في الوقت الذي ما يزال فيه النقاش القديم/الجديد حول التعامل مع “الآخر” الذي أحيته جريمة قتْل سائحتيْن إسكندنافيتين في جبل إمليل محتدما، فجّر إعلان مخبزة في مدينة أيت ملول، الواقعة على بُعد حوالي عشرة كيلومترات من مدينة أكادير، أنها لن تحضّر حلويات رأس السنة جدلا واسعا. وانبرى عدد من النشطاء المغاربة على مواقع التواصل الاجتماعي لانتقاد قرار صاحب المخبزة، ونشروا صورة الإعلان المعلق على واجهتها الموجه إلى الزبناء، ومضمونه “المعذرة. لا توجد حلويات لرأس السنة. وشكرا”. صاحب المخبزة الشهيرة بمدينة أيت ملول بادر إلى نشر إعلان آخر على صفحة المخبزة ب”فيسبوك” ورَدت فيه بعبارة مقتضبة تقول: “لا نحتفل بأعياد الميلاد النصرانية”، تمّت مشاركته على نطاق واسع؛ إذ بلغ عدد المشاركات إلى حدود كتابة هذه السطور 1048 مشاركة. وانبرى عدد من المعلقين للردّ على قرار صاحب المخبزة؛ إذ عبّر رشيد عن اندهاشه واستغرابه، قائلا: “إلى هدشي صحيح غا نتكلو عالله ونرجعو الموحدين”، وأعقب بالأمازيغية: “للأسف تمازيرت تفتا” (الدولة ذهبتْ في مهبّ الريح). وكتب متابع آخر قائلا: “أنْ تمتنع عن تقديم خدمة من الخدمات فذاك شأنك، ولكن أن تبرّر ذلك بأسباب دينية أو عِرقية فهنا يكمن الخلل”، فيما تناوَل آخرون الموضوع بسخرية، وطالبوا أصحاب المخبزة بالاكتفاء “ببيع بغرير والحرشة والمسمّن”، على اعتبار أنَّ الحلويات العصرية وكذا الآلات التي تُصنع بها والأفران التي تطهى فيها أبدعها الغرب. وفي مقابل الانتقادات الواسعة التي جُوبه بها إعلان الإعراض عن تحضير “حلوى رأس السنة” من طرف عدد من رواد الشبكات الاجتماعية في المغرب، اعتبر الكثيرون القرارَ حرية شخصية، وأنّ من حقّ أصحاب المخبزة أن يمتنعوا عن تلبية طلبيات الحلوى الخاصة بالاحتفال برأس السنة الميلادية التي يكثر عليها الإقبال ليلة 31 دجنبر. وفيما لمْ يتسنَّ نيْل رأيه لعدم ردّه على الهاتف، توعَّد صاحب المخبزة المعلقين الذين وصفوه ب”الداعشي” بمتابعتهم أمام القضاء، وكتب في صفحته على “فيسبوك”: “نظرا للهجمة الشرسة عليّ بعد إعلاني عن عدم توفر الحلوى في نهاية السنة، ونظرا للاتهامات الخطيرة بوصفي داعشي، والمساس بكرامتي وإهانتي من طرف بعض الأشخاص واتهامهم لي بأنني داعشي وهذه تهمة خطيرة تمس بأمن الدولة، قررت متابعتهم قضائيا لرد اعتباري وأخذ حقي منهم”. وكتب في تدوينة أخرى أنّ “هناك فرقا بين التعامل مع اليهود وبين الاحتفال معهم في أعيادهم”، وأضاف: “التجارة مع اليهود تجوز وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يتعامل ويبيع ويشتري مع اليهود والنصارى وغيرهم… ولكن كان لا يحتفل بأعيادهم ولا يساعدهم على ذلك لأن ذلك من التعاون على الإثم والعدوان”.