كشفت صحيفة ألمانية عن أن ولاية "فستفاليا" - شمال الراين، كبرى ولايات ألمانيا من حيث عدد السكان - تعتزم حظر ارتداء الحجاب على المعلمات المسلمات في مدارسها الحكومية بداية من أغسطس 2006، مشيرة إلى أن المسئولين يعتزمون مناقشة هذا القرار مع الأقلية المسلمة بالولاية. وقالت صحيفة "فيستدويتشه الجماينه تسايتونج" في عددها، ليوم الأربعاء 31 غشت 2005: إن ولاية فستفاليا شمال الراين تزمع إلزام المعلمات المسلمات بنزع غطاء الرأس في المدارس بداية من الصيف القادم، مشيرة إلى أن الحظر سيسري في أغسطس 2006. وزعم مسئولون بالولاية نقلت عنهم الصحيفة : إن الحظر لا يستهدف المعتقدات الدينية.. وأوضحوا أن القرار سيناقش بحكمة مع الأقلية المسلمة في الولاية التي يقطنها حوالي 18% من سكان ألمانيا. وقالت "باربرا سومر" المسئولة عن قطاع المدارس في الولاية: "لا يسمح للمعلمين من الإناث والذكور بالتعبير عن معتقدات دينية يمكن أن تزعج أو تعرض السلام في المدارس للخطر؛ ولهذا سنحظر على المعلمات المسلمات في مدارس الولاية ارتداء غطاء الرأس"، دون أن توضح ما هي الخطورة في ارتداء المعلمات للحجاب في المدارس. و"سومر" عضوة بحزب "الاتحاد الديمقراطي المسيحي" الذي أنزل هزيمة بحزب المستشار الألماني، جيرهارد شرودر، في انتخابات ولاية فستفاليا في مايو 2005، وقد تعهد الحزب خلال حملته للانتخابات البرلمانية في الولاية بحظر الحجاب في المدارس حال فوزه؛ الأمر الذي أثار انتقادات أحزاب أخرى رأت أنه يتعارض مع القانون والدستور. ويتوقع على نطاق واسع أن تخلف "إنجيلا ميركل" زعيمة حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي - التي تعارض عضوية تركيا الكاملة للاتحاد الأوربي- المستشار الحالي شرودر بعد الانتخابات العامة المقررة في 18 سبتمبر المقبل. وكانت ولاية "برلين" قد حظرت في يناير 2005 على العاملات والموظفات الحكوميات ارتداء أي ملابس تظهر اتجاههن الديني، ويسري هذا أيضا على العاملين في هيئات التدريس، ويستثنى منه المشتغلون بتدريس التربية الدينية. كما حظرت ولاية "بادن فيرتمبرج" في يوليو 2003 على جميع أعضاء هيئات التدريس بمدارسها ارتداء رموز لها طابع ديني أو سياسي أو عقائدي، وهو الموقف نفسه الذي تبنته ولايات "بافاريا" و"سارلاند" و"ساكسونيا السفلى" و"براندنبورج" في تعديل قانون التعليم هناك في 2004. يذكر أن المحكمة الدستورية الاتحادية بألمانيا رفضت عام 2003 فرض حظر شامل على ارتداء الحجاب بالمدارس الحكومية، وتركت للولايات حرية صياغة الوضع القانوني بما يتواءم مع ظروفها، وقد سارعت بعض الولايات إلى فرض حظر شامل على ارتداء الحجاب بالمدارس والهيئات الحكومية، بينما قصرت ولايات أخرى الحظر على عضوات هيئات التدريس. ويبلغ عدد المسلمين في ألمانيا حوالي 3.2 ملايين مسلم من إجمالي عدد السكان البالغ نحو 82.5 مليون نسمة، ويتركز غالبية المسلمين في القسم الغربي من ألمانيا لتوافر فرص العمل، وارتفاع مستوى المعيشة عن ولايات القسم الشرقي الفقيرة نسبيا.