أثارت مارين لوبن، المرشحة الأوفر حظاً لخلافة والدها جان ماري لوبن على رأس اليمين المتطرف في فرنسا، استنكار الطبقة السياسية الفرنسية بأسرها، بعدما شبّهت “صلوات الشارع” التي يؤديها المسلمون بالاحتلال النازي. وندّدت ماري لوبن في أوج حملتها الحزبية لرئاسة الجبهة الوطنية مساء الجمعة في ليون (وسط-شرق) ب”صلوات الشارع” التي يؤديها المسلمون في شوارع فرنسا. وقالت “أنا آسفة، لكن بالنسبة الى الذين يحبون التحدث كثيراً عن الحرب العالمية الثانية، فإذا كان الامر يتعلق بالحديث عن الاحتلال، فيمكننا الحديث عنه، لأن هذا احتلال للأرض”. وأضافت لوبن “انه احتلال لأجزاء من الأراضي، لأحياء تطبق فيها الشريعة، انه احتلال. بالتأكيد ليست هناك مدرعات ولا جنود، لكنه احتلال في ذاته وهو يلقي بثقله على السكان”. والسبت 11-12-2010، تكثفت ردود الفعل في صفوف الطبقة السياسية من اليسار الى اليمين لإدانة تصريحات ابنة زعيم اليمين المتطرف جان ماري لوبن صاحب التصريحات المثيرة للجدل. وقال المتحدث باسم الحزب الاشتراكي بنوا هامون “هذا هو الوجه الحقيقي لليمين المتطرف في فرنسا الذي لم يتغير ابداً، ومارين لوبن هي اليوم بنفس خطورة جان ماري لوبن”، وندد ب”الاهانة” مذكراً بأن اليمين المتطرف الفرنسي تعاون مع المحتل النازي. من جهته أعرب الأمين لعام للحزب الرئاسي “الاتحاد من اجل حركة شعبية” (يمين) جان فرانسوا كوبيه عن استنكاره لهذه التصريحات، وقال “مارين لوبن، انها والدها! يجب وقف الكذب على الذات، انها نفس شخصية والدها تماماً” ولديها “التقنيات نفسها” و”الخلط نفسه” و”التصريحات نفسها”. من جهتها، اعتبرت الناشطة البيئية سيسيل دوفلو أن مارين لوبن “ليست أفضل من والدها”، مؤكدة أنها تؤجج “المخاوف والأحقاد” وتتوسل وسائل “عنصرية”. ورأى المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية أن التشبيه الذي قامت به لوبن “يشكل إهانة لمسلمي فرنسا ومرادفاً للتحريض على الكره والعنف بحقهم”. وبنى جان ماري لوبن (82 عاماً) القسم الاكبر من مسيرته السياسية على خطاب شعبوي ومعاد للمهاجرين ما سمح له في 2002 بالوصول الى الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية. وسيترك لوبن منصبه على رأس الجبهة الوطنية في كانون الثاني/يناير. ا ف ب