نظمت الكتابة المحلية لحزب العدالة والتنمية ببني بوعياش، بتنسيق مع الكتابة الإقليمية للحزب بالحسيمة، لقاءاً تواصلياً في موضوع "الوضع السياسي ومسيرة الإصلاح .. الإكراهات و الرهانات"، وذلك مساء اليوم السبت 04 يوليوز الجاري، بقاعة محمد إبن عبد الكريم الخطابي ببي بوعياش. اللقاء الذي أطره عبد الله بوانو عضو الأمانة العامة لحزب العادالة والتنمية، ورئيس فريق الحزب بمجلس النواب، أستهل بكملة للكاتب الإقليمي لتنظيم المصباح بالحسيمة نبيل الأندلوسي، الذي تحدّث عن سياق اللقاء و أهمية التواصل مع المواطنين، وعاب في هذا الصدد عن الأحزاب السياسية عدم تواصلها مع سكان المنطقة. عبد الله بوانو وعلى غرار كل من نزل في حضرة الريف من سياسيين، دشّن كلمته بترديد نفس الأسطوانة التي تُخاطب عاطفة ساكنة المنطقة، عبر النبش في تاريخهم الكافحي والإشادة به وتمجيد رموزه، قبل أن ينتقل إلى إستعراض السياق الذي صعدت فيه الحكومة الحالية إلى سدّة "الحُكم"، ولم يُخفي ان هذا الصعود حَمِلَتْه رياح "الربيع العربي" وبشكل خاص حراك 20 فبراير بالمغرب، وهو الحراك الذي جُسّدت مطالبه في دستور 2011 وتوّج بظفر حزب العدلة والتنمية برئاسة الحكومة حسب بوانو. وإسترسل البرلماني بوانو في كلمته، بإستعراض جُملة منْ ما أسماها ب"إنجازات الحكومة"، مُوظّفاً في حديثه مجموعة من المعطيات والأرقام، وأكدت أن الحكومة قطعت أشواط مهمة في محاربة الفساد وكسّرت طابو محاكمة المسؤولين الكبار بالمملكة، عبر إحالة مجموعة من قضايا وملفات الفساد على القضاء، الشيئ الذي ساهم في الحفاظ عن إستقرار الوطن في الوقت الذي تزرح فيه مجموعة من الدول بالمنطقة المحيطة تحت دوامة العنف واللاإستقرار. وفي سياق اللقاء تطرق بوانو إلى موضوع زراعة القنب الهندي والنقاش المُثار حوله، وأكد في هذا الشأن أن موضوع "الكيف"، هو موضوع مُجتمعي يتطلب حوار مع أوسع قاعدة، وأنه أكبر من أن ينحصر نقاشه بين الأحزاب والفعاليات المدينة فقط لإنه يهم الدولة برمّتها، مشيراً إلى خطر توظيف الموضوع في الحملات الإنتخابية عبر تخويف المزارعين وإبتزاز كبار المروجين لكسب أصواتهم أو توجيهها نحو جهة مُعيّنة. وحول الإنتخابات القادمة عبّر عضو الأمانة العامة للبيجيدي، عن تخوّفه من تكرار سيناريو 2009، وسيادة لغة المال وشراء الذمم، وهو المنحى الذي بدت أولى بوادره حسب بوانو من خلال توزيع الهواتف الذكية على المستشارين، وتوزيع الدعم السخي على الجمعيات، والتلاعب في اللوائح الإنتخابية، مُضيفاً في هذا السياق أن رهان نجاح العملية الإنتخابية وضامنها هو الملك والأجهزة الحكومية و الشعب، داعياً المواطنين إلى المشاركة المكثفة لقطع الطريق على الفساد الإنتخابي. وبعد أن أنهى عبد الله بوانو مداخلته، فُتِح المجال أمام الحاضرين للمساهمة في إغناء نقاش الموضوع، فكانت مداخلاتهم ذات حمولة نقدية حادة، حيث صَبّت مجملها في نقد الخطاب الذي وظّفه بوانو خلال اللقاء، وكذا إنتقاد سياسيات الحكومة، عبر تذكير المؤطر بسلسلة من "الإخفاقات والتراجعات والتناقضات" التي سقطت فيها الحكومة وحزب العادلة والتنمية بشكل خاص، كما تطرّقت عدة مداخلات إلى قضية أحداث بني بوعياش وتداعياتها، حيث إتّهم بعض المتدخلين الحكومة بتسليط "الزرواطة" على ساكنة المنطقة والزج بشبابها في السجون. النقطة الأخيرة أخذت حصة الأسد من التعقيبات، وفي هذا الصدد أكدت البرلمانية سعاد شيخي، أن حزب العادالة والتنمية هو التنظيم السياسي الوحيد الذي نزل إلى المنطقة خلال أحداث بني بوعياش، وإستمع مباشرة إلى المواطنين، مشيرة إلى أن إجلاء القوات العمومية من مدينة بني بوعياش كان بفضل تحركات منتخبي حزب العدالة والتنمية، من برلمانيين وورزاء، الذين تدخلوا مباشرة لدى رئيس الحكومة، "ولولا هذا التدخل لا أدري إلى أي كانت الأمور ستصل" تُضيف سعاد شيخي. وبقدر تضامنها مع المتضررين من هذه الأحداث وضحايا التجاوزات الأمنية، قالت شيخي رداً على سؤال حول معتقلي الأحداث "لا يُمكن أن نُدافع على من كان يقطع الطريق ويعرقل السير"، والحسم كان لمؤسسة القضاء، وبدوره قال نبيل الأندلوسي أن الحزب الوحيد الذي تحرك ميدانياً إبان تلك الأحداث هو "البيجيدي" مُستغرباً من صمت أحزاب المعارضة "التي لم تتدخل ولو من باب المزايدة السياسية" يقول الأندلوسي، مشيراً إلى أن من حرّف مسار الحركة الإحتجاجية ببني بوعياش عن سكتها الصحيحة، يتَبيّن من خلال التموقع السياسي الحالي لبعض نُشطاء الحراك، وختم بالقول أنه كان هناك مُخطّط لإسقاط المنطقة في دوامة العنف، نفس الطرح ذهب إليه عبد الله بوانو الذي تحدث عن الإستغلال السياسي لأحداث بني بوعياش، وعن أطراف لم يُسمّيها قال انها أَجّجت الوضع للركوب عليه والذهاب به في إتجاهات مجهولة.