توغلت دبابات اسرائيلية في قطاع غزة بعد أن قتل جنديان اسرائيليان واثنان من المسلحين الفلسطينيين الجمعة 26-3-2010 في أسوأ اشتباك على حدود قطاع غزة منذ أن أنهت اسرائيل هجومها على القطاع منذ 14 شهرا. وأفادت مصادر فلسطينية أن خمس دبابات اسرائيلية وجرافتين مدرعتين توغلت مع اطلاق النيران باتجاه مدينة خان يونس. وقال الجيش الاسرائيلي ان ضابطا ومجندا قتلا في كمين نصبه مسلحون فلسطينيون لدورية عسكرية اسرائيلية على حدود قطاع غزة كما أصيب جنديان اسرائيليان اخران في الاشتباك الذي قتل فيه مسلحان فلسطينيان أيضا. ولم يؤكد المسؤولون الفلسطينيون سقوط قتلى فلسطينيين بينما قالت مصادر في مستشفى بغزة ان خمسة فلسطينيين على الاقل من بينهم صبي في العاشرة من عمره أصيبوا في الهجوم. وقالت أفيتال لئيبوفيتش المتحدثة باسم الجيش الاسرائيلي "أعتقد أنه من الصواب القول ان ذلك هو أحد أشرس الايام منذ وقوع عملية الرصاص المصبوب". ولا يبدو أن الاشتباك له صلة بالازمة الدبلوماسية الحالية بين اسرائيل والفلسطينيين والولايات المتحدة بسبب بناء اسرائيل للمستوطنات على أراضي الضفة الغربيةالمحتلة والجهود المتعثرة لاستئناف محادثات السلام. وانسحبت اسرائيل من جانب واحد من غزة عام 2005. وقالت حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة منذ عام 2007 ان رجالها أطلقوا النار على جنود اسرائيليين عبروا الحدود الى داخل قطاع غزة. وأوقفت حركة حماس عملياتها ضد اسرائيل بشكل كبير منذ الحرب التي جرت بينهما أواخر 2008 ومطلع 2009 والتي قتل خلالها ما يقرب من 1400 فلسطيني أكثرهم من المدنيين و13 اسرائيليا أكثرهم من العسكريين. لكن جماعات فلسطينية صغيرة خرقت هدنة الامر الواقع بين الجانبين باطلاق الصواريخ على الاراضي الاسرائيلية. وقالت اسرائيل انها تحمل حماس مسؤولية العنف مما ينذر بوقوع عمل انتقامي. وقالت المتحدثة باسم الجيش الاسرائيلي أمام صحفيين "حماس مسؤولة عن اي نشاط يأتي من غزة الى اسرائيل لا يهم ان تعلن مسؤوليتها او لا تعلن". وشاركت حماس في القتال لكن قالت ان مسلحيها تحركوا لرد توغل اسرائيلي. وقال أبو عبيدة المتحدث باسم الجناح العسكري لحركة حماس ان قوة من الجيش الاسرائيلي توغلت 500 متر داخل الاراضي الفلسطينية وواجهها مسلحو الحركة واضاف أن ما جرى كان من عمل قوات حماس لكنه جرى بغرض دفاعي. كما أعلنت حركة الجهاد الاسلامي وكتائب شهداء الاقصى ان رجالهما شاركوا ايضا في القتال. وقالت المتحدثة باسم الجيش الاسرائيلي ان الوحدة الاسرائيلية تعرضت لاطلاق النيران لدى عبورها الى غزة في عملية لازالة لغم. وقالت مصادر فلسطينية ان الاشتباك اسفر عن ضحايا اخرين لكن لم يتسن الحصول على المزيد من التفاصيل. وقال شهود عيان ان القوات الاسرائيلية حملت جنديا مصابا ووصلت طائرات هليكوبتر اسرائيلية الى المنطقة فيما يبدو للاجلاء الطبي. ولم توضح البيانات الصادرة عن حماس والجهاد الاسلامي وكتائب شهداء الاقصى الجهة التي ربما تكون نفذت الكمين الاول الذي نصب للدورية الاسرائيلية. وتصاعدت حدة التوتر على حدود غزة هذا الشهر مع شن اسرائيل غارات جوية متكررة ردا على هجمات صاروخية فلسطينية قتلت احداها عاملا تايلانديا الاسبوع الماضي. وقتل جندي اسرائيلي عرضا بنيران زملائه هذا الاسبوع عندما سارع جنود اسرائيليون لاعتراض ثلاثة فلسطينيين اجتازوا الحدود الى داخل اسرائيل وتبين فيما بعد انهم كانوا يعتزمون البحث عن عمل في اسرائيل. وكانت اخر مرة يقتل فيها جندي اسرائيلي على حدود غزة بعد تسعة أيام من انتهاء العملية العسكرية الاسرائيلية في يناير كانون الثاني 2009 عندما انفجرت فيه قنبلة زرعها فلسطيني.