة الحالية والبالغة حوالي 6 مليون درهم، كما أفادت مصادر متطابقة أن حوالي 4 مليون درهم والتي تعتبر الحجم المالي لمداخل المستشفى لم تكن في مستوى تغطية كل نفقات ومصاريف المستشفى. والي جهة تازةالحسيمة تاونات كرسيف، نال بدوره نصيبه من شكايات المواطنين الوافدين على المستشفى، كما أكدت مصادر مطلعة للجريدة على أن المدير الجهوي والمسؤول عن الوضع الصحي بالجهة أبدى تفننا كبيرا في الهروب من تشخيص الوضعية الحقيقية للوضع الصحي بالإقليم، والقيام بالإجراءات اللازمة لحمل المعنيين على تحمل مسؤولياتهم. مصادر حقوقية أكدت في اتصال بالجريدة عزمها على تنفيذ احتجاجات في الأيام القليلة المقبلة لتعرية الوضع الصحي بالإقليم الذي أصبح على حافة الإفلاس. الأحداث المغربية : خالد الزيتوني