الانهيار يهدد مغارة هرقل في منطقة أشقار، هذا هو العنوان البارز للوضعية التي باتت تعيشها أشهر معلمة سياحية وتاريخية في مدينة طنجة. حيث أضحت مغارة هرقل الواقعة على بعد 14 كيلومتر غرب مدينة طنجة بعدما ظهرت عدة تشققات تزداد اتساعا شيئا فشيئا في أماكن متفرقة من هذه المغارة التي يعود تاريخها على أزيد من 5000 سنة. وأفادت جهات مطلعة، أن الوضعية بمغارة هرقل قد زادت سوء في الآونة الأخيرة بفعل عوامل التعرية المختلفة ومنها التساقطات التي عرفتها مدينة البوغاز بداية الشهر الماضي، حيث أخذت التشققات والتصدعات بأمكان متعددة بداخل المغارة في التكاثر والاتساع بفعل هذه العوامل إلى جانب أشغال إقامة عدد من المشاريع السياحية في محيط أشهر معلمة سياحية بمدينة طنجة.
من جهة أخرى، أكد مجموعة من التجار بالمكان أن أصوات انهيارت كتل الأتربة والصخور تصل إلى مسامعهم بين الفينة والأخرى من داخل أماكن بعيدة داخل المغارة يمنع على الزوار الوصول إليها، مما يعني أن مغارة هرقل تعيش أيامها الأخيرة خصوصا أمام غياب أي مخطط استعجالي لتدارك الأمر من طرف الجهات المسؤولة، وعلى رأسها المجلس الجماعي الذي كان قد أعلن خلال فترة العمدة السابق "دحمان الدرهم" عن مخطط لترميم المغارة وصاينتها، وهو المخطط الذي لم يرى النور بعد ذلك لأسباب تظل مجهولة.
من جانبها، دقت رابطة الدفاع عن حقوق المستهلك بجهة طنجةتطوان، ناقوس الخطر فيما يتعلق بالوضع الذي وصفته ب "الكارثي" بعدما قام مجموعة ممن يوصفون ب "لوبيات العقار" بمدينة طنجة، بالسيطرة على أجزاء مهمة من محيط مغارة هرقل من اجل بناء مشاريع سياحية في مكانها، في خطوة تهدف حسب نفس المصدر إلى إقب ار أشهر معلمة سياحية لمدينة البوغاز، واستغرب المصدر صمت السلطات المحلية عن ما وصفه ب المؤامرة" في حق هذه المعلمة التي تحكي تاريخا طويلا لهذه المنطقة.
هذا، وتعتبر تعتبر مغارة هرقل، أكبر مغارات إفريقيا، حيث توجد فيها سراديب تمتد إلى مسافة 30 كيلو متراً في باطن الأرض، وتستقطب المغارة السياح وهواة الاستغوار منذ اكتشافها عام 1906، والمغارة التي نحتتها الطبيعة في بطن مرتفع صخري تشرف على المحيط الأطلسي غير بعيد عن بوغاز جبل طارق، حيث تلتقي مياه البحر الأبيض المتوسط بمياه المحيط الأطلسي، وتنتمي إلى مجموعة مغارات منطقة أشقار التي يعود تاريخ استيطانها إلى خمسة آلاف عام قبل الميلاد، ومن خلال شرفة المقهى العلوي يمكن للسائح مشاهدة خليج طنجة ومضيق جبل طارق وسواحل الأندلس بالعين المجردة حين يكون الجو صحوا.