نشرت عدد من المخابز في أكادير على أبوابها وواجهاتها إعلانا تخبر من خلاله زبنائها أن حلويات رأس السنة الميلادية غير متوفرة، في مشهد أثار العديد من التساؤلات والتأويلات حول الهدف من نشر الإعلان قبيل رأس السنة الميلادية بأسبوع، ورفض إعداد الحلويات لهذا الغرض باعتبارها محلات تجارية للعموم. وتفاعل رواد مواقع التواصل الإجتماعي مع هذه الخطوة التي قامت بها بعض المخابز في سوس، بين من اعتبرها سابقة وغير مقبولة بما أن مهمة المخابز هي إعداد الحلويات وتلبية حاجيات الزبناء بغض النظر عن المناسبة، وبين من اعتبرها حرية شخصية لصاحب المحل يجب احترامها في ظل وجود مخابز أخرى بالمئات. من جهة أخرى، تفاعل الحسين أنير بويعقوبي، أستاذ باحث بجامعة ابن زهر وفاعل جمعوي و حقوقي، مع الواقعة عبر حسابه الشخصي عبر الفايسبوك قائلا “الحلوى تبقى حلوى وللزبون حق استعمالها سواء للاحتفال برأس السنة أو عيد ميلاده أو عيد ميلاد أحد أبنائه أو أقربائه أو ليحتفل بنجاحه أو حصوله على وظيفة أو جائزة….وحسب علمي ليست هناك حلوى لكل مناسبة اللهم ما يكتب عليها من عبارات تحيل على المناسبة التي أعدت من أجلها. وأضاف نفس الأستاذ المدون : “قد يفهم من هذا الاعلان أن صاحب المخبزة يعارض الاحتفال برأس السنة الميلادية لأسباب تعود لتبنيه لتفسير معين للدين الاسلامي، لكن ما ذنب الذين سيأكلون هذه الحلوى لسبب آخر . والمفروض فيه أنه عود زبناءه على اقتناء الحلوى من محله. وهل سيخبرهم أيضا بأنه لا يعد حلوى عيد الميلاد لأنه يعتبر الاحتفال بعيد الميلاد الشخصي بدعة وقد يحرم من يريد أن يحتفل برأس السنة الهجرية أو ذكرى ميلاد الرسول بأكل الحلوى مع عائلته وتحقيق جو من البهجة والسرور. وقد يصل به الأمر في النهاية الى تحريم الحلوى عموما لأنها ابداع اليهود والنصارى رغم كونهم من أهل الكتاب أو لأنها منتوج الكفار. وختم الأستاذ الباحث تدوينته بعبارة “قد تبدو هذه السلوكات عادية للبعض ويدخلها في باب الحرية الشخصية، لكن أعتقد أنها تخفي أشياء أخرى أعمق يجب الانتباه لها قبل فوات الأوان، وهو ما يدل عليه الاصرار على وضع الاعلان بدل الاكتفاء بعدم اعداد أعي حلوى طيلة الأسبوع الذي يسبق ليلة الاحتفال برأس السنة الميلادية”.