من المؤسف أن يكون المغرب الإسلامي ومصر المحروسة أول من منع مساندة مسلمي فرنسا ضد التطرف العلماني يوم السابع عشر من يناير اليوم العالمي لنصرة الحجاب. ففي المغرب منعت ولاية أمن الرباط وقفة احتجاجية دعت إليها ست منظمات مغربية هي منتدى الزهراء ومنظمة تجديد الوعي النسائي وشبيبة العدالة والتنمية وجمعية فضاء المرأة المعاصرة والمركز المغربي لحقوق الإنسان والجمعية المغربية للتربية ورعاية الأسرة. وفي مصر حاول عدد محدود من النساء اللائي رفعن لافتات تندد بحظر الحجاب التظاهر أمام مبنى السفارة الفرنسية بالقاهرة المطلة على نيل الجيزة، لكن قوات الأمن منعتهن من التجمهر وحتى من رفع اللافتات. وسارت المتظاهرات نحو حديقة الحيوان بالجيزة القريبة من مقر السفارة، وظللن رافعات اللافتات المنددة بباريس. وبينما يحدث هذا في المغرب ومصر، شارك ألوف من المتظاهرين في مختلف العواصم والمدن الغربية والعربية للتعبير عن رفضهم للقرار الرئاسي الفرنسي القاضي بمنع ارتداء الحجاب في المدارس والمؤسات العمومية بفرنسا، وللتعبير عن مساندة المسلمات الفرنسيات في معركتهن لتصحيح العلمانية الفرنسية التي حادت عن مبادئها النبيلة كالحرية والأخوة والمساواة. وجاءت هذه المظاهرات استجابة لدعوة عدد من المنظمات الإسلامية الفرنسية والبريطانية باعتبار يوم 17 يناير يوما عالميا لنصرة الحجاب. ففي فرنسا تظاهر أكثر من ثلاثين ألف شخص في العاصمة باريس ومدن ليل وبوزانسون وملهاوس وسانت إيتيان وتولوز وكاين ونيس وبواتييه ومارسيي وبوردو. المتظاهرات والمتظاهرون استجابوا لدعوة من حزب مسلمي فرنسا. ورفعت المشاركات شعارات قوية مثل فرنسا أنت وطني.. الحجاب أنت لباسي، ومثل أليس الإسلام صاحب الفضل في تعرفكم على المدرسة (وهي إشارة إلى تعرف الملك الفرنسي الشهير شارلمان على المدرسة من خلال الاحتكاك مع الحضارة الإسلامية وتأسيسه للنظام الدراسي في بلاده). كما رددت المشاركات عبارات موجهة للرئيس الفرنسي تقول: السيد شيراك.. الحجاب ليس اعتداء على الجمهورية أو ياشيراك ياستازي، الحجاب هو اختيارنا. شعارات أخرى كانت تقول جميعا جميعا من أجل الحرية و الحجاب هو اختياري... لا لا للعنصرية. وكانت المتظاهرات يحملن الرايات الفرنسية ويرددن الشعارات وسط لا مارسيييز نشيد فرنسا المرفوع بأصوات عالية. وشاركت في المظاهرات شخصيات متنوعة منها البطل الفرنسي الأولمبي في الجودو عام 1996جمال بوراس، وممثلون عن مسلمي بلجيكا، حيث قدم حوالي 200 منهم عبر حافلات خاصة إلى العاصمة الفرنسية. كما سجل أبرز المراجع الشيعية الفرنسية صدر الدين فضل الله حضوره في المسيرة واعتبر فضل الله إمام مسجد الغدير أن مشروع القانون المراد تمريره يرمي إلى الحد من الحريات الدينية الخاصة للفرنسيين المسلمين. وقد انتهت المسيرة بتمثيلية قام فيها منظمو التظاهرة بتجسيم الرئيس الفرنسي جاك شيراك وهو يتبرأ من المسلمين والعرب ومن قيم الحرية والأخوة والمساواة، وهي الشعارات الثلاثة للثورة الفرنسية. وفي وسط العاصمة البريطانية لندن احتشد أكثر من 3 آلاف متظاهر أمام السفارة الفرنسية؛ احتجاجاً على مشروع القانون. وخلف الرجال المشاركين في المسيرة رفعت متظاهرات محجبات لافتات كتب عليها منع الحجاب يكشف تعصب العلمانية.. وقالت روكسانا رحمن التي شاركت في المظاهرة: إن الحجاب فرض ديني وليس خيارا شخصيا، ونحن نعتبر منعه موقفا غير متسامح. وتساءلت متظاهرة أخرى مستنكرة: إذا كانت فرنسا دولة علمانية.. فلماذا تنتشر أشجار عيد الميلاد أمام المباني الحكومية؟. وفي تركيا تجمعت نحو 20 امرأة أمام سفارة فرنسا في أنقرة لوضع إكليل زهور جنائزي، وإدانة ما أسمينه سياسة الكيل بمكيالين التي ينتهجها الغرب، حسبما أفادت وكالة أنباء الأناضول. وفي إستانبول تجمعت نحو 100 امرأة و50 رجلا أمام القنصلية الفرنسية، ورفع المتظاهرون لافتات كتب عليها عبارات من قبيل: قانون ضد الحجاب أم ضد الإسلام؟، ولا تمسوا حجابي.. هذه حريتي، قبل أن تفرقهم الشرطة في سلام. معروف أن مؤسسات نافذة في تركيا تتخذ مواقف متحفظة إزاء الحجاب. وفي العاصمة الأردنية عمان اعتصم المئات من المحجبات الأردنيات أمام السفارة الفرنسية، حاملات لافتات وشعارات تنادي بمقاطعة البضائع الفرنسية، وتدعو الرئيس الفرنسي للتراجع عن قراره. وفي الأراضي الفلسطينية المحتلة تظاهر أكثر من ألف امرأة وفتاة في غزة. وتجمعت المتظاهرات أمام مقر المجلس التشريعي بمدينة غزة وهن يرفعن لافتات تندد بالقرار الفرنسي؛ تلبية لدعوة جمعية الشابات المسلمات وعدد من المؤسسات النسوية الإسلامية في المدنية. حيث وجهت رسالة إلى الرئيس الفرنسي جاك شيراك، تطالبه بإلغاء مشروع قانون منع الحجاب. وفي بيروت تظاهرت نحو ألف شابة محجبة أمام السفارة الفرنسية بدعوة من الجماعة الإسلامية. ونظمت سلسلة من المظاهرات أمام القنصليات الفرنسية باثنتي عشرة مدينة أمريكية وكندية، على رأسها العاصمة الأمريكيةواشنطن ومدينة نيويورك، ومدينتا لوس أنجلوس وسان فرانسيسكو بولاية كاليفورنيا، وأطلانطا بولاية جورجيا، وهيوستون بولاية تكساس، وإيلينوي، ومدن أتاوا ومونتريال وتورنتو بكندا. حسن صابر انظر ملف إسلام أن لاين http://www.islamonline.net/arabic/alhdth/2004/01/17/article00-0.shtml