مشاركة 12 فريقا يمثلون 12 إقليما أسدل الستار نهاية الأسبوع الماضي على فعاليات الدورة الثانية للمهرجان الوطني المدرسي للثقافة الشعبية المنظم من طرف نيابة وزارة التربية الوطنية بأكادير إداوتنان، بتشارك مع جمعية المخيمات الصيفية المدرسية وفرع جمعية تنمية التعاون المدرسي بأكادير، والذي عرف مشاركة 12 فريقا يمثلون 12 إقليما عبر تراب ربوع المملكة. المهرجان الذي احتضن فقراته مسرح الهواء الطلق والثانوية التأهيلية الإدريسي التقنية خلال الفترة الممتدة ما بين 09 و14 من الشهر الجاري، كان مناسبة لتقديم مختلف اللوحات التراثية الأكثر شهرة في كل منطقة من مناطق المملكة بشكل مباشر من رقص وعزف وأداء دون الاستعانة في أحايين كثيرة بتقنية «البلاي باك» وهو ما أعطى نكهة خاصة لهذه التظاهرة التراثية التربوية التي أسهمت في تنشيط الحياة المدرسية وإبراز مدى التنوع الثقافي والفني الذي تزخر به بلادنا. النسخة الثانية من هذا الملتقى التلاميذي والتي حضر إحدى أمسياتها التي احتضنها مسرح الهواء الطلق بأكادير ،إلى جانب الكاتب العام لوزارة التربية الوطنية ،مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة سوس ماسة درعة ومجموعة من نواب الوزارة بالجهة وعدد كبير من المهتمين بالشأن الثقافي والفني بالمنطقة وممثلي مجموعة من المنابر الإعلامية المحلية والوطنية، تم من خلالها تقديم رقصة الكدرة من بوجدور ودقة الحمادة للحوز والدقة المراكشية، ورقصة الركادة المعروفة بالخصوص في وجدة لنيابة الرحامنة وأحواش لورززات والفن الأصيل للرايس الحاج بلعيد لإنزكان ورقصة الركبة لزاكورة، بالإضافة إلى رقصتي ماطا والحصادة للعرائش وأحواش تفراوت لنيابة سيدي إفني وتسكوين لتارودانت وأخيرا، فن كناوة (إسمكان) للنيابة المنظمة. هذه اللوحات الفنية التراثية التي تم تقديمها للجماهير الغفيرة التي غصت بها جنبات مسرح الهواء الطلق وكذا فضاء ثانوية الإدريسي وساحة الأمل، سواء خلال التقديم المباشر على الخشبة أومن خلال فن «الحلقة» الذي تم خلالها «تحويل» ساحة الأمل بأكادير إلى ساحة جامع الفنا بطقوسها التقديمية التقليدية العفوية، لقيت (اللوحات) استحسان الجميع، مغاربة وأجانب، الدين تجاوبوا مع هذا الإبداع الطفولي والذي ضاهى في عروض كثيرة الأداء الاحترافي. الشيء الذي أضفى نكهة خاصة على هده الدورة التي عرفت نجاحا باهرا من جميع الجوانب، اللوجيستيكية ،التنظيمية والتقديمية وكذا من حيث المنتوج المقدم من العروض التي ناهزت العشرين عرضا قيما ومتنوعا، استمتع بها المتعطشون للفن الشعبي الأصيل لمدة خمسة أيام، اختفت فيها الانتماءات وانصهرت فيها الأحاسيس، وانشرحت فيها الصدور. وبالموازاة مع هذه التظاهرة الثقافية الحاملة لشعار «ثقافتنا الشعبية، تأصيل وإبداع» التي عرفت مشاركة نيابات تمثل المناطق الأربع للملكة: شمال، جنوب، غرب ووسط، أقيمت معارض وندوات وموائد مستديرة وورشات هدفها ترسيخ وتأصيل التراث الشعبي المحلي والوطني وتحفيز الناشئين على الاهتمام بالموروث الثقافي وتقوية الاحساس الانتمائي لديهم في بعديه الحضاري والإنساني. اليوم الختامي لهذه التظاهرة الفنية المدرسية، شهد تكريم الأساتذة: شكري الناجي، النائب السابق لنيابة أكاد ير إداوتنان وسعودي العمالكي المحال على التقاعد وعبد العزيز بوحنش النائب لإقليمي الحالي لنيابة بوجدور، والرئيس السابق لمصلحة التخطيط والبناءات والتجهيز بأكادير، اعترافا لهم بالخدمات الجليلة التي أسدوها للمنظومة التربوية بالمنطقة، وبحضور أحمد حفيظ، الكاتب العام لجمعية المخيمات المدرسية بالمغرب، الذي ورغم تقاعده منذ سنوات، فهو لازال يتطوع بتتبع أشغال الجمعية على الصعيد الوطني ويشارك في كل التظاهرات التي تنظمها الجمعية إقليميا ووطنيا. المنظمون لهذا المهرجان -الذي بدأ صغيرا وأخذ يكبر سنة بعد أخرى، بعد أن كان يأخذ البعد المحلي، انتقل إلى الجهوي ثم الوطني- يتوقون إلى الارتقاء به إلى المستوى المغاربي خلال السنوات المقبلة، إذا تطابقت الرؤى وتضافرت الجهود.