شن عدد من الناشطين الأمازيغيين، خلال الأيام الأخيرة، هجوما ضاريا على الصفحة الخاصة بالشيخ السلفي المغربي "عبد الحميد أبو النعيم" على الموقع الاجتماعي "فيسبوك" محتجين على ما وصفوه "إصداره فتوى تهدر دم المثقف والباحث الأمازيغي أحمد عصيد". وتحولت صفحة "أبو النعيم" على "فيسبوك" إلى ساحة لحرب تعاليق صبت في غالبها، في إدانة هذه الفتوى ، واعتبارها نوعا من الإرهاب الفكري، ودعوة صريحة إلى القتل، مستغربين سكوت الجهات المسؤولة عن هذا التصرف. من جهته عبر الناشط الأمازيغي عادل أداسكو باسم مكونات الحركة الأمازيغية، في حديث مع "الصباح"، عما أسماه "الإدانة الصارمة" بخصوص دعوة الشيخ السلفي أبي النعيم إلى قتل الباحث والناشط الأمازيغي أحمد عصيد، قائلا إننا "نعتبر هذا السلوك الإرهابي الذي يدعو إلى القتل سلوكا غريبا عن المجتمع المغربي وعن ثقافتنا الوطنية، وهو سلوك ظهر في التنظيمات المسلحة بالمشرق سواء عند العرب الأفغان بزعامة القاعدة أو باقي التنظيمات المسلحة التي ظهرت بعد ذلك مرتبطة بفتاوى شيوخ التكفير" مؤكدا "أننا نعتبر أن على السلطات أن تتحمل مسؤوليتها بتوقيف مثل هذه السلوكات الإجرامية لأن عدم تحركها يجعل الكثيرين يعتبرون أن ما يحدث مخطط السلطة نفسها، كما على الطبقة السياسية والمجتمع المدني الوقوف ضد هذه الظواهر الغريبة والشاذة لمنع انتشارها في مجتمعنا". وأضاف عضو حركة "توادا نيمازيغن" قائلا "إن التهديدات ضد عصيد بوصفه مثقفا يدافع عن القيم الإنسانية، التي في الوقت نفسه قيم أمازيغية، فنحن لا نفصل بين الأمازيغية وبين الديمقراطية والحداثة وفصل الدين عن الدولة، نعتبرها مشروعا واحدا، ولهذا لا يمكن الفصل في شخص عصيد بين المناضل من اجل الأمازيغية والمناضل من أجل الديمقراطية، إذ يعمل كما هو الشأن بالنسبة إلى الحركة الأمازيغية في إطار منظور شمولي يربط الحقوق اللغوية والثقافية بالحقوق السياسية المدنية الأخرى". وختم أداسكو حديثه بقوله إنه "في حالة تمادي "أبي النعيم" في مواقفه التكفيرية فسوف نضطر في الحركة الأمازيغية إلى الرد بقوة من خلال تنظيم تظاهرات في الفضاء العام لتحسيس المغاربة بخطورة هذه المواقف، وقد سبق أن قمنا بالتظاهر في الشارع ضد التصريحات الإرهابية لسلفيين وخطباء مساجد قبل حوالي سنة، وقد حذرت الحركة الأمازيغية بكل مكوناتها هؤلاء المتطرفين من المساس بالسلامة الجسدية لأحمد عصيد". وكان الشيخ السلفي أبو النعيم هاجم أحمد عصيد، واصفا إياه بالكافر الذي تجرأ وسبّ النبي محمد أمام الملأ. وظهر أبو النعيم في شريط فيديو، مدته تسع دقائق، قائلا «إن عصيد، تحدى الأمة والمشاعر والتاريخ والحضارة، ومزق أفئدة وكوى قلوبا». مضيفا، بأن «أئمة السنة والجماعة، أجمعوا بكل فرقهم، على أن من أتى بمثل ما أتى به عصيد، فهو كافر كفرا يخرج به من الملّة، وحكمه القتل». وقد كانت ابتدائية الدارالبيضاء، قد قضت شهر فبراير الماضي، بشهر موقوف التنفيذ وغرامة مالية، في حق «أبي النعيم» بتهمة التكفير والدعوة إلى القتل، ضد إدريس لشكر، الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية. وغاب عصيد عن ندوة فكرية في موضوع» الفاعل المدني ..وأسئلة الديمقراطية الحداثة وحقوق الإنسان»، نظمت، أخيرا، بآيت ملول»، وعلل منظمو الندوة غيابه بالتهديدات بالقتل التي تلقاها من السلفي أبي النعيم، وعلقوا لافتة على الكرسي الذي كان سيجلس عليه عصيد خلال الندوة، كتب عليها : «التهديدات الإرهابية غيبت عنا الأستاذ احمد عصيد».