تعهدت الأقلية المسلمة في مقاطعة الفلاندر البلجيكية ببناء مدارس إسلامية خاصة بها كخيار لمواجهة القرار المفاجئ الذي اتخذته سلطات المقاطعة بفرض حظر شامل على ارتداء الحجاب في جميع المدارس التي يبلغ عددها سبعمائة مدرسة. وأكد أحد مسؤولي الأقلية المسلمة في مدينة أنتويرين (50 كم من العاصمة بروكسل)، إبراهيم الطويل أن المسلمين في المدينة سيردون على قرار منع الحجاب بطريقة مشابهة لرد الطوائف الدينية الأخرى عن طريق العمل على بناء مؤسسات تعليمية ومدارس خاصة بها. وأوضح الطويل في حديث نشرته صحيفة ديستندار البلجيكية، السبت، أن هذا الحل يمثل الخيار الوحيد الذي يتركه المتطرفون من المشرفين على المؤسسات التعليمية أمام أبناء الأقلية الإسلامية. وشدد على أن مسلمي المقاطعة سيتجهون تدريجيا إلى استخلاص الدروس من الحصار الذي باتوا يتعرضون له بشكل منهجي ومنظم وتحت تبرير الدفاع عن قيم المجتمع البلجيكي وفي سعي واضح للتمييز بين مكونات هذا المجتمع والذي تنتمي إليه الأقلية الإسلامية مثلها مثل بقية الطوائف والجاليات. من جانبها، دعت الهيئة التنفيذية للمسلمين في بلجيكا، والتي تمثل المسلمين في البلاد، إلى عقد اجتماع الأسبوع المقبل لمناقشة ما يمكن اتخاذه من إجراءات قانونية ضد قرار الحظر الذي فرض على ارتداء الحجاب في جميع المدارس العامة بمنطقة فلاندرز البلجيكية التي تتحدث الهولندية. وقال رئيس الرابطة الإسلامية في مدينة أنتويرين، إقبال أحمد قريشي: إن هيئة المسلمين ستدعو لعقد اجتماع الأسبوع المقبل لمناقشة هذه القضية. وأشار قريشي إلى أن شبكة مدارس منطقة فلاندرز اتخذت قرار حظر ارتداء الحجاب الأسبوع الماضي، مضيفا أنه في هذه اللحظة تم حظر ارتداء الحجاب فيما يقارب ثلث المدارس من إجمالي 700 مدرسة، وبحلول العام المقبل سيطبق قرار الحظر على جميع المدارس العامة التي تتحدث بالهولندية في فلاندرز. ولفت قريشي إلى أن العديد من الفتيات المسلمات من بلدان مثل المغرب وتركيا وباكستان وغيرها من البلدان الإسلامية يدرسن في المدارس التي تتحدث الهولندية في منطقة فلاندرز، كما أشار إلى أن بلجيكا عينت ما يقارب 400 معلم مسلم في فلاندرز لإعطاء دروس خاصة حول الإسلام للتلاميذ المسلمين. وجاء هذا الحظر بعد أيام من تظاهرات أمام مدرستين حظرتا ارتداء الحجاب في وقت سابق من الأسبوع الماضي في مدينة أنتويرين الساحلية. وفي بلجيكا يعود قرار منع ارتداء الحجاب أو السماح به في المدارس إلى مديري المدارس، ويوجد 23 مدرسة فقط من بين 148 مدرسة في المراحل الأقل من الثانوي تسمح بارتداء الحجاب، بينما كانت هناك مدرسة واحدة فقط ثانوية تسمح به قبل أن تقرر مؤخرا عدم السماح بارتدائه. ويعيش في بلجيكا نحو 450 ألف مسلم من أصل حوالي عشرة ملايين نسمة، ويتوزع المسلمون بين 250 ألفا من أصول مغربية، و130 ألفا من أصل تركي، و30 ألفا من أصل ألباني، أما الباقي فمن أصول فلسطينية وجزائرية وتونسية وبوسنية. في سياق متصل، اشتكى وزير خارجية أوزبكستان فلاديمير نوروف أمام ممثلين من الاتحاد الأوروبي في بروكسل من تنامي ظاهرة كراهية الإسلام في أوروبا. وقال نوروف، في ختام لقاء له مع ممثلين عن الاتحاد أول أمس: إن ظاهرة كراهية الإسلام تنتشر بقوة في الغرب، إضافة إلى الأحكام المسبقة التي تستهدف الدول الآسيوية والإسلامية. وأضاف: هذا ما يتوجب علينا أن نتحرك لوضع حدٍّ له، فمثلا الرسوم الكاريكاتورية للنبي محمد (صلى الله عليه وسلم) هي أمور لا يمكننا أن نقف مكتوفي الأيدي أمامها، في إشارة إلى قيام صحف دانماركية بنشر رسوم كاريكاتورية مسيئة للرسول محمد صلى الله عليه وسلم، وهو ما أدى إلى قيام تظاهرات في العديد من الدول العربية والإسلامية. وتابع الوزير الأوزبكستاني في مؤتمر صحفي: هذه المسألة حساسة جدًّا ومهينة جدًّا للمسلمين الذين يشكِّلون 80% من سكان أوزبكستان، ونعتقد أيضًا أنه من المهم جدًّا عدم الربط بين الإسلام والإرهاب معتبرًا هذا الأمر مهينًا وغير مقبول. وجاء كلام نوروف ردًّا على انتقاداتٍ سبق وصدرت عن الاتحاد الأوروبي تندِّد بخرق حقوق الإنسان في أوزبكستان، إلا أن الوزير ردَّ قائلا: إنه لم يأتِ إلى بروكسل لتلقي دروس. واستدرك: نحن منفتحون على الانتقادات إلا إننا ننطلق من المبدأ الذي يعتبر أن هذا الحوار هو بين شريكين متساويين.. فنحن مجتمع مسلم في آسيا ولا نرتبط بالاتحاد الأوروبي.