مع بداية الموسم الدراسي الجاري، عاد آباء وأولياء تلاميذ الثانوية الإعدادية "الطاهر الإفراني"، بخمس جماعات قروية بالدائرة الجبلية لاشتوكة آيت باها، إلى طرح مطلب إحداث جذع مشترك بالثانوية، والذي من شأنه أن يستقبل أبناءهم الناجحين، رافضين قرار نيابة وزارة التربية الوطنية القاضي بتوجيههم صوب الثانوية الإعدادية "إداوكنيضيف" التي تبعد عن منطقتهم بحوالي80 كيلومترا. وبَرَّرَ الآباء، في شكايتهم الموجّهة إلى وزير التربية الوطنية، دواعي طلبهم، باستفحال ظاهرة الهدر المدرسي، لاسيما في صفوف الفتيات، وتفشي الفقر والعوز، مما يحول دون توفير المستلزمات المادية لأبنائهم وضمنها مصاريف التنقل والإيواء، ومن شأن "إبعاد" تلاميذهم عن الثانوية الإعدادية الوحيدة بالمنطقة، أن يُفوِّت على فلذات أكبادهم فُرَص مواصلة مسيرتهم الدراسية. واستنكر الآباء في إفاداتهم المتطابقة ل"هسبريس"، ما نعتوه ب"مواصلة تهميش المناطق الجبلية عبر حرمانها من الحق التعليم"، مهددين بمقاطعة التسجيل والدراسة بمختلف المؤسسات التعليمية، إلى حين تحقيق المطالب المسطرة من طرف جمعيات الآباء وهيئات المجتمع المدني، مع التلويح بتنظيم مسيرة ووقفة احتجاجية أمام نيابة التعليم باشتوكة وأمام الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بأكادير. مديرية الإستراتيجية والإحصاء والتخطيط بوزارة التربية الوطنية، أوردت في مراسلة إلى الجمعيات المُحتجَّة، تتوفر عليها "هسبريس"، أن الثانوية الإعدادية الطاهر الإفراني لا تتوفر حاليا على الشروط المادية الدنيا اللازمة لإحداث الجذوع المشتركة، مضيفة أن هذه الجذوع تم إحداثها بالثانوية الإعدادية خميس إداوكنيضيف. وقد برّرت المديرية المعنية قرارها ب"مراعاة مبدإ التوفيق بين العرض والطلب في مجال التربية والتعليم، والعمل على الاستغلال الأمثل للموارد المتوفرة"، مشيرة إلى أن ثانوية إداوكنيضيف تتوفر على فائض من الحجرات الدراسية، وعلى طاقة استيعابية بالقسم الداخلي "يضمنان استقبال تلاميذ الجماعات القروية المُجَاوِرَة المُلتَحِقِين بالجذوع المشتركة في ظروف ملائمة".