في سابقة هي الأولى من نوعها في ألمانيا قامت جامعة مونستر بإنشاء قسم جديد بمركز الدراسات الدينية التابع للجامعة يتخصص في تقديم دورات تدريبية ودراسات لتأهيل معلمين يدرّسون الإسلام. وقال الدكتور محمد سفين كاليش المسؤول عن القسم الجديد بالجامعة في حوار أجرته معه شبكة دويتشه فيلله الألمانية الأحد 2004-8-15 إن المعلمين المؤهلين سيتمكنون فقط من تدريس الإسلام في المدارس الإسلامية المتخصصة في تعليم القرآن في ألمانيا. وبرر كاليش إنشاء هذا القسم بعدم توافر كفاءات مناسبة لتدريس الإسلام في المدارس الألمانية حتى الآن، مشيرا إلى أن تأهيل هؤلاء المدرسين سيتم بصورة علمية لتخريج علماء دين يتصدون لالاتجاهات المتطرفة، على حد قوله. وتتضمن شروط الالتحاق بالقسم الجديد -بحسب كاليش- أن يكون الشخص المتقدم مسلما، وأن يكون مؤهلا من قبل كمعلم، أو على الأقل قد بدأ في دراسة كيف يكون معلما، مشيرا إلى أن أول الدورات التأهيلية بالقسم ستبدأ في الموسم الدراسي الشتوي القادم .2005-2004 وأوضح قائلا: التدريس في القسم سيكون باللغة الألمانية؛ لأننا نرغب في أن يصبح الدين الإسلامي جزءا من المجتمع الألماني؛ ولذلك فعلى المسلمين في هذه الحالة تعلم دينهم باللغة الألمانية وجميع المصطلحات المتعلقة بذلك حتى يستطيعوا أن يجدوا مكانا لهم في المجتمع الذي يعيشون فيه. وتوقع البروفسور الألماني الحصول على دعم كبير عند تجدد المطالبة بتدريس الإسلام في المدارس الألمانية؛ حيث سيكون هناك أعداد كافية من المعلمين المؤهلين لذلك. وأشار إلى أن مدارس ولاية نوردارين فيستفالين تقوم بتدريس مادة بعنوان الإسلاميات، وهو ما سيمكّن المعلمين المؤهلين من العمل هناك على الأقل. ومن المتوقع أن تتقدم أعداد كبيرة للدراسة بالقسم الجديد؛ نظرا لوجود حاجة ماسة لهذا التخصص، لا سيما أن عدد الطلاب والطالبات المسلمين في المدارس الألمانية يقدر بحوالي 800 ألف تلميذ وتلميذة. وعبر كاليش عن سعادته بدعم الحكومة الألمانية لهذا القسم، موضحا أن المجلس الاستشاري الذي تم تأسيسه بالقسم يضم ممثلين من كافة الهيئات الإسلامية بألمانيا. وعن الجدل المثار حول قيام مسلمات محجبات في المدارس الألمانية قال كاليش: إنه لن يرفض أي طالبة محجبة ترغب في الالتحاق بهذه الدورات التأهيلية، إلا أنه بالطبع لن يعدها بالعمل بإحدى المدارس الحكومية، خاصة بعد الجدل الذي أثارته قضية المعلمة الأفغانية الأصل فريشتا لودين. وكانت الإدارة التعليمية بولاية بادن فوترمبرج قد رفضت تعيين فريشتا بإحدى المدارس التابعة لها لارتدائها الحجاب؛ مما اضطرها لرفع دعوى قضائية حتى وصلت للمحكمة الدستورية الفيدرالية الألمانية التي أصدرت في 2003-9-24 حكما يسمح لها بارتداء الحجاب أثناء تأدية عملها. واعتنق الدكتور كاليش -33 عاما- الإسلام في الخامسة عشرة من عمره، وحصل على درجة الدكتوراة من جامعة دارمشتات الألمانية في الدراسات الإسلامية. وقبل انتقاله إلى جامعة مونستر كان يحاضر في معهد الدراسات الشرقية بجامعة هامبورج. ويهتم د.كاليش بصورة خاصة بقضية دمج المسلمين في المجتمع الألماني.