أجمع المشاركون في ندوة دولية حول العلاقات بين الاتحاد الأوروبي والمغرب،اختتمت أشغالها اليوم الجمعة باشبيلية،على أن الوضع المتقدم الذي منحه الاتحاد الأوروبي للمملكة يشكل "منعطفا رئيسيا" في العلاقات بين الجانبين. وأبرزت توصيات هذه الندوة،التي احتضنت أشغالها العاصمة الأندلسية على مدى يومين بمبادرة من مؤسسة الثقافات الثلاث في البحر الأبيض المتوسط،أن هذا الإطار الجديد للشراكة،الذي يتوفر على إمكانيات كبيرة يتعين استغلالها يشكل طموحا،يستمد شرعيته السياسية من البحث عن التقارب بين الاتحاد الأوروبي والمغرب. وفي هذا الإطار،شدد المشاركون على أن القمة الأولى الاتحاد الأوروبي-المغرب،المقرر عقدها يومي سابع وثامن مارس القادم في غرناطة (جنوبإسبانيا)،تمثل فرصة لإعطاء دينامية للوضع المتقدم والمضي قدما على هذا المسار من خلال منح هذا الوضع مضمونا لبرمجة الأهداف التي ستحظى بالأولوية. كما دعوا إلى تجسيد الوضع المتقدم على أرض الواقع في أقرب وقت ممكن من خلال اعتماد آليات محددة،مؤكدين على أهمية الإرادة لتطوير هذا الإطار القانوني الجديد من خلال تعزيز الحوار السياسي بين الجانبين وإعداد تصور على المدى البعيد للعلاقات بين الاتحاد الأوروبي والمغرب. ومن جهة أخرى،شدد المشاركون في هذه الندوة الدولية على ضرورة تعزيز قدرات المجتمع المدني لتمكينه من الانخراط بشكل فعال ونشيط في تطوير الوضع المتقدم. وأجمعوا على أهمية الإصلاحات التي قامت بها المملكة خلال السنوات الأخيرة وخاصة في مجالات الاقتصاد وحقوق الإنسان،مؤكدين على أهمية التفكير في أولويات الاتحاد الأوروبي في مجال سياسة الجوار لا سيما في ما يهم الموارد والتدابير الحالية لهذه القضية خصوصا بعد دخول معاهدة لشبونة حيز التنفيذ. وقد شارك في هذه الندوة الدولية مسؤولون وخبراء وجامعيون وفاعلون بالمجتمع المدني يمثلون كلا من المغرب وإسبانيا التي تتولى حاليا الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي. وتناولت أشغال هذه الندوة،المنظمة بتعاون مع ورشة العمل الدولية للدراسات المتوسطية ومؤسسة الأبحاث في جامعة كومبلوتنسي بمدريد حول موضوع "المغرب-الاتحاد الأوروبي : مستقبل العلاقة بينهما"،عددا من المواضيع التي تهم مختلف أبعاد العلاقات بين المملكة والاتحاد الأوروبي في كافة المجالات خاصة منها الاقتصادية والسياسية والمؤسساتية. ومن بين المواضيع التي تناولتها هذه الندوة أيضا الوضع المتقدم الذي منحه الاتحاد الأوروبي للمغرب واتفاق الشراكة بين الجانبين وآفاقه على المدى المتوسط وسياسة الجوار الأوروبية وخطط عملها بالاضافة إلى مسلسل برشلونة والاتحاد من أجل المتوسط الذي أحدث في يوليوز 2008 بهدف مواصلة مشروع التعاون الأورومتوسطي وضمان رؤية واضحة لمساره فضلا عن توزيع منصف للمسؤوليات.