بحلول شهررمضان، الذي تزامن مع عودة المهاجرين، شنت السلطات المحلية في مدينة خريبكة حملة على الباعة المتجولين.. بتجنيد 6 مقاطعات، تتناوب بشكل يومي، معززة بقوات الأمن، والقوات المساعدة، وموظفين تابعين للمجلس البلدي، لاستئصال هذه الظاهرة، التي أصبحت تؤرق المسؤولين، سيما أن الباعة يحتلون أهم فضاءات المدينة. وخلال الحملة، أصيب قائد من طرف أحد الباعة، قدم للمحاكمة. وتتفاقم هذه الظاهرة خلال الصيف، وعودة المهاجرين، فتكثر الحركة وتنشط الأسواق، فيلجأ الباعة (الفراشة) إلى عرض سلعهم في أهم شوارع المدينة، متبوعين بأصحاب العربات المجرورة أو المدفوعة، فتتعطل حركة المرور، والراجلون يجدون صعوبة في التنقل لقضاء مآربهم. وكان المكتب الإقليمي للنقابة الوطنية للتجار والمهنيين بخريبكة طالب المسؤولين بالتدخل لفك “الحصار المفروض على جل المحلات التجارية”. في المقابل، يرى رضوان (40 عاما)، مجاز عاطل، أن ” هذه الحملة حرب غير مشروعة ضد التجارة الحرة”. واحتج عشرات الباعة المتجولين، مطالبين بحقهم في عيش كريم، معتبرين ألا خيار لهم إلا مزاولة بعض المهن والحرف غير المنظمة، وبعضهم حاصل على شهادات جامعية. وعين المسؤولون بالمدينة مجموعة من الأماكن للباعة المتجولين، حسب الأحياء، بهدف تنظيم أنفسهم بشكل جيد دون عرقلة المرور، بالإضافة إلى الحفاظ على جمالية المدينة، ولتفادي مشكل النفايات والأوساخ والقاذورات، التي تخلفها عربات الباعة. وعرف إقليمخريبكة تنامي الهجرة من البوادي نحو الحواضر بسبب التقلبات المناخية من جهة، وانعدام الشغل من جهة أخرى، بالإضافة إلى استخراج الفوسفاط من هذه المناطق، ما اضطر الفلاحين إلى بيع أراضيهم والتوجه إلى الحواضر، بحثا عن موارد جديدة للعيش. وبعد أن توافد سكان المناطق على المدينة، تناسلت أحياء هامشية، وكثرت حرف غير منظمة، وارتفع عدد البائعين المتجولين إلى أزيد من 4 آلاف، حسب إحصائيات شبه رسمية.