شنت السلطة المحلية ب " سيدي بيبي " التابعة لإقليم اشتوكة أيت باها حملة واسعة في مواجهة زحف " المغارات " Les grottes على طول شاطئ " تيفنيت " الممتد على جزء هام من الشريط الساحلي للإقليم . تدخل السلطات استهدف أزيد من 50 مغارة صخرية يعمد أصحابها إلى استغلالها في فصل الصيف للإقامة داخلها ليلا في غمرة قضاء فترات الاستجمام بالشاطئ ، بيد أن آخرين يعمدون إلى استئجارها للعائلات التي تقضي فترة تخييم مقابل مبالغ مالية متفاوتة بحسب المساحة والموقع . مغارات تنتصب على مساحة واسعة من جبل الشاطئ ، شامخة في الفضاءات الرملية التي حفرت وسطها ، في ظل مناخ تسمه الرطوبة في معظم شهور السنة . هي أشبه ب " كهوف " مرعبة يتربص الموت داخلها ويهدد ساكنيها كل لحظة ، فالجميع لن يمحو في ذاكرته الفاجعة التي كان هذا الشاطئ الساحلي مسرحا لها ، يومها انهارت الصخور على رؤوس أسرة مكونة من ستة أفراد ، قضى منها أربعة نحبهم ، كانوا يكترون مغارة حفرت داخل جبل الشاطئ وتسبب انهيار الأتربة والأحجار في ذلك الحادث المفجع . وفي فضاء مقفر بين الجبل والبحر بشاطئ " الدويرة " التابع لجماعة إنشادن ، أسلم شخصين روحهما إلى الخالق في اليوم الثالث من رمضان الماضي ، لقيا مصرعهما إثر انهيار صخري جبلي هوى على رأسيهما حينما دنت عقارب الساعة من الثالثة والنصف صباح ذلك اليوم ، ظلا يباشرا أعمال حفر داخل المغارة لتحل بهما الكارثة ، ومكن الجزء الذي صمد بالمغارة زميلا لهما من أن تكتب له حياة جديدة . كان الهدف من المغارة هو الاستجمام على مشارف أمواج البحر ، لكنها تتحول في لحظة مفاجأة إلى ركام من الصخور تنطبق على الأشخاص لمح البصر ، من كل جانب .وتشكل الإمكانيات التي يوفرها موقع " تيفنيت " من خلال مجموعة من الخصوصيات الجغرافية التي تجعله قابلا لتقديم منتوج السياحة الايكولوجية بامتياز، بالإضافة إلى قربه من مدينة أكادير على بعد 30 كلم و25 كلم من مطار المسيرة وتوفره على شاطئ يبلغ 3,2 كلم ، شروط استقطاب لافتة لأعداد المرتادين والمصطافين اللذين يستغلون " كهوف " جبل الشاطئ للإيواء بعد أن يرخي الليل سدوله على الفضاء . ولن يترك هذا الوضع الشاذ الذي باتت ترسمه العديد من تلك " الكهوف " ، خيارا للسلطة المحلية التي تتدخل لتصحيح هذا الواقع وهي المبادرة التي يأمل المراقبون أن تظل بمثابة تدخل لحماية المصطافين ، وحفاظا على حقهم في الاستمتاع بواجهة بحرية أريد لها أن تكون" جذابة " وقاطرة لجر مشاريع استثمارية ، تبقى المنطقة في حاجة ملحة إليها .