تواصلت المظاهرات النسائية في العالم الإسلامي منددة بالخطاب الرئاسي الفرنسي بخصوص حظر الحجاب في المؤسسات العمومية الفرنسية ليوم 17 دجنبر .2003 المظاهرات شملت بلدان المشرق العربي بما فيها فلسطينالمحتلة والعراق المحتل. وكأنما انحدرت فرنسا الديمقراطية والحقوق إلى مصاف الدول الانقلابية المستبدة فراحت تبحث عن فتوى لتبرير قرارها الظالم محتجة ببعض الدول الإسلامية التي منعت الحجاب، وتقصد بذلك تركيا حيث العلمانية العسكرية المحاربة وتونس حيث استولت على الحكم في انقلاب أبيض عصابة اليساريين والانتهازيين. في هذا الوقت يتواصل الرفض والاحتجاج ودعوات التعقل والمراجعة من كل حدب وصوب. الكنيسة الأنجليكانية وجهت انتقادا لفرنسا في ذكرى ميلاد السيد المسيح عليه السلام، ورابطة علماء فلسطين وهيئات أخرى وجهت رسالة للرئيس الفرنسي. تشكيل التجمع العالمي المناهض لمنع الحجاب أطلقت جمعيتا المرأة المسلمة والرابطة الإسلامية البريطانيتان الجمعة 26-12-2003 حملة مشتركة لنصرة الحجاب، وذلك ردا على سعي الرئيس الفرنسي جاك شيراك لإصدار قانون يحظر ارتداء الحجاب في المدارس الحكومية والمؤسسات العامة. وأوضحت الجمعيتان في بيان تلقت شبكة إسلام أون لاين.نت نسخة منه الجمعة أن حملة نصرة الحجاب تتضمن اعتبار يوم 17/1/2004 يوما عالميا لنصرة الحجاب يتم خلاله تنظيم المسيرات السلمية والاعتصامات الحاشدة أمام مقار السفارات الفرنسية في كافة دول العالم تعبيرا عن الإدانة لتلك القرارات الجائرة. وكان الرئيس شيراك قد طالب في خطاب ألقاه في 17/12/2003 أمام 400 شخصية فرنسية سياسية ودينية في قصر الإليزيه بسن قانون يحظر الرموز الدينية بالمدارس والإدارات الحكومية ومن بينها الحجاب، قائلا: الحجاب الإسلامي مهما اختلفت مسمياته والكيبا (القبعة اليهودية) والصليب كبير الحجم لا مكان لها في المحيط المدرسي.. أما ما يتعلق بالرموز الخفيفة كالصليب الصغير ونجمة داود ويد فاطمة (قلادة تحوي أصابع اليد الخمسة وتلبسها المسلمات) فهي رموز مقبولة. كما أعلنت الجمعيتان البريطانيتان أنهما شكلتا التجمع العالمي المناهض لمنع الحجاب استجابة لدعوة الداعية الإسلامي د. يوسف القرضاوي لتنظيم الجهود وتوحيد ردود الأفعال في مقاومة إصدار قانون فرنسي يحظر الحجاب، وأوضحتا أن هذا التجمع يضم أفرادا ومؤسسات وهيئات وجمعيات من مختلف أنحاء العالم. وأشارتا إلى أنه من خلال هذا التجمع سيتم تنظيم عدة فعاليات مناهضة لسن مثل هذا القانون كإرسال رسالة إلى الرئيس شيراك موقعة من عشرات الجهات، كما سيتم عقد مؤتمر عالمي لاتخاذ الخطوات المستقبلية لإبطال القرار. كما تضمنت الحملة التي أطلقتها الجمعيتان البريطانيتان دعوة لمقاطعة البضائع الفرنسية خصوصا في الدول العربية والإسلامية؛ حتى يعلم الرئيس شيراك وتعلم الحكومة الفرنسية أن الحجاب الإسلامي خط أحمر لا يجوز تخطيه أو الإقرار بمنعه. ودعت الجمعيتان إلى إدخال مصطلح الحجاب (Hijab) إلى اللغات العالمية، كما تم إدخال كلمة انتفاضة في القواميس والمعاجم المختلفة. وناشدت الجميع أفرادا ومؤسسات الاستجابة والتفاعل مع حملة نصرة الحجاب. العنوان الإلكتروني للتواصل: [email protected] استمرار المظاهرات المنددة بمنع الحجاب والبيانات الإسلامية والمسيحية الرافضة لقرار شيراك..المجلس الإسلامي للدعوة يناشد فرنسا العدول عن قرار حظر الحجاب ناشدت اللجنة الإسلامية العالمية للمرأة والطفل وهى إحدى لجان المجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة الذي يرأسه الدكتور محمد سيد طنطاوى شيخ الأزهر الرئيس الفرنسي جاك شيراك والحكومة الفرنسية وسائر الديمقراطيين في فرنسا وجوب الحفاظ على حقوق الأقلية المسلمة في فرنسا في التعليم والعمل وحرية العقيدة وممارستها واحترام عقيدة النساء المسلمات في الالتزام بالحجاب. جاء ذلك في البيان الذي نشرته جريدة الشرق القطرية الجمعة. وقالت اللجنة إن حجاب المرأة المسلمة هو أحد فروض الدين الإسلامي الأساسية التي لا يجوز للمرأة مخالفته وليس مجرد رمز ولا إعلانا عن انتماء ديني. كما دعت الرئيس جاك شيراك إلى العمل الفوري على إعادة الطالبات والنساء المطرودات إلى مقاعد الدراسة وأماكن عملهن.. ووصفت اللجنة في بيان لها أول أمس الخميس قرار الرئيس شيراك بإصدار قانون يتضمن حظر ارتداء الحجاب وكل ما يعتبر إعلانا عن انتماء ديني أو سياسي في المدارس والجهات الحكومية بأنه يتعارض مع برامج الانصهار الاجتماعي والتسامح ومنع قبول الآخر وتقديم صور إيجابية عن كل ديانة لدى كل طرف ولا يساعد على تقليل آثار الحساسيات التي قد تنجم بين الجاليات.. وذكر البيان أن هذا القرار يعد تراجعا خطيرا عن مبادئ الحرية التي آمنت بها فرنسا ونقضا لمبادئ قانونية فرنسية مستقرة وانتهاكا لاتفاقيات دولية وقعت عليها فرنسا وعلى رأسها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والذي ينص على أن لكل شخص الحق في الإعراب عن ديانته أو عقيدته سواء بالممارسة أو إقامة الشعائر الدينية.. واعتبر البيان أن سن قوانين قد تكون مميزة ضد فئة معينة أكثر من فئة أخرى قد يزيد من تلك الحساسيات ويؤدي إلى خلخلة النسيج الاجتماعي داخل فرنسا.. وقال البيان إن حجاب المرأة المسلمة هو أحد فروض الدين الإسلامي الأساسية التي لا يجوز للمرأة مخالفته وليس مجرد رمز ولا إعلانا عن انتماء ديني، وإن منعها من ارتدائه يمثل اعتداءات صارخة على حرية التدين وإكراها للمرأة المسلمة على مخالفة عقيدتها الدينية ويؤدي إلى خلق حالة من الاضطهاد الديني تحظره كافة القوانين الأوروبية ومنها قوانين فرنسا التي يوجد بها أكثر من خمسة ملايين مسلم.. فلسطينيات 48 يتظاهرن ضد منع الحجاب تظاهرت مجموعة من النساء العربيات في فلسطينالمحتلة عام 1948م يوم الأربعاء 24 دجنبر 2003 أمام السفارة الفرنسية في تل أبيب احتجاجا على موافقة الرئيس الفرنسي جاك شيراك على مشروع قانون يحظر حق المسلمات في ارتداء الحجاب في المدارس وأماكن العمل الحكومية. ورفعت المتظاهرات المنتميات إلى الحركة الإسلامية في فلسطين 48م رايات خضراء ولافتة عملاقة كتب عليها بالفرنسية حظر الحجاب يعني موت الحرية. وفي إثر ذلك قامت المتظاهرات المحجبات اللواتي ارتدين ملابس سوداء طويلة بتسليم رسالة موجهة إلى السفير الفرنسي في الكيان الصهيوني جيرار آرو تحث بلاده على عدم المساس بحرية المرأة. البحرينيات يتظاهرن ضد دعوة شيراك تظاهرت نحو 100 بحرينية الخميس 12-25-2003 أمام السفارة الفرنسية بالعاصمة البحرينية المنامة للاحتجاج على دعوة الرئيس الفرنسي جاك شيراك لسنِّ قانون يمنع الرموز الدينية، ومنها الحجاب في المدارس والإدارات الحكومية قبل بدء العام الدراسي القادم في سبتمبر .2004 ورددت النساء المحجبات -اللاتي كن يلبسن العباءة التقليدية- شعارات مساندة للإسلام، وحملن لافتات ضد هذه الدعوة الفرنسية، وحثثن المسلمين والمسلمات في الدول الأخرى على تنظيم احتجاجات مماثلة. وقال السيد جعفر العلوي رئيس جمعية الرسالة لرويترز: دعوة (شيراك) مرفوضة حتى من الناحية الإنسانية؛ لأن المرأة لها الحرية في لبس ما تشاء، حسب الزعم الغربي. وأضاف: نحن نظمنا هذا التجمهر من أجل إيصال رسالة إلى المجتمع الفرنسي بأن هناك تضامنا من الشعوب المسلمة مع حق المسلمات في فرنسا في ارتداء الحجاب. وقالت إحدى المتظاهرات: ما داموا (في فرنسا)عندهم ديمقراطية وحرية.. فلماذا لا يتمسكون بها.. أم أن هذه مجرد شعارات؟، وكانت المتظاهرة تحمل لافتة كتب عليها باللغة الإنجليزية: أنا فخورة بحجابي. رئيس الكنيسة الانجليكانية ينتقد حظر الحجاب في المدارس الفرنسية انتقد الدكتور روان ويليامز رئيس أساقفة كانتربري، وهو ارفع منصب في الكنيسة الانجليكانية، في خطبة عيد الميلاد خطط الحكومة الفرنسية الرامية الى حظر الرموز الدينية الظاهرة في المدارس العامة، بما في ذلك الحجاب الاسلامي. وقال ويليامز، الذي يترأس كنيسة يبلغ اتباعها نحو 70 مليون فرد في العالم، ان دعوة الرئيس الفرنسي جاك شيراك لتأييد القانون المقترح تأتي بصورة غير مفاجئة في مناخ علماني ينظر الى الدين ليس فقط بتشكك او قلة فهم، وانما ايضا بخوف. واضاف ان مشروع القانون الفرنسي يوضح ان هناك حالة من العصبية تجاه من يحاولون اظهار التزامهم الديني علنا. يشار الى ان ويليامز معني الى حد كبير بالعلاقات بين المسلمين والمسيحيين، كما انه كان من المنتقدين للحرب في العراق، ولقيام القوات الامريكية باعتقال الاسرى في معسكر خليج جوانتانامو دون محاكمة. رابطة علماء فلسطين تدين حظر الحجاب بالمدارس الفرنسية وتعتبره قرارا عنصريا ولا ساميا ومحاربا للإسلام أدانت رابطة علماء فلسطين، اتجاه الحكومة الفرنسية إلى إصدار قانون يحظر ارتداء الطالبات المسلمات للحجاب، واعتبرته إساءة لكل مشاعر المسلمين في العالم. وأكدت أنه يتعارض مع الدين الإسلامي، ومع جميع الشرائع السماوية، كما يتعارض مع القوانين الوضعية، والمواثيق الدولية، التي كفلت الحرية الشخصية والدينية لجميع الناس. وأكدت الرابطة أن لباس المسلمة الحجاب جزء من عقيدتنا وأخلاقنا وقيمنا الإسلامية، وهو فرض عين على المسلمات كالصلاة والحج والزكاة والصيام وغيرها، ثبت ذلك بكتاب الله، وبسنة الرسول وإجماع المسلمين. واعتبرت قرار الحكومة الفرنسية المذكور قرارا عنصريا وصليبيا ولا ساميا، ويأتي ضمن الحملة المسعورة الظالمة، التي يشنها الغرب على الإسلام والمسلمين، بحجة ما يسمونه محاربة الإرهاب متسائلة أين الحرية الدينية، التي يدعيها الغرب نهار مساء، من أنها دول ديمقراطية. وطالبت رابطة علماء فلسطين الحكومة الفرنسية بالتراجع فورا عن قرارها الجائر، والسماح لكل من ترغب من المسلمات في لبس الحجاب، الذي هو رمز الطهر والعفاف والشرف والحياء. كما دعت كل المسلمات في العالم إلى أن يلزمن اللباس الشرعي الإسلامي ويتمسكن به. في العراق المحتل: مقاطعة البضائع الفرنسية كان لافتا أن تصدر أحدث ردود الفعل الإسلامية على هذه القضية من العراق المهموم بمشاكله الداخلية المعقدة منذ الاحتلال الأمريكي؛ حيث دعا الزعيم الشيعي العراقي مقتدي الصدر الجمعة إلى مقاطعة البضائع الفرنسية احتجاجا على قرار شيراك حظر الحجاب. وقال الصدر في خطبة صلاة الجمعة في مسجد الكوفة (160 كم جنوب بغداد): أطلب أن تصدر فتوى علمية من النجف والحوزة العلمية والأزهر الشريف لمقاطعة البضائع الفرنسية. وأضاف الصدر: إذا لم نستطع فعل ذلك فعلى الأقل نهدد به.. إذا سكتنا اليوم فاليوم فرنسا، وغدا دول أخرى كألمانيا، بعد أن رحب شرودر بهذا القرار.. يجب أن نقف صفا واحدا ضد هذه الأعمال الوقحة. لا يجوز منع الحجاب؛ فهو أمر واجب على المسلمات. كما دعا الصدر إلى أن يقوم كل مسلم ومسلمة بالعراق بإرسال بيان استنكار إليه كي يقوم بدوره بإيصاله إلى السفارة الفرنسية في بغداد. وفي ضاحية مدينة الصدر الشيعية بالعاصمة العراقية بغداد دعا أيضا عالم الدين الشيعي السيد عامر الحسيني إلى مقاطعة البضائع الفرنسية. وتساءل الحسيني في خطبة الجمعة 26-12-2003 أمام أكثر من 10 آلاف شخص: نقول للحكومة الفرنسية: أين هذا القانون من الحرية التي يدعونها؟. وأضاف الحسيني: نستنكر هذا القرار، ونشجع مقاطعة البضائع الفرنسية باختلاف أنواعها، ونشجع المسلمات في فرنسا على الاستمرار في ارتداء الحجاب. إعداد: حسن السرات