أكد الناخبون الفرنسيون الأحد في الدورة الثانية من الانتخابات الإقليمية خسارة غالبية اليمين بزعامة الرئيس الفرنسي ساركوزي الذي سيعلن عن تعديل وزاري في الايام المقبلة. واعلن رئيس الوزراء فرانسوا فيون انه سيتوجه منذ صباح الاثنين الى قصر الاليزيه لبحث نتائج العملية الانتخابية مع الرئيس. واوضح فيون "ان نتيجة هذا المساء تؤكد فوز لوائح اليسار. لم نعرف كيف نقنع الناخبين. ان ذلك احباط للغالبية. اني اتحمل حصتي من المسؤولية". وبحسب تقديرات معهد "اوبينيون واي"، فان اليسار الذي سيواصل السيطرة على الغالبية الساحقة من المناطق الفرنسية ال26 (22 في الداخل واربع عبر البحار)، حصل على 54% مقابل 36% لحزب الاتحاد من اجل حركة شعبية الحاكم وحلفائه. الا ان اليمين الذي تعرض لخسارة كبيرة في العديد من المناطق حيث سجل تفاوت كبير للاصوات لمصلحة اليسار، تفادى الكارثة اذ احتفظ بالالزاس (شرق) ولاريونيون (المحيط الهندي). وعلى الرغم من نسبة مشاركة اعلى من الدورة الاولى اذ تراجعت نسبة الامتناع عن التصويت من 53,6% الى 49% تقريبا، الا ان اليمين فشل في تعبئة ناخبيه كما يجب للاحتفاظ بكورسيكا المنطقة الوحيدة ما وراء البحار التي كان مسيطرا فيها. واضافت تقديرات معهد "اوبينيون واي" ان الجبهة الوطنية (يمين متطرف) بزعامة جان ماري لوبن التي شاركت في 12 منطقة، حصلت على 8,7% من الاصوات على المستوى الوطني مع زيادة بنسبة 22% في الشمال الذي يشهد ازمة وفي معقله في الجنوب. واعاد اليمين بعد هزيمة الاحد رص صفوفه في محاولة للحؤول دون اكتساح اليسار والخضر، في الوقت الذي ارتفعت فيه اصوات ضمن الغالبية مطالبة ساركوزي بالتدخل. وكان ساركوزي اكد قبل الجولة الاولى الاحد الماضي ان "الاقتراع اقليمي وبالتالي فان نتائجه ستكون اقليمية". ولفت كلود غيان، ابرز مساعدي نيكولا ساركوزي، السبت بالقول "ايا كانت النتيجة، فلن يحصل تعديل وزاري كبير." واقر الامين العام للاتحاد من اجل حركة شعبية كزافييه برتران بالهزيمة من دون ان يقول اي كلمة بشان عواقبها المقبلة. الا انه وداخل المعسكر الرئاسي نفسه، بدأ البعض ينأون بانفسهم عن الخسارة. وشدد زعيم نواب الحزب الرئاسي جان-فرانسوا كوبيه على ضرورة بناء "تحالف جديد من الغالبية". من جهتهم، احتفل نواب اليسار وحلفاؤهم بالفوز. وقالت رئيسة الحزب الاشتراكي مارتين اوبري "لقد منح الفرنسيون هذا المساء فوزا غير مسبوق للوائح اليسار المتحد (...). اننا نستقبل هذا الفوز بمسؤولية". واضافت "الاستماع الى الفرنسيين يعني تغيير السياسة بعمق". وتشكل هذه العملية الانتخابية التي تصادف في منتصف ولاية الرئيس نيكولا ساركوزي، اخر محطة قبل الانتخابات الرئاسية في 2012. من جهتها، اكدت سيغولين رويال من الحزب الاشتراكي والتي خسرت في الانتخابات الرئاسية امام ساركوزي في 2007 تقدمها مع حصولها على اكثر من 60% من الاصوات. وينتخب الفرنسيون مجالسهم الاقليمية حسب اقتراع معقد بلائحة نسبية يمنح تفوقا من حيث عدد المقاعد للفائز ويسمح باندماج لوائح في الدورة الثانية اذا تجاوزت عتبة الخمسة بالمئة في الجولة الاولى. في الصورة زعيمة الحزب الاشتراكي مارتين أوبري