رفضت محكمة ألمانية التماسأً قدمه والدا تلميذة مسلمة في الصف الثالث من المرحلة الابتدائية طلباً لإعفائها من ممارسة رياضة السباحة في المدرسة لأسباب دينية، تعود الى ان الإسلام يحتم على الإناث ارتداء ملابس محتشمة ابتداً من سن الثامنة، وفقاً لوسائل إعلام محلية. وقد انطلقت المحكمة في قرارها من جواز الإعفاء عن ممارسة هذه الرياضة فقط بعد تخطي المرحلة الابتدائية، أي حين يكون سن التلاميذ قد تجاوز ال 12 عاماً. وبصدور هذا القرار القضائي فإنه سيحظر على أولياء الأمور منع بناتهم من ممارسة السباحة في المرحلة الإبتدائية انطلاقاً من أي دافع سواء أخلاقي أو شخصي. وأكدت المحكمة في حكمها على ضرورة المشاركة في الحصص المخصصة لممارسة السباحة، مشيرة الى أهمية هذه المادة "في القواعد الاساسية والاجتماعية". وقد اقترحت المحكمة على والدي الطفلة ان ترتدي لباساً يغطي جسدها بالكامل أثناء ممارستها السباحة في المدرسة، منوهة بأن هذا الاقتراح مخرج مناسب من الخلاف بين قوانين المدرسة والوالدين. وعلى الرغم من ان البعض وجد في ذلك حلاً إلا ان الآخرين اعتبروا ذلك تحايلاً على الدين، استناداً الى انه يُفترض للباس كهذا ان يكون ضيقاً ولا يخدم الهدف المنشود بالحشمة، وان ارتداء ملابس فضفاضة أثناء السباحة ستجعل من ممارستها أمراً أكثر صعوبة. الجدير بالذكر ان هذه ليست المرة الأولى التي يتدخل فيها القضاء الألماني لحسم أمر عقائدي أثار خلافا في المؤسسات التعليمية المحلية، اذ سبق وان صدر حكم قضائي يحظر بموجبه على التلاميذ المسلمين أداء فريضة الصلاة بين جدران المدرسة. فقد مُنع تلميذ مسلم في إحدى المدارس الألمانية من ممارسة شعائر دينه والصلاة في أروقة مدرسته استنادأً الى حكم قضائي أصدرته المحكمة الادارية الاتحادية في لايبزغ. لكن من جاب آخر أكد القضاة الذين بتوا في القضية انه اذا كان الطالب المسلم البالغ من العمر 18 عاماً ويُدعى يونس يرغب بأن يتقدم بدعوى ثانية فإن ذلك سيكون ممكناً بالنسبة له في المحكمة الدستورية العليا. وتعود جذور القضية الى ما قبل 4 أعوام حين تيمم يونس ومعه 4 تلاميذ آخرين والتفتوا بوجوههم نحو القبلة لإقامة الصلاة في أحد ممرات المدرسة. وحينما شاهدهم مدير المدرسة نهاهم عن ذلك وحذرهم من تكرار الصلاة. وقبل إصدار الحكم النهائي مؤخرأً أحيلت هذه القضية الى محكمة محلية ومنها أعيد النظر فيها بناءً على طلب استئناف. وكان القاضي فيرنر نيومان قد علّق على الأمر بالتأكيد على حق وحرية الطلاب ببمارسة طقوس دينهم من جانب، لكنه شدد من جانب آخر على انه لا يحق لهذه الحرية ان "تهدد بتوتر اجتماعي"، مشيراً الى الجو المشحون الذي تحدث عنه مدير المدرسة وتسبب في بعض الأحيان بالتوتر بين التلاميذ على أساس ديني.