أسدل الستار ، قبل 3 أيام ،عن الدورة ال13 للمهرجان الوطني للفيلم بطنجة ، و التي خلفت ردود فعل قوية ، بين رافض و مؤيد لنتائج لجنة التحكيم ، والتي أثارت الكثير من الجدل ، بين السينمائيين أنفسهم ونقاد السينما ، فضلا عن الجمهور العادي الذي تابع فعاليات الدورة الأخيرة ، والتي لم تكن في مستوى تطلعات رجال الفن و السينما بالمغرب . فالأفلام التي عرضت بقاعة سينما " روكسي " ، و التي أرتفع عددها هذه السنة ، لم ترق إلى المستوى المطلوب تقنيا أو فنيا ، فهي ما والت تراوح مكانها ، من حيث ضعف السيناريو و سذاجة القصة و تكرار تيمة المواضيع المعالجة فنيا ، بحيث أن مازالت الأفلام المغربية ، أسيرة الجسد و لم تغادره إلى الشارع المغربي ، الذي أصبح نابضا و مليئا بالقضايا و الإشكاليات الاجتماعية ، التي لم تعرف طريقها إلى القاعات السينمائية . وهذا ، طبعا يأتي كنتيجة طبيعية ، لمخاصمة السينما للرواية و ابتعادها عن الأدب و تفكك السرد الحكائي لأغلب الأفلام ، التي تعتمد على سيناريوهات ضعيفة و غير قوية ، الشيء الذي يدفع بمخرجيها ، إلى التواري خلف العري و اللقطات الساخنة ، للاختفاء وراء سذاجة القصة و رداءة الفيلم من حيث مكوناته الفنية . ولعل من أبرز أسباب وجود ، أفلام ال"كيلنيكس" ، في بلادنا ، هو وجود أفلام ، لا يفكر أصحابها إلا في الدعم ، عوض البحث عن مواضيع سينمائية ، تهم الناس و تبقى خالدة لغير قليل من الوقت . فأفلام " الآوت " ، التي تعيش خارج سياقها و تاريخها ، تنسى بمجرد مشاهدتها ، في الوقت الذي تنجح فيه الأفلام الراقية و التي تتوفر فيها ، المواصفات الأدبية و الفنية و التقنية ، في الحصول على جوائز داخل و خارج الوطن و في أرقى المهرجانات العالمية ، ذات المصداقية الفنية ، عوض أن تمكث لأيام ، في قاعات لا تتوفر فيها أدنى شروط الفرجة ، ولا يشاهدها أحد و تمر كأنها لم تعرض و هذا حال العديد من الأفلام المغربية ، التي حصلت على الدعم مع استثناءات طبعا . أما أن يتهرب المخرجون من مواجهة الجمهور و نقاد السينما أو يفتعل بعضهم الشجار من أجل إثارة الانتباه ، عوضا عن تقديم أفلام في المستوى ، أفلام لا تموت ك " كليفتي " للمخرج المصري محمد خان أو فيلم " عرق البلح " للمخرج رضوان الكاشف بدلا من أفلام لا يقف عندها الجمهور طويلا ، للتصفيق لمخرجيها و لطاقمها التقني و لممثليها و لكاتب السيناريو . كم من الأفلام المغربية ، التي عرفت طريقها إلى القاعات السينمائية التجارية ، وظلت لأسابيع و عرفت تزاحما منقطع النظير لشهور و أفردت لها البرامج الفنية و الصحافة الوطنية الورقية منها و الالكترونية ، حيزا للحديث عنها وبشأنها ؟ا بل كم من الأفلام المغربية خلقت الحدث في المحافل الوطنية و العربية و الدولية ؟ا صحيح ، أن الأفلام المغربية ، ليست كلها في سلة واحدة و أن هناك استثناءات و فلتات فنية بين الفينة و الأخرى ، لكن بالنظر إلى الكم الهائل من الأفلام التافهة ، التي يوزع عليها الدعم و تصرف بشأنها الأموال الطائلة ، فإنه لا قياس مع وجود الفارق . لأن رهان الأمس ، على الجنس و العري ، ليس هو رهان اليوم وغدا ،لأنه أصبح رهانا خاسرا ، ليس لأن حرية التعبير ستعرف قيودا كما يدعي البعض ، في عهد الحكومة الملتحية بل لأن الشارع المغربي ، أصبح يبحث عن التجديد و التغيير في كل شيء و ما على المشتغلين في المجال الفني ، إما الرحيل أو التألق جماليا و فنيا و إبداعيا ، لأن زمن " البريكولاج " قد ولى ، لصالح البقاء للأجود . لأن أفلام ال"كيلنيكس" مصيرها ، بكل تأكيد ، هو النسيان و سلة المهملات . الحل هو الإبداع أولا و أخيرا .