بعد سنة من منح المغرب الوضع المتقدم ، رئاسة الاتحاد الأوروبي تعلن عقد قمة اورو-مغربية في غضون الستة أشهر الأولى من سنة 2010 . احتضنت العاصمة الأوروبية يوم الاثنين 7 دجنبر الجاري، مجلس الشراكة المغربي- الأوروبي الثامن لبحث مستقبل و آفاق الوضع المتقدم الذي يجمع المغرب بالاتحاد الأوروبي منذ أكتوبر 2008 ، و البث في سبل التعاون في كافة المجالات الاقتصادية و السياسية و الأمنية . وكان اللقاء مناسبة لتقييم المرحلة السابقة بكل ايجابياتها و سلبياتها، و التخطيط للمستقبل بكل ما تنتظره من تحديات و اكراهات . القمة ترأسها وزير الخارجية و التعاون المغربي الفاسي الفهري عن الجانب المغربي، و وزير الدولة السويدي "فريدريك بلفراغ"، الذي تتولى بلاده رئاسة الاتحاد الأوروبي في الفترة الحالية. وفي ندوة صحفية عقدها الوزيران، اعتبر وزير الدولة السويدي " بان المغرب شريك استراتيجي بالنسبة للاتحاد الأوروبي، و ان هذا الاجتماع مكن من تبادل وجهات النضر بناءة حول مجمل القضايا الإقليمية و الدولية". ولتطوير هذه الشراكة اتفق الطرفان على ضرورة تعزيز تعونهما في جميع المجلات و عقد قمة اورو-مغربية خلال الستة أشهر الأولى من السنة المقبلة. و حسب مصادر صحفية بلجيكية، فان الورش الأكبر الذي ينتظر الطرفين هو مباشرة المفاوضات حول اتفاقية التبادل الحر المعمق و الشامل، علما أن المغرب يجد صعوبة في تأهيل اقتصاده لضمان تنافسية أفضل لمنتوجات الاتحاد الأوروبي. كما أن المغرب يقف مكتوف الأيدي أمام ضارة الفساد الاداري و تفشي الرشوة التي تعد العقبة الأساسية أمام أي تنافسية جدية في جميع المجالات. الاتحاد الأوروبي واعي كل الوعي بان المغرب يعيش حاليا "بلوكاج" جدي على المستوى السياسي نضرا لغياب أي إرادة حقيقية لقيام بإصلاحات سياسية عميقة تعمل على فصل السلطات و تضمن استقلال القضاء، و انه غير مؤهل للمنافسة اقتصاديا و ماليا، ومع ذلك فالاتحاد الأوروبي يبحث عن أسواق خارجية مضمونة و من بينها السوق المغربي ذات 30 مليون نسمة. قضية الصحراء كان بدورها حاضرة في اللقاء و في الندوة الصحفية أيضا، إذ عبر الطرفان عن تمسكهما بحل هذا الملف في إطار الأممالمتحدة.. الصحفيون حاولوا إحراج وزير الخارجية المغربي حول المرحلة الحساسية التي تجتازها العلاقة المغربية الاسبانية بسبب ملف أميناتو حيدر، و مدى تأثيره على العلاقة المتميزة بين البلدين و خاصة أن اسبانيا كانت صاحبة فكرة انعقاد قمة اورو – مغربية في المغرب، وسباقة إلى بلورتها و طرحها علانية على لسان وزير خارجيتها "ميغيل إنخيل موراتينوس" في شهر غشت الماضي. الطرفان تناولا أيضا عملية السلام في الشرق الأوسط و قضايا إقليمية و افريقية و دولية أخرى، و طالبو باستئناف المفاوضات لإيجاد حل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي القائم على حل الدولتين.