كشفت الأرقام الصادرة عن وزارة الداخلية الفرنسية الاثنين أن حزب الرئيس نيكولا ساركوزي اليميني، "يترنّح" بصورة كبيرة على الساحة الفرنسية بعد الصفعة التي وجهها إليه الناخبون الفرنسيون في الانتخابات الإقليمية وتراجعه خلف الحزب الاشتراكي، الذي حصل على 29 في المائة من أصوات الناخبين. ولم يحصل حزب يمين الوسط، الاتحاد من أجل حركة شعبية، الذي يتزعمه ساركوزي سوى على رُبع الأصوات. وحصلت أحزاب اليسار الثلاثة، الاشتراكي والبيئة الأوروبي وجبهة اليسار، على أكثر من 47 في المائة من الأصوات، ليرتفع في وقت لاحق مجموع ما حصلت عليه كتلة اليسار إلى 53 في المائة من الأصوات بحسب ما نقل موقع قناة "فرانس 24." أما حزب أقصى اليمين، المتمثل في حزب الجبهة الوطنية بزعامة جان ماري لوبن على 11.5 في المائة من الأصوات. وتفيد الأرقام الصادرة عن الداخلية الفرنسية إلى أن الحزب الاشتراكي يمكن أن يحصل على الأغلبية في 20 منطقة من مناطق فرنسا الاثنتين والعشرين في الجولة الثانية من الانتخابات المقررة في الأسبوع المقبل. وقال المحلل السياسي رولان كايرول: "الفرنسيون يريدون معاقبة الحكومة.. ولا شك أن نجاح اليسار غير قابل للجدل. كذلك هناك قوى بدأت تبزغ في حزب الخضر، وهي ترسل إشارات واضحة إلى الحزب الاشتراكي بأنه ليس وحيداً في الطيف السياسي اليساري." وكشفت أرقام وزارة الداخلية الفرنسية أن عدد من شاركوا في الاقتراع تجاوز 46 في المائة من الناخبين الذين يحق لهم الاقتراع، وهي نسبة تقل كثيراً عن تلك التي شاركت في انتخابات العام 2004 التي بلغت نحو 60 في المائة، وأقل كذلك من نسبة انتخابات العام 1998، والتي شارك فيها 57 في المائة. وكان ساركوزي قد فاز في الانتخابات في العام 2007 بعد منافسة مع مرشحة الحزب الاشتراكي آنذاك سيغولين رويال، حيث حصل على 53 في المائة من الأصوات مقابل 47 في المائة لرويال. وتعد انتخابات الأحد، الجولة الأولى من الانتخابات الإقليمية لاختيار قيادات في مناطق فرنسا المختلفة وأعضاء المجالس المحلية. أما انتخابات الأحد المقبل، فسيتم فيها اختيار الفائزين بالدور الأول في 22 منطقة فرنسية و4 مناطق أخرى وراء البحار. ونقلت قناة "فرانس 24" أن الصحف الفرنسية أجمعت على هزيمة اليمين وحملت عناوين بارزة حملت في مجملها كلمة واحدة وهي: "تحذير" و"صفعة" و"شجب" و"هزيمة."