توقفنا في المحور السابق (=الجزء الأول) عند مسألة توظيف الأحاديث والمعجزات من قبل الفرقتين المتصارعتين ( = السنة والشيعة) من أجل التعظيم والتفخيم من رموزها الدينين والسياسيين ، وفي هذا الجزء سنتناول أهم نقط الخلاف والنزاع بين الفرقتين . ثانيا: نقط الخلاف الأساسية بين السنة والشيعة: بداية نشير هنا إلى نقطتين أساسيتين فيما نحن بصدد تناوله في هذا الباب: النقطة الأولى هي أن الخلاف السني - الشيعي هو في الأساس خلاف سياسي وليس ديني كما تتوهم الأغلبية الساحقة من المسلمين نتيجة التضليل الإيديولوجي والإعلامي الممنهج من طرف الفرقتين (= السنة والشيعة). فالخلاف يتمحور – أساسا- حول نقطتين جوهريتين: الأولى حول مسألة الإمامة (هل هي مدنية/ بشرية أم دينية ؟)، والثانية حول من يحق له الخلافة بعد وفاة الرسول (ص)؟ وعندما نقول هذا الكلام (= الرأي) فأننا نعلم جيدا أن هاتين الفرقتين المسلمتين( = الشيعة والسنة) لا تختلفان في أصول الدين المعروفة لدى عموم المسلمين ماعدا مسألة الإمامة عند الشيعة (18) ، كما لا تختلفان أيضا حول أركان الإسلام والإيمان (19) ، أما بخصوص الفروع فهناك اختلافات كثيرة جدا لا يمكن لنا حصرها في هذا المجال الضيق ، بل أن هذا النوع من الاختلاف موجود حتى داخل نفس المذهب والفرقة، ففي السنة (مثلا) هناك أربعة مذاهب رسمية متداولة الآن، فلولا هذه الاختلافات لما كانت لدينا الآن أربعة مذاهب سنية. هذا من حيث الإطار النظري العام، لكن بعد مقتل الحسين بن علي بن أبي طالب سنة 61 هجرية في معركة كربلاء ( العراق) على يد يزيد بن معاوية؛ وهي المعركة التي قتل فيها جميع أحفاد الرسول (ص) ماعدا علي الصغير ( الملقب بزين العابدين)، احتدم الصراع بعد ذلك بين السنة والشيعة، حيث اتخذ (= الصراع) بعد هذه الواقعة؛ أي بعد معركة كربلاء، أبعاد أخرى، ومنها البعد الفكري/ الفقهي والعقائدي. فهكذا، أصبح الصراع أكثر تعقيدا مما كان عليه قبل مجزرة كربلاء التي نفذها عبد الله ابن زياد ابن أبيه ( لا يعرف من هو أبوه الحقيقي، يقال أن أبوه هو أبي سفيان)، ومن ابرز هذه الأبعاد مسألة تحريف القرآن التي استمر حولها الجدل إلى حدود القرن الرابع الهجري، وسب الصحابة، والعصمة، وزواج المتعة، وغيرها من المسائل الخلافية بين الفريقين، لكنها ازدادت وتشعبت مع صعود وبروز الخيميني خلال نهاية السبعينيات من القرن الماضي.
وللأمانة، نقول أن مجمل المواضيع التي يتناولها الشيعة بالنقد (مثل مسألة تحريف القرآن، سب الصحابة وزواج المتعة..الخ )، والتي تعترض عليها السنة بقوة باستثناء مسألة العصمة التي لا تقول بها، هي مواضيع خلافية أيضا حتى داخل المذهب السني نفسه، وبالتالي، فالسنة يقرون - عمليا - في أمهات كتبهم بوجود هذه الإشكالات العويصة، لكنهم يرفضونها في نفس الوقت عندما يقول بها غيرهم من الفرق الإسلامية، أو بعض الباحثين العلمانيين والمستشرقين، (20). فإذا أخدنا - على سبيل المثال - مسألة تحريف القرآن عند الشيعة، خاصة لدى فرقة الروافض، التي تعتبر أن القرآن المتداول الآن محرفا وغير مكتملا ، فهذا الرأي نجد له جذور وأثار واضحة في الفقه السني كذلك ، ففي الجزء الثامن من كتاب البيقهي المعروف ب " السنن الكبرى " نقرأ على سبيل المثال ما يلي " أن سورة الأحزاب كانت طويلة بنفس طول سورة البقرة .." ( ص 211 )، وهو الأمر الذي يعني أن حوالي 200 أية من آيات الله غير موجودة في النص المتداول الآن. أما أبا موسى الأشعري فيقول " أن سور كاملة فقدت من القرآن " وفق ما نقرأه في صحيح مسلم (21)، والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هو: إذا كان المذهب السني يقر في أكثر من موقع ( كتاب وحديث) بوجود خلل ما في عملية تجميع القرآن التي تمت في عهد الخليفة الثالث ( = عثمان ابن أبي عفان) فلماذا يتهمون الشيعة / الروافض بتحريف القرآن بينما هم يقرون بذلك في أمهات كتبهم المعتمدة والمعترفة لديهم ؟ أليس من المنطقي والأفضل لهم (= السنة) أن يعالجوا الموضوع داخليا أولا قبل أن يعترضوا على الآخرين؟ لكن السؤال الأكثر حرجا في هذا السياق، هو: لماذا رفض عثمان بن أبي عفان اعتماد القرآن الذي كان عند عبد الله بن مسعود وفاطمة الزهراء بنت رسول الله عندما بدأ في عملية تجميعه للقرآن المتداول الآن؟ هل هناك مثلا آيات ما لا يريد عثمان كتابتها ؟ وإذا كان الجواب باجاب فما هي هذه الآيات أما إذا كان بالسلب فلماذا لم يتم الاعتماد على قران فاطمة وابن عباس ؟ أما بخصوص مسألة سب الصحابة عند الشيعة، خاصة عند فرقة الروافض، التي يحتج ضدها أنصار أهل السنة والجماعة بشكل رهيب، فهي أيضا من المسائل التي تناولتها كتب السنة بشكل واسع ، حيث يؤكد لنا التاريخ السني نفسه أن الصحابة كانوا يتخاصمون ويسبون بعضهم البعض (22)، كما ثبت وصح عن معاوية بن أبي سفيان أنه كان يأمر بسب علي، كيف لا يأمر بالسب وهو الذي وصفه الرسول (ص) بالصعلوك الذي لا مال له عندما استشارته فاطمة بنت قيس في طلب معاوية ابن أبي سفيان بزواجها منه وهي مازالت في أيام العدة(23)، فقد روى مسلم في صحيحه (( عن عامر بن سعد ابن أبي وقاص، عن أبيه قال : أمر معاوية بن أبي سفيان سعدا فقال: ما يمنعك أن تسب أبا تراب ؟ إلى آخر الحديث. (24) وما يقال هنا عن مسألة تحريف القرآن، وسب الصحابة، يقال أيضا عن مسألة زواج المتعة التي تعتبر من مواضيع الخلاف داخل المذهب السني قبل المذهب الشيعي.
ففي أهم مراجع واصح الكتب المعتمدة عند السنة: كصحيح البخاري، ومسلم، وابن باجة، والنسائي، والطبري والقرطبي وغيرهم كثيرون، تحوى روايات ( = أحاديث ) كثيرة حول الموضوع؛ أي حول موضوع زواج المتعة، وهذه الروايات(= الأحاديث) جميعها تؤكد أن زواج المتعة كان موجود في عهد الرسول(ص)، لكنها تختلف في مسالتين مهمتين للغاية: الأولى هي من حرم زواج المتعة؟ والثانية هي في أي زمن تم تحريمه؟ فعلى مستوى المسألة الأولى هناك تناقضا فادحا بين فقهاء ومشايخ أهل السنة والجماعة حيث هناك من يقول بأن تحريم زواج المتعة تم في عهد الرسول(ص) وعلى لسانه، والرأي الثاني يقول أن تحريمه تم في زمن عمر بن الخطاب، وفي ظل هذا الخلاف يبرز لنا رائيين متباينين في الموضوع، الأول هو للصحابي عبد الله بن مسعود الذي يقول بأن زواج المتعة حلال ، والرأي الثاني هو للصحابي ابن الزبير الذي يقول بأنه حرام. والسؤال المطروح هنا هو كيف يختلف هذين الصحابيين في زواج المتعة إذا كان النبي هو من حرمه بالفعل وليس عمر بن الخطاب؟ أما في المسالة الثانية (=أي في أي زمن تم تحريمه؟) فإن ما نقرأه في كتب أهل السنة والجماعة لا يبشر بالخير، فأول شيء يلفت انتباه القارئ المتمعن (=النقدي) هو اعترافهم ( مشايخ أهل السنة والجماعة) بأن الناس كانوا حتى أواخر عهد الخليفة الثاني( = عمر بن الخطاب) يمارسون زواج المتعة بشكل عادي حسب الشيخ عثمان الخميس . (25)
هذه الحقيقة التاريخية التي يقر بها مشايخ أهل السنة والجماعة تقودنا إلى طرح السؤال السابق من جديد، وهو : من حرم زواج المتعة: هل هو النبي(ص) أم عمر بن الخطاب؟ فالجواب مهما كان نوعه يقودنا إلى إشكاليتين عويصتين، حيث إذا كان الجواب يقول بأن النبي(ص) هو من حرم زواج المتعة، فهذا يقودنا إلى طرح سؤال خطير للغاية، سؤال حول أخلاق الصحابة الذين كانوا مع النبي(ص)، خاصة مدى التزامهم بأوامر ونواهي النبي، أو على الأقل البعض منهم، فمن المعروف تاريخيا كما سبق تبيانه أن زواج المتعة كان سائرا إلى أواخر عهد عمر بن الخطاب. أما إذا كان الجواب يقول بأن عمر بن الخطاب هو من حرم زواج المتعة وليس النبي كما تقول بعض الأحاديث الموجودة في الصحيحين (= البخاري ومسلم) وغيرهم من أمهات كتب السنة فإن الحق في هذه الحالة سيكون حليف الشيعة وليس السنة ، وذلك لكون أن تحريم عمر بن الخطاب لزواج المتعة تنتهي صلاحياته مباشرة بعد وفاته( = عمر بن الخطاب)، فالرجل مهما كانت مكانته في الإسلام لا يحق له أن يمارس التحريم الأبدي لكونه ليس رسولا كما هو معروف لدى العلماء والفقهاء المسلمين على مختلف مذاهبهم وعصروهم.
أما النقطة الثانية التي يجب علينا أخذها بعين الاعتبار في مسألة تناول الصراع الشيعي - السني فهي مسألة التطرف والتعصب السائد في خطاب الطائفتين. فهكذا ، نلاحظ أن مسألة تبادل التهم والشتائم أصبح امرأ عاديا جدا، بالرغم من حديث الفريقين عن الأخلاق وآداب الحوار التي لا يعرفون منها إلا الاسم، كما قد يستطيع أن يلاحظ ذلك كل من يتابع المناظرات الجارية بينهما (= الشيعة والسنية) ، بل أن الأمر يصل أحيانا إلى حد الرفض والتكفير المباشر ، وبالتالي، لا يوجد أي فرق بين الشيعة والسنة في هذا المجال، حيث أن إشكالية الأخلاق بشكل عام، وآداب الحوار بشكل خاص، هي احد ابرز إشكالية المسلمين جميع، وليست إشكالية الشيعة والسنة فقط.
ربما، سيرد علينا البعض بالقول أن الشيعة، وتحديدا فرقة الروافض التي تعنينا في هذه المقالة، يسبون الصحابة، خاصة أبي بكر وعمر وعثمان وعائشة، بينما أن بعض مشايخ أهل السنة والجماعة ( أمثال محمد ألزغبي،عدنان عرعور، عبد الله نهاري ونجيب الزروالي..وآخرون) يسبون فقهاء وعلماء المذهب الشيعي ولا يسبون الصحابة، وبالتالي، كيف أساوي بين من يسبون في الصحابة ومن يسبون في فقهاء وعلماء عاديين ؟ وهي ملاحظة في محلها بكل تأكيد، لكن ما ينساه، أو يتناسه، البعض في هذا الجانب بالذات هو رؤية ومنطلق كل طرف تجاه الموضوع ؛ أي تجاه موضوع الصحابة، فعلى سبيل المثال يعتبر أبي بكر وعمر وعثمان وعائشة من أفضل خلق الله بعد الأنبياء، وأفضل صحابة رسول الله لدى أهل السنة والجماعة، نظرا لدورهم الريادي في نشر الإسلام وتمكينه، ونظرا لقرابتهم الدموية أيضا من الرسول (ض)، بينما يعتبر هؤلاء الأربعة ( أبي بكر وعمر وعثمان وعائشة) من اكبر المنافقين وأعداء رسول الله في نظر الروافض لأسباب معروفة ومذكورة في كتبهم لا داعي لذكرها وتناولها هنا، وبالتالي، فرؤية ومنطلق كل طرف في معالجته ومقاربته لموضوع الصحابة هي التي تحدد في نهاية المطاف موقفه النهائي من الموضوع، وطبعا كل رأي وموقف لا يلزم الطرف الآخر.
المعضلة - في تقديرنا - لا تكمن في الرؤى والمنطلقات التي يعتمدها كل طرف في تقيمه وتحليله للأشياء، وإنما تكمن في سبب آخر أكثر أهمية من مسألة المنطلقات والقناعات الذاتية لكل شخص أو فرقة ما، وهذا السبب هو أن المسلمون - بشكل عام - فشلوا على مدى تاريخهم المديد ( 15 قرنا تقريبا) في إنتاج ثقافة الحوار والتسامح التي لا تترك أي مجال للسب والشتم مهما كان الاختلاف عميقا وجذريا، خاصة عندما يكون الموضوع في يد الكبار ( = المفكرين والعلماء) وليس في يد العامة من الشعب. فالثقافة الإسلامية السائدة الآن في الحياة والممارسة اليومية للمسلمين لا تعترف بتعدد وتنوع الألوان التي خلقها الله ، فكل الألوان يتم اختزالها في لونين لا ثالث بينهم، وهما: اللون الأبيض، و اللون الأسود. ،وبالتالي ، فالمنطلق العام لدى معظم المسلمين في معالجتهم وتناولهم للقضايا التي يحاولون معالجتها قائمة على الثنائية: ابيض – اسود ، الحرام - الحلال، مؤمن - كافر، حق – باطل ، وهكذا دواليك.
أما عن الأساطير والخرافات التي يقدمها أهل السنة والجماعة على أنها حقائق تاريخية ، فهو قولهم مثلا أن المذهب الشيعي أسسه عبد الله ابن سبا اليهودي القادم من اليمن بعد إسلامه، فهذه الشخصية تبدو وهمية أكثر منها شخصية تاريخية موجودة في التاريخ بالفعل ( موقف طه حسين وغيره من المثقفين ) لعدة أسباب منطقية وموضوعية، أولها هو وجود اختلاف حول زمن إسلام هذه الشخصية، فهناك من السنة من يقول بأنه إسلام في زمن عثمان وهناك من يقول بأنه إسلام في زمن علي !!. وثانيهما هو أن المذهب الشيعي ظهر عمليا بعد وفاة الرسول(ص) مباشرة وليس في زمن ظهور هذا المدعو بعبد الله ابن سبا (26)، وثالثهما هو كيف استطاع هذا الشخص الذي ظهر فجات على ساحة الأحداث أن يكون له دورا بارزا في الصراع السياسي بين المسلمين آنذاك !!؟
قبل أن نغلق هذا الملف (=الموضوع / المحور) نشير أيضا إلى أن الرد السني - عموما - يمتاز بنوع من الازدواجية والانتهازية، فعلى سبيل المثال يتهم الشيعة من قبل السنة بممارستها للقتل والعنف بينما أن الواقع التاريخي يؤكد أن السبب الرئيسي في انشقاق المسلمين وانتشار العنف بكل أنواعه كان بسبب موقف معاوية ابن أبي سفيان من قرار عزله عن ولاية الشام سنة 37 هجرية، وهو الرفض الذي أدى إلى قتل أزيد من 70 ألف صحابيا، ورغم ذلك يقدم على انه (= معاوية) البطل والقائد العظيم الذي اجتهد فأخطئ، بالرغم انه خرج عن الإمام( الخليفة) الشرعي، والخروج عن الإمام الشرعي لا يجوز عند أهل السنة والجماعة حتى ولو كان فاسقا وظالما، والإمام علي ابن أبي طالب لم يكن آنذاك فاسقا ولا ظالما، أليست هذه قمة الانتهازية؟ محمود بلحاج الهوامش: 18: نشير هنا أن أصول الدين التي تعتمدها جماعة أهل السنة والجماعة هي نفس الأصول التي تعتمدها الشيعة أيضا مع إضافتها لمسألة الإمامة التي لا يعترف بها أهل السنة والجماعة. لكونهم ( = السنة والجماعة) يعتبرون مسالة الإمامة من المسائل البشرية وليست من المسائل إلهية؛ أي عكس ما تقوله الشيعة تماما. وأصول الدين عند السنة هي : التوحيد، والصفات، والقدر، والنبوة، والمعاد، انظر – ص18 من كتاب ابن تيمية " دلاء تعارض العقل والنقل أو موافقة صحيح المنقول لصريح المعقول : الجزء الأول من الطبعة الأولى (1997) منشورات دار الكتب العلمية ، تحقيق السيد عبد اللطيف عبد الرحمان. أما عند الشيعة فهي : التوحيد، والعدل، والنبوة، والإمامة، والمعاد ، انظر شبكة أنصار الحسين على الموقع التالي www.ansarh.us . من المفيد الإشارة هنا إلى وجود اختلاف بين الشيعة حول مسألة الإمامة هل هي من أصول الدين أم من أصول المذهب، والفرق في غاية الأهمية بطبيعة الحال. 19: تضيف الشيعة بعض الأمور الغير الموجودة لدى أهل السنة والجماعة في مسألة الأيمان مثلا قولها: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، الوعد والوعيد وغيرها . من المفيد أن نشير في هذا السياق إلى أن قواعد (أركان) الإسلام هي نظرية لا تستند على نص قراني ، بل على حديث انفرد به أبي هريرة ، انظر في هذا الصدد مثلا كتاب " الإيمان" لابن تيمية - تحقيق عصام الدين الصبابطى، منشورات دار الحديث، الطبعة الأولى 1994 –ص 6 20: من الأمور المثيرة في الخطاب السني هو اعترافهم بوجود الأحاديث التي يستشهد بها الشيعة في أمهات كتبهم؛ أي في أمهات كتب السنة، لكنهم يرفضون القراءات والتأويلات والتفسيرات التي يقدمها الشيعة لتلك الأحاديث والروايات، كان حال أمرهم ( = أهل السنة والجماعة) يقول انتم لا يحق لكم التفسير والتأويل نحن فقط من يحق له ذلك. 21: صحيح مسلم الجزء الثامن 8- ص 726 – رقم 1050 22: حول مسألة سب الصحابة لبعضهم البعض، بل واقتتالهم أيضا، يرجى مراجعة المرجع السابق خليل عبد الكريم – الجزء الثاني ( الصحابة والصحابة) من ص 23 إلى 108. 23: انظر المرجع السابق خليل عبد الكريم الجزء الثاني-ص 316 24:انظر " صحيح البيان في الرد على من خالف القرآن " لصحابه الشيخ عبد الله الهرري المعروف بالحبشي " إصدارات دار المشاريع بيروت/ لبنان، الطبعة الأولى 2004 – ص 357 25: انظر حوار للشيخ عثمان الخميس على قناة صفا ليوم 4 ماي 2009 26: انظر حسبن مروة " النزعات المادية في الفلسفة العربية – الإسلامية " المجلد الثاني – منشورات دار الفارابي – الطبعة الثاني – ص 34 ملاحظات عامة حول الصراع السني – الشيعي.. الروافض مسلمون أم كفار ؟ الجزء الثاني
توقفنا في المحور السابق (=الجزء الأول) عند مسألة توظيف الأحاديث والمعجزات من قبل الفرقتين المتصارعتين ( = السنة والشيعة) من أجل التعظيم والتفخيم من رموزها الدينين والسياسيين ، وفي هذا الجزء سنتناول أهم نقط الخلاف والنزاع بين الفرقتين .
ثانيا: نقط الخلاف الأساسية بين السنة والشيعة:
بداية نشير هنا إلى نقطتين أساسيتين فيما نحن بصدد تناوله في هذا الباب: النقطة الأولى هي أن الخلاف السني - الشيعي هو في الأساس خلاف سياسي وليس ديني كما تتوهم الأغلبية الساحقة من المسلمين نتيجة التضليل الإيديولوجي والإعلامي الممنهج من طرف الفرقتين (= السنة والشيعة). فالخلاف يتمحور – أساسا- حول نقطتين جوهريتين: الأولى حول مسألة الإمامة (هل هي مدنية/ بشرية أم دينية ؟)، والثانية حول من يحق له الخلافة بعد وفاة الرسول (ص)؟ وعندما نقول هذا الكلام (= الرأي) فأننا نعلم جيدا أن هاتين الفرقتين المسلمتين( = الشيعة والسنة) لا تختلفان في أصول الدين المعروفة لدى عموم المسلمين ماعدا مسألة الإمامة عند الشيعة (18) ، كما لا تختلفان أيضا حول أركان الإسلام والإيمان (19) ، أما بخصوص الفروع فهناك اختلافات كثيرة جدا لا يمكن لنا حصرها في هذا المجال الضيق ، بل أن هذا النوع من الاختلاف موجود حتى داخل نفس المذهب والفرقة، ففي السنة (مثلا) هناك أربعة مذاهب رسمية متداولة الآن، فلولا هذه الاختلافات لما كانت لدينا الآن أربعة مذاهب سنية. هذا من حيث الإطار النظري العام، لكن بعد مقتل الحسين بن علي بن أبي طالب سنة 61 هجرية في معركة كربلاء ( العراق) على يد يزيد بن معاوية؛ وهي المعركة التي قتل فيها جميع أحفاد الرسول (ص) ماعدا علي الصغير ( الملقب بزين العابدين)، احتدم الصراع بعد ذلك بين السنة والشيعة، حيث اتخذ (= الصراع) بعد هذه الواقعة؛ أي بعد معركة كربلاء، أبعاد أخرى، ومنها البعد الفكري/ الفقهي والعقائدي. فهكذا، أصبح الصراع أكثر تعقيدا مما كان عليه قبل مجزرة كربلاء التي نفذها عبد الله ابن زياد ابن أبيه ( لا يعرف من هو أبوه الحقيقي، يقال أن أبوه هو أبي سفيان)، ومن ابرز هذه الأبعاد مسألة تحريف القرآن التي استمر حولها الجدل إلى حدود القرن الرابع الهجري، وسب الصحابة، والعصمة، وزواج المتعة، وغيرها من المسائل الخلافية بين الفريقين، لكنها ازدادت وتشعبت مع صعود وبروز الخيميني خلال نهاية السبعينيات من القرن الماضي.
وللأمانة، نقول أن مجمل المواضيع التي يتناولها الشيعة بالنقد (مثل مسألة تحريف القرآن، سب الصحابة وزواج المتعة..الخ )، والتي تعترض عليها السنة بقوة باستثناء مسألة العصمة التي لا تقول بها، هي مواضيع خلافية أيضا حتى داخل المذهب السني نفسه، وبالتالي، فالسنة يقرون - عمليا - في أمهات كتبهم بوجود هذه الإشكالات العويصة، لكنهم يرفضونها في نفس الوقت عندما يقول بها غيرهم من الفرق الإسلامية، أو بعض الباحثين العلمانيين والمستشرقين، (20).
فإذا أخدنا - على سبيل المثال - مسألة تحريف القرآن عند الشيعة، خاصة لدى فرقة الروافض، التي تعتبر أن القرآن المتداول الآن محرفا وغير مكتملا ، فهذا الرأي نجد له جذور وأثار واضحة في الفقه السني كذلك ، ففي الجزء الثامن من كتاب البيقهي المعروف ب " السنن الكبرى " نقرأ على سبيل المثال ما يلي " أن سورة الأحزاب كانت طويلة بنفس طول سورة البقرة .." ( ص 211 )، وهو الأمر الذي يعني أن حوالي 200 أية من آيات الله غير موجودة في النص المتداول الآن. أما أبا موسى الأشعري فيقول " أن سور كاملة فقدت من القرآن " وفق ما نقرأه في صحيح مسلم (21)، والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هو: إذا كان المذهب السني يقر في أكثر من موقع ( كتاب وحديث) بوجود خلل ما في عملية تجميع القرآن التي تمت في عهد الخليفة الثالث ( = عثمان ابن أبي عفان) فلماذا يتهمون الشيعة / الروافض بتحريف القرآن بينما هم يقرون بذلك في أمهات كتبهم المعتمدة والمعترفة لديهم ؟ أليس من المنطقي والأفضل لهم (= السنة) أن يعالجوا الموضوع داخليا أولا قبل أن يعترضوا على الآخرين؟ لكن السؤال الأكثر حرجا في هذا السياق، هو: لماذا رفض عثمان بن أبي عفان اعتماد القرآن الذي كان عند عبد الله بن مسعود وفاطمة الزهراء بنت رسول الله عندما بدأ في عملية تجميعه للقرآن المتداول الآن؟ هل هناك مثلا آيات ما لا يريد عثمان كتابتها ؟ وإذا كان الجواب باجاب فما هي هذه الآيات أما إذا كان بالسلب فلماذا لم يتم الاعتماد على قران فاطمة وابن عباس ؟
أما بخصوص مسألة سب الصحابة عند الشيعة، خاصة عند فرقة الروافض، التي يحتج ضدها أنصار أهل السنة والجماعة بشكل رهيب، فهي أيضا من المسائل التي تناولتها كتب السنة بشكل واسع ، حيث يؤكد لنا التاريخ السني نفسه أن الصحابة كانوا يتخاصمون ويسبون بعضهم البعض (22)، كما ثبت وصح عن معاوية بن أبي سفيان أنه كان يأمر بسب علي، كيف لا يأمر بالسب وهو الذي وصفه الرسول (ص) بالصعلوك الذي لا مال له عندما استشارته فاطمة بنت قيس في طلب معاوية ابن أبي سفيان بزواجها منه وهي مازالت في أيام العدة(23)، فقد روى مسلم في صحيحه (( عن عامر بن سعد ابن أبي وقاص، عن أبيه قال : أمر معاوية بن أبي سفيان سعدا فقال: ما يمنعك أن تسب أبا تراب ؟ إلى آخر الحديث. (24) وما يقال هنا عن مسألة تحريف القرآن، وسب الصحابة، يقال أيضا عن مسألة زواج المتعة التي تعتبر من مواضيع الخلاف داخل المذهب السني قبل المذهب الشيعي.
ففي أهم مراجع واصح الكتب المعتمدة عند السنة: كصحيح البخاري، ومسلم، وابن باجة، والنسائي، والطبري والقرطبي وغيرهم كثيرون، تحوى روايات ( = أحاديث ) كثيرة حول الموضوع؛ أي حول موضوع زواج المتعة، وهذه الروايات(= الأحاديث) جميعها تؤكد أن زواج المتعة كان موجود في عهد الرسول(ص)، لكنها تختلف في مسالتين مهمتين للغاية: الأولى هي من حرم زواج المتعة؟ والثانية هي في أي زمن تم تحريمه؟ فعلى مستوى المسألة الأولى هناك تناقضا فادحا بين فقهاء ومشايخ أهل السنة والجماعة حيث هناك من يقول بأن تحريم زواج المتعة تم في عهد الرسول(ص) وعلى لسانه، والرأي الثاني يقول أن تحريمه تم في زمن عمر بن الخطاب، وفي ظل هذا الخلاف يبرز لنا رائيين متباينين في الموضوع، الأول هو للصحابي عبد الله بن مسعود الذي يقول بأن زواج المتعة حلال ، والرأي الثاني هو للصحابي ابن الزبير الذي يقول بأنه حرام. والسؤال المطروح هنا هو كيف يختلف هذين الصحابيين في زواج المتعة إذا كان النبي هو من حرمه بالفعل وليس عمر بن الخطاب؟ أما في المسالة الثانية (=أي في أي زمن تم تحريمه؟) فإن ما نقرأه في كتب أهل السنة والجماعة لا يبشر بالخير، فأول شيء يلفت انتباه القارئ المتمعن (=النقدي) هو اعترافهم ( مشايخ أهل السنة والجماعة) بأن الناس كانوا حتى أواخر عهد الخليفة الثاني( = عمر بن الخطاب) يمارسون زواج المتعة بشكل عادي حسب الشيخ عثمان الخميس . (25)
هذه الحقيقة التاريخية التي يقر بها مشايخ أهل السنة والجماعة تقودنا إلى طرح السؤال السابق من جديد، وهو : من حرم زواج المتعة: هل هو النبي(ص) أم عمر بن الخطاب؟ فالجواب مهما كان نوعه يقودنا إلى إشكاليتين عويصتين، حيث إذا كان الجواب يقول بأن النبي(ص) هو من حرم زواج المتعة، فهذا يقودنا إلى طرح سؤال خطير للغاية، سؤال حول أخلاق الصحابة الذين كانوا مع النبي(ص)، خاصة مدى التزامهم بأوامر ونواهي النبي، أو على الأقل البعض منهم، فمن المعروف تاريخيا كما سبق تبيانه أن زواج المتعة كان سائرا إلى أواخر عهد عمر بن الخطاب. أما إذا كان الجواب يقول بأن عمر بن الخطاب هو من حرم زواج المتعة وليس النبي كما تقول بعض الأحاديث الموجودة في الصحيحين (= البخاري ومسلم) وغيرهم من أمهات كتب السنة فإن الحق في هذه الحالة سيكون حليف الشيعة وليس السنة ، وذلك لكون أن تحريم عمر بن الخطاب لزواج المتعة تنتهي صلاحياته مباشرة بعد وفاته( = عمر بن الخطاب)، فالرجل مهما كانت مكانته في الإسلام لا يحق له أن يمارس التحريم الأبدي لكونه ليس رسولا كما هو معروف لدى العلماء والفقهاء المسلمين على مختلف مذاهبهم وعصروهم.
أما النقطة الثانية التي يجب علينا أخذها بعين الاعتبار في مسألة تناول الصراع الشيعي - السني فهي مسألة التطرف والتعصب السائد في خطاب الطائفتين. فهكذا ، نلاحظ أن مسألة تبادل التهم والشتائم أصبح امرأ عاديا جدا، بالرغم من حديث الفريقين عن الأخلاق وآداب الحوار التي لا يعرفون منها إلا الاسم، كما قد يستطيع أن يلاحظ ذلك كل من يتابع المناظرات الجارية بينهما (= الشيعة والسنية) ، بل أن الأمر يصل أحيانا إلى حد الرفض والتكفير المباشر ، وبالتالي، لا يوجد أي فرق بين الشيعة والسنة في هذا المجال، حيث أن إشكالية الأخلاق بشكل عام، وآداب الحوار بشكل خاص، هي احد ابرز إشكالية المسلمين جميع، وليست إشكالية الشيعة والسنة فقط.
ربما، سيرد علينا البعض بالقول أن الشيعة، وتحديدا فرقة الروافض التي تعنينا في هذه المقالة، يسبون الصحابة، خاصة أبي بكر وعمر وعثمان وعائشة، بينما أن بعض مشايخ أهل السنة والجماعة ( أمثال محمد ألزغبي،عدنان عرعور، عبد الله نهاري ونجيب الزروالي..وآخرون) يسبون فقهاء وعلماء المذهب الشيعي ولا يسبون الصحابة، وبالتالي، كيف أساوي بين من يسبون في الصحابة ومن يسبون في فقهاء وعلماء عاديين ؟ وهي ملاحظة في محلها بكل تأكيد، لكن ما ينساه، أو يتناسه، البعض في هذا الجانب بالذات هو رؤية ومنطلق كل طرف تجاه الموضوع ؛ أي تجاه موضوع الصحابة، فعلى سبيل المثال يعتبر أبي بكر وعمر وعثمان وعائشة من أفضل خلق الله بعد الأنبياء، وأفضل صحابة رسول الله لدى أهل السنة والجماعة، نظرا لدورهم الريادي في نشر الإسلام وتمكينه، ونظرا لقرابتهم الدموية أيضا من الرسول (ض)، بينما يعتبر هؤلاء الأربعة ( أبي بكر وعمر وعثمان وعائشة) من اكبر المنافقين وأعداء رسول الله في نظر الروافض لأسباب معروفة ومذكورة في كتبهم لا داعي لذكرها وتناولها هنا، وبالتالي، فرؤية ومنطلق كل طرف في معالجته ومقاربته لموضوع الصحابة هي التي تحدد في نهاية المطاف موقفه النهائي من الموضوع، وطبعا كل رأي وموقف لا يلزم الطرف الآخر.
المعضلة - في تقديرنا - لا تكمن في الرؤى والمنطلقات التي يعتمدها كل طرف في تقيمه وتحليله للأشياء، وإنما تكمن في سبب آخر أكثر أهمية من مسألة المنطلقات والقناعات الذاتية لكل شخص أو فرقة ما، وهذا السبب هو أن المسلمون - بشكل عام - فشلوا على مدى تاريخهم المديد ( 15 قرنا تقريبا) في إنتاج ثقافة الحوار والتسامح التي لا تترك أي مجال للسب والشتم مهما كان الاختلاف عميقا وجذريا، خاصة عندما يكون الموضوع في يد الكبار ( = المفكرين والعلماء) وليس في يد العامة من الشعب. فالثقافة الإسلامية السائدة الآن في الحياة والممارسة اليومية للمسلمين لا تعترف بتعدد وتنوع الألوان التي خلقها الله ، فكل الألوان يتم اختزالها في لونين لا ثالث بينهم، وهما: اللون الأبيض، و اللون الأسود. ،وبالتالي ، فالمنطلق العام لدى معظم المسلمين في معالجتهم وتناولهم للقضايا التي يحاولون معالجتها قائمة على الثنائية: ابيض – اسود ، الحرام - الحلال، مؤمن - كافر، حق – باطل ، وهكذا دواليك.
أما عن الأساطير والخرافات التي يقدمها أهل السنة والجماعة على أنها حقائق تاريخية ، فهو قولهم مثلا أن المذهب الشيعي أسسه عبد الله ابن سبا اليهودي القادم من اليمن بعد إسلامه، فهذه الشخصية تبدو وهمية أكثر منها شخصية تاريخية موجودة في التاريخ بالفعل ( موقف طه حسين وغيره من المثقفين ) لعدة أسباب منطقية وموضوعية، أولها هو وجود اختلاف حول زمن إسلام هذه الشخصية، فهناك من السنة من يقول بأنه إسلام في زمن عثمان وهناك من يقول بأنه إسلام في زمن علي !!. وثانيهما هو أن المذهب الشيعي ظهر عمليا بعد وفاة الرسول(ص) مباشرة وليس في زمن ظهور هذا المدعو بعبد الله ابن سبا (26)، وثالثهما هو كيف استطاع هذا الشخص الذي ظهر فجات على ساحة الأحداث أن يكون له دورا بارزا في الصراع السياسي بين المسلمين آنذاك !!؟
قبل أن نغلق هذا الملف (=الموضوع / المحور) نشير أيضا إلى أن الرد السني - عموما - يمتاز بنوع من الازدواجية والانتهازية، فعلى سبيل المثال يتهم الشيعة من قبل السنة بممارستها للقتل والعنف بينما أن الواقع التاريخي يؤكد أن السبب الرئيسي في انشقاق المسلمين وانتشار العنف بكل أنواعه كان بسبب موقف معاوية ابن أبي سفيان من قرار عزله عن ولاية الشام سنة 37 هجرية، وهو الرفض الذي أدى إلى قتل أزيد من 70 ألف صحابيا، ورغم ذلك يقدم على انه (= معاوية) البطل والقائد العظيم الذي اجتهد فأخطئ، بالرغم انه خرج عن الإمام( الخليفة) الشرعي، والخروج عن الإمام الشرعي لا يجوز عند أهل السنة والجماعة حتى ولو كان فاسقا وظالما، والإمام علي ابن أبي طالب لم يكن آنذاك فاسقا ولا ظالما، أليست هذه قمة الانتهازية؟
18: نشير هنا أن أصول الدين التي تعتمدها جماعة أهل السنة والجماعة هي نفس الأصول التي تعتمدها الشيعة أيضا مع إضافتها لمسألة الإمامة التي لا يعترف بها أهل السنة والجماعة. لكونهم ( = السنة والجماعة) يعتبرون مسالة الإمامة من المسائل البشرية وليست من المسائل إلهية؛ أي عكس ما تقوله الشيعة تماما. وأصول الدين عند السنة هي : التوحيد، والصفات، والقدر، والنبوة، والمعاد، انظر – ص18 من كتاب ابن تيمية " دلاء تعارض العقل والنقل أو موافقة صحيح المنقول لصريح المعقول : الجزء الأول من الطبعة الأولى (1997) منشورات دار الكتب العلمية ، تحقيق السيد عبد اللطيف عبد الرحمان. أما عند الشيعة فهي : التوحيد، والعدل، والنبوة، والإمامة، والمعاد ، انظر شبكة أنصار الحسين على الموقع التالي www.ansarh.us . من المفيد الإشارة هنا إلى وجود اختلاف بين الشيعة حول مسألة الإمامة هل هي من أصول الدين أم من أصول المذهب، والفرق في غاية الأهمية بطبيعة الحال. 19: تضيف الشيعة بعض الأمور الغير الموجودة لدى أهل السنة والجماعة في مسألة الأيمان مثلا قولها: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، الوعد والوعيد وغيرها . من المفيد أن نشير في هذا السياق إلى أن قواعد (أركان) الإسلام هي نظرية لا تستند على نص قراني ، بل على حديث انفرد به أبي هريرة ، انظر في هذا الصدد مثلا كتاب " الإيمان" لابن تيمية - تحقيق عصام الدين الصبابطى، منشورات دار الحديث، الطبعة الأولى 1994 –ص 6 20: من الأمور المثيرة في الخطاب السني هو اعترافهم بوجود الأحاديث التي يستشهد بها الشيعة في أمهات كتبهم؛ أي في أمهات كتب السنة، لكنهم يرفضون القراءات والتأويلات والتفسيرات التي يقدمها الشيعة لتلك الأحاديث والروايات، كان حال أمرهم ( = أهل السنة والجماعة) يقول انتم لا يحق لكم التفسير والتأويل نحن فقط من يحق له ذلك. 21: صحيح مسلم الجزء الثامن 8- ص 726 – رقم 1050 22: حول مسألة سب الصحابة لبعضهم البعض، بل واقتتالهم أيضا، يرجى مراجعة المرجع السابق خليل عبد الكريم – الجزء الثاني ( الصحابة والصحابة) من ص 23 إلى 108. 23: انظر المرجع السابق خليل عبد الكريم الجزء الثاني-ص 316 24:انظر " صحيح البيان في الرد على من خالف القرآن " لصحابه الشيخ عبد الله الهرري المعروف بالحبشي " إصدارات دار المشاريع بيروت/ لبنان، الطبعة الأولى 2004 – ص 357 25: انظر حوار للشيخ عثمان الخميس على قناة صفا ليوم 4 ماي 2009 26: انظر حسبن مروة " النزعات المادية في الفلسفة العربية – الإسلامية " المجلد الثاني – منشورات دار الفارابي – الطبعة الثاني – ص 34