أسدل الستار يوم السبت الماضي على فعاليات الطبعة الثالثة من المهرجان الوطني التلاميذي للفنون والثقافة الشعبية بمدينة أكادير .نسخة هذه السنة التي تميزت كسابقاتها بمشاركة العديد من الفرق الفلكلورية من مختلف أرجاء المملكة بإبداعات طفولية ،أقل ما يمكن وصفها بأنها رائعة ومتميزة. منظموا هذه التظاهرة، والمشكلون أساسا من أعضاء جمعية تنمية التعاون المدرسي بمختلف الفروع وأطر وموظفي المؤسسات التعليمية المشاركة، اختاروا لحفل تتويجهم السنوي هذا ،التنوع سواء من حيث العروض الفنية المقدمة أومن حيث الفئات السنية المقدمة لها (من سنتين إلى15 سنة)حسب طبيعة الأطباق ومستوى عقدة الأداء. هذا ،وقد استطاع المشرفون على تحضير فقرات هذا العرس التربوي البهيج أن يمنحوا للحاضرين ألمع الألوان الفنية والإيقاعات من مختلف مناطق المغرب :لوحة أحواش الورزازية ،ركبة زاكورة،والحضرة الشاونية والدقة الرودانية بالإضافة إلى اللوحات الإيقاعية لفرقتي إسمكان بكل من شتوكة أيت باها ونيابة إنزكان أيت ملول ،في حين قدم أطفال نيابة بني ملال مقاطع تراثية لعبيدات الرمى ونظرائهم من تنغير قدموا لوحة تيزوا.الكدرة الصحراوية حضرت كذالك بقوة وقدمها بشكل متميز أطفال نيابة التعليم ببجدور الذين نالوا العلامة الكاملة بفضل تمرسهم الكبير في الأداء رغم صغر سنهم ،شأنهم في ذالك شأن ممثلي النيابة المستضيفة الذين قدموا لوحة سيدي احماد أوموسى التي تعتمد أساسا على حركات رياضية دقيقة أكثر منها موسيقية . وقدمت هذه الفرق المشكلة غالبيتها من أطفال التعليمين الابتدائي والاعدادي منتوجا فنيا وتربويا راقيا بكل المقاييس استحسنه كل الحاضرين وصفقوا له بحرارة كبيرة ،بل أجبروا بشكل تلقائي ،في أحايين كثيرة للوقوف تحية واحتراما لمستويات بعض العروض الفنية المقدمة خلال هذا الحفل. وما أضفى نكهة خاصة لهذا الإبداع الطفولي، هو التمازج الأنيق بين الفقرات المدرجة والتدرج في الرفع من الإيقاع بالرفع من المستويات السنية للأطفال ،الشيء الذي ساهم في نسج لوحات رائعة أبهرت الجميع ببراءة طفولية استلبت الحضور برونق الزي التقليدي تارة وجمالية الزي العصري تارة أخرى،واستمتع المتتبعون وهواة الفن الثراثي الموسيقي الشعبي لأزيد من أربعة أيام بلوحات فنية تربوية اختفت فيها الانتماءات وانصهرت فيها الأحاسيس،وانشرحت فيها الصدور، واستحسنوها وتجاوبوا معها بشكل ملفت وصفقوا لها بحرارة لما تحمله من إبداعات و دلالات وقيم. وشهدت دورة هذه السنة التي احتضنت فعالياتها، ثانوية الإدريسي التقنية التي وفرت إدارتها كل الظروف الملائمة لإنجاح تظاهرة من هذا الحجم، ومسرح الهواء الطلق ولاكورنيش المدينة،تكريم الأستاذ عبد الله بن شيكر الذي أسدى خدمات جليلة لعالم الطفولة بمنطقة سوس بشكل خاص والمغرب بشكل عام، خاصة في الفن المسرحي حيث كان وراء تكوين أجيال في هذا النوع الفني، بصموا على مستويات متقدمة في المشهد المسرحي الوطني وشرفوا منطقة سوس أحسن تشريف،كما تم تكريم الأستاذين عبدالله بنعزيزو ولطيفة اليعقوبي في التفاتة قيمة من المنظمين اعترافا منهم بما قدمه هذين الإطارين التربويين من تضحيات جسام لفائدة الطفولة بالمنطقة. للإشارة فنسخة هذه السنة من هذا الملتقى الوطني التلاميذي والذي نظمه فرع جمعية تنمية التعاون المدرسي التابع لنيابة أكادير إداوتنان وأشرفت عليه الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة سوس ماسة درعة ،وعلى غرار النسخة الأولى فقد تمت برمجة كرنفال"تودا" الذي جاب بعض أهم شوارع المدينة حيث خلق دينامية استثنائية ذات بعد سياحي شارك فيه المغاربة والأجانب الذين أبهروا باللوحات المقدمة من طرف هؤلاء الأطفال الحاملين لمشعل احياء والمحافظة على تراث بلادهم المتنوع والزاخر . حضرت إذن الفرجة وحضر معها الإبداع الطفولي وحضر النقاد وكل المتتبعين للشأن الثقافي والفني لكل فقرات هذا الملتقى الأول من نوعه وطنيا وحضر الإعلام بكل أنواعه إلا الإعلام المرئي الذي عودنا على التسابق نحو تغطية معاناة طفل تم اغتصابه أوتم التحرش به أو تعرض لعنف من طرف مدرسه أو ..،وغاب عن مشاركة أطفال المغرب فرحتهم ونشوتهم ،رغم قيام المنظمين بكل الإجراءات الإدارية المطلوبة ورغم إلحاحهم واتصالاتهم المتكررة بمدراء الشركات السمعي البصري بالمدينة إلا أن محاولاتهم باءت كلها بالفشل ربما لكونهم لم يختاروا المسلك الصحيح للاتصال من أجل كسب ود المسؤولين على الصورة التلفزية بالمدينة.