يتوقع ان يؤكد الفرنسيون الاحد في الجولة الثانية من الانتخابات الاقليمية, الهزيمة النكراء التي تكبدها اليمين بقيادة الرئيس نيكولا ساركوزي مما يثير شائعات حول تعديل وزاري محتمل. وبدأ الفرنسيون يدلون باصواتهم عند الساعة 00,08 (00,07 تغ) على ان تغلق اخر مراكز الاقتراع في الساعة 00,20 (00,19 تغ) حيث تبدأ قنوات التلفزيون ببث التوقعات الاولى التي تكون بشكل عام قريبة جدا من النتائج النهائية. ويتوقع ان تكون نسبة امتناع الناخبين عن التصويت مرتفعة جدا وقريبة من تلك التي سجلت في الدورة الاولى الاحد الماضي (53%). ويحاول اليمين الذي تقدم عليه اليسار بفارق كبير في الجولة الاولى, تفادي هزيمة شاملة اي فوز اليسار في الاقاليم الاثني والعشرين التي تتالف منها فرنسا (باستثناء اقاليم ما وراء البحار) بينما يامل اليسار الذي يسيطر على 20 اقليما في انتزاع كورسيكا في حين يبدو ان نتائج المعركة حول اقليم الالزاس معقل اليمين عادة ستحسم بفارق ضئيل جدا. وقد تتحول هذه المنطقة التي تقع شرق فرنسا الى رمز الجولة الثانية من هذا الاقتراع وهو الاخير قبل الانتخابات الرئاسية المقررة سنة 2012. واذا هزم اليمين في الالزاس فان هزيمته ستكون بمثابة نكسة لنيكولا ساركوزي الذي يواجه انتقادات شديدة في معسكره. واعلنت شنتال برونل النائبة من الاتحاد من اجل حركة شعبية الرئاسي نهاية الاسبوع ان "الاهم على ما يبدو لي هو ان يجد الرئيس الخطوات والعبارات الملائمة للم شمل عائلته ورسم آفاق" غداة الانتخابات الاقليمية. وتتكهن الصحافة منذ ايام باحتمال اجراء تعديل وزاري واسع. ونقلت هذه الفرضية صحيفة لوفيغارو المقربة من السلطات وذهبت صحيفة لبيراسيون اليسارية في عدد نهاية الاسبوع الى حد التكهن باقالة رئيس الوزراء فرنسوا فيون رغم تمتعه بشعبية اكبر من شعبية ساركوزي. وقد اكد الرئيس الفرنسي قبل الجولة الاولى الاحد الماضي ان "الاقتراع اقليمي وبالتالي فان نتائجه ستكون اقليمية". لكن نواب اليمين قلقون ويطالب بعضهم بالخصوص بانهاء "الانفتاح" اي تعيين شخصيات من اليسار في مناصب عالية. وكتبت افتتاحية لوفيغارو نهاية الاسبوع "لا بد ان يقوم الرئيس اعتبارا من الاسبوع المقبل بمراجعة الامور وضبطها لتعبئة الخائبين من الساركوزية". ويجري هذا الاقتراع في منتصف ولاية نيكولا ساركوزي, ويعطي دفعا للاشتراكيين وزعيمتهم مارتين اوبري في سياق الاعداد للانتخابات الرئاسية المقررة سنة 2012. وينتخب الفرنسيون مجالسهم الاقليمية حسب اقتراع معقد بلائحة نسبية يمنح تفوقا من حيث عدد المقاعد للفائز ويسمح باندماج لوائح في الجولة الثانية اذا تجاوزت عتبة الخمسة بالمئة في الجولة الاولى. وحصل الحزب الرئاسي الاتحاد من اجل حركة شعبية وحلفاؤه على 26% من الاصوات في الجولة الاولى في حين تقدم عليه الاشتراكيون (29%) الذين تحالفوا في الجولة الثانية مع الخضر في حركة "اوروبا بيئة" (12%) واليسار الراديكالي (شيوعيون ومنشقون اشتراكيون) 6%. وحصل حزب الجبهة الوطنية اليميني المتطرف الذي يتزعمه جان ماري لوبن على اكثر من 11% ما مكنه من المشاركة في الجولة الثانية في 12 اقليما.ورغم هذا التقدم الساحق على الصعيد الوطني قد يسجل اليسار خسارة في اقاليم ما وراء البحار حيث يسيطر حاليا على اربعة اقاليم في تلك المناطق لكن نتائج غويانا (في اميركا الجنوبية) ولا ريونيون (المحيط الهندي) غير مضمونة على ما تفيد الاستطلاعات.