اقتحم مواطنون عمارات سكنية تابعة لمؤسسة العمران في مراحلها النهائية، بمنطقة بلوك B بحي أنزا في وقت متأخر من الليلة الماضية. وقال مصدر عليم من عين المكان أن اغلب المقتحمين هم من سكان دور الصفيح بحي أنزا، مضيفا بان عميلة الاقتحام تمت بسبب ما وصفوه بالظروف المعيشية الصعبة الناجمة عن غلاء مبالغ السومة الكرائية والظروف الاقتصادية القاهرة، والتي تسبب فيها بالخصوص عدم تمكينهم من بقعهم و شققهم بعد سنتين من الانتظار. السيناريو نفسه تكرر بحي الحسنية/أنزا هذه المرة، حين عمد أزيد من 40 موظفا جماعيا تابعا للجماعة الحضرية لأكادير باقتحام عمارة سكنية مخصصة أصلا لموظفي الجماعة انتهت الأشغال بها منذ عهد المجلس البلدي السابق دون أن يقطنها أحد، المقتحمون لا من هذا الطرف ولا ذاك اتخذوا الشقق التي تم احتلالها مساكن لهم في انتظار ما ستؤول إليه الأوضاع المفتوحة على كل الاحتمالات، وإن كان الاحتمال الأسوأ هو المرجح، و لعل ما يؤكد ذلك استعداد مجموعات أخرى من المواطنين لاقتحام عمارات تابعة لمعمل الاسمنت مخصصة لموظفي ومستخدمي المعمل، وفي الآن نفسه، تجمهرت مجموعات أخرى بمنطقة تدارت وهي على أهبة الاستعداد لاحتلال الشقق المبنية حديثا والمتواجدة بالمنطقة، وان قامت السلطات المحلية التي نزلت بكل أجهزتها إلى عين المكان بوضع حواجز أمنية بجانبها، لكن هيجان وغضب السكان قد يعصف بتلك الحواجز. وهو ما سيؤدي لا قدر الله و في كل الحالات إما الى التسيب واحتلال الشقق خصوصا مع انصراف عدد من المسؤولين عن المنطقة، تاركين الأمر لحارس العمارات الذي لا حول له ولا قوة أمام هجوم الأمواج البشرية العاتية، و إما إلى تدخل امني عنيف قد تنجم عنه ضحايا خصوصا وأن من السكان من صرح بأنه مستعد للموت من اجل امتلاك سكن لائق. هذا، وبلغ إلى علمنا قبيل قليل فقط بان العمارات التي كان مقررا أن يدشنها صاحب الجلالة بمنطقة تدارت التابعة لأنزا تم احتلالها بالكامل من طرف المواطنين حوالي الساعة الواحدة والنصف زوالا. يقع في الوقت الذي تشهد فيه عدد من فضاءات مدينة الانبعاث احتلالا موازيا للباعة المتجولين لعدد من الساحات العمومية دون أن تحرك السلطات الوصية ساكنا، والتساؤل المطروح والمؤرق في الآن نفسه، يبقى هو : من بإمكانه وضع حدا لهذا التسيب الغير المسبوق ما دامت الجهات المسؤولة اتخذت موقف المتفرج؟