في سباق ضد الساعة، زادت فرنسا من سرعة تحركاتها من أجل إنقاذ الصحافيين المختطفين من لدن مجموعة تسمي نفسها الجيش الإسلامي في العراق، وتوجه وزير الخارجية إلى عدة بلدان بالمنطقة العربية. ويجري ذلك في إطار تضامن عربي وإسلامي شعبي ورسمي كبير. كما أن الجالية المسلمة في فرنسا وقفت موقفا قويا، إذ عبرت عن رفضها المساومة ودعت إلى إطلاق سراح الصحفيين عبر طرق متعددة، وبذلك ظهرت فرنسا بمظهر البلد الموحد في هذه الأزمة. وفي خطوة تبدو أنها تحت التهديد بالقتل، دعا الصحفيان الفرنسيان المختطفان في العراق الشعب الفرنسي إلى التظاهر ضد قانون حظر الحجاب في المدارس الفرنسية من أجل إنقاذ حياتهما، فيما أعلن الخاطفون عن تمديد المهلة التي منحاها للحكومة الفرنسية إلى 24 ساعة إضافية تنتهي اليوم الأربعاء حتى يتم الاستجابة لمطالبهم. وفي شريط مصور بثته قناة الجزيرة الفضائية القطرية مساء الإثنين الأخير، قال الصحفي المختطف جورج مالبرونو باللغة الإنجليزية: أدعو أبناء الشعب الفرنسي وكل فرنسي يقدر معنى الحياة إلى الخروج بمظاهرات تطالب بإلغاء قانون حظر ارتداء الحجاب، لأن حياتنا في خطر وقد نموت في أي لحظة إذا لم يتم إلغاء هذا القانون الذي أدعو الرئيس (الفرنسي جاك) شيراك إلى إلغائه. أما الصحفي الآخر كريستيان شينو فقال باللغة الإنجليزية أيضا: أدعو الرئيس شيراك والحكومة الفرنسية إلى إبداء حسن نية تجاه العالمين العربي والإسلامي بإلغاء قانون حظر ارتداء الحجاب فورا. وأضاف: أناشد جميع المواطنين الفرنسيين بالتظاهر ضد هذا القانون والمطالبة بإلغائه، لأنه قانون ظالم وخاطئ، وقد ندفع حياتنا ثمنا لعدم إلغائه، إنها مسألة وقت وربما دقائق ونصبح في عداد الموتى. وكانت مجموعة تطلق على نفسها اسم الجيش الإسلامي في العراق قد تبنت خطف الصحفيين الفرنسيين المفقودين منذ العشرين من الشهر الجاري، وتطالب الحكومة الفرنسية بإلغاء القانون الذي يحظر ارتداء الحجاب، لكن الحكومة الفرنسية رفضت هذا المطلب. وفي باريس، رفض مكتب رئيس الوزراء الفرنسي الإدلاء بأي تعليق بعد الإعلان عن تمديد الإنذار الموجه للحكومة. وقال مصدر في مكتب رئيس الحكومة: نواصل متابعة هذه القضية دقيقة بدقيقة. وخرج آلاف من الفرنسيين في مظاهرات الإثنين في الشوارع مطالبين الخاطفين بضرورة الإفراج عن الصحفيين، حيث شملت هذه المظاهرات مسيرة لمحجبات طالبن هن الأخريات بإطلاق سراحهما. ومن جهة أخرى، وجه ميشيل بارنييه وزير الخارجية الفرنسي الذي زار القاهرة أمس نداء إلى مختطفي الصحفيين الفرنسيين بالعراق لإطلاق سراحهما باسم الإنسانية التي هي في صميم رسالة الإسلام والممارسات الإسلامية باعتبار أن الإسلام دين السماحة والسلام يحترم الحياة البشرية. وقال الوزير الفرنسى في بيان ألقاه أمس بسفارة فرنسا لدى مصر، إن الصحفيين كانا يقومان بمهمتهما لشرح الأوضاع في المنطقة والظروف الحياتية الصعبة للشعب العراقي .. وقد أبديا ارتباطهما بالعالم العربي والإسلامي وتفهمهما للشعب العراقي. وأضاف أنه طلب من السكرتير العام لوزارة الخارجية الفرنسية وعدد من المسؤولين بالوزارة التوجه إلى بغداد اليوم لدفع الجهود وتعزيز جهود السفارة الفرنسية لدى العراق في هذا الصدد. وأشار إلى أن العديد من الشخصيات والمنظمات الإسلامية توجه نداء لإطلاق سراح الصحفيين .. وقال إن اختطافهما عملية غير مفهومة حيث إن فرنسا بلد حقوق الإنسان واحترام حقوق الآخر تؤكد حماية كل الأديان في إطار القانون المشترك ، والإسلام يحتل المركز الثاني في فرنسا وهناك خمسة ملايين مسلم يمارسون عبادتهم بحرية . وذكر بارنييه أن فرنسا رفضت دائمًا مفهوم الصدام بين الغرب والإسلام، وتدافع في العراق وفلسطين والشرق الأوسط والأدنى وفي كل أنحاء العالم عن العدالة، وكرامة الشعوب.