قتل 50 شخصا على الأقل في تفجير انتحاري استهدف لقاء لكبار علماء الدين في كابول اليوم الثلاثاء، وفق مسؤولين، في أحد أفدح الهجمات التي تستهدف العاصمة الأفغانية منذ أشهر. ويأتي الهجوم عقب موجة من العنف في أنحاء أفغانستان في الأسابيع الأخيرة أدت إلى مقتل المئات مع تصعيد المتمردين هجماتهم وسط جهود دبلوماسية لإنهاء النزاع المستمر منذ 17 عاما. وأصيب 72 شخصا آخرون بجروح وفق المتحدث باسم وزارة الصحة وحيد مجروح، في التفجير الذي استهدف لقاء رجال دين بينهم أعضاء من مجلس العلماء بمناسبة عيد المولد النبوي في قاعة أفراح. وأشار المتحدث الى أن 24 من المصابين في حالة حرجة. واسترجع المحاضر في الدراسات الدينية محمد حنيف أن آيات من القرآن كانت تتلى حين وقع انفجار يصم الآذان تبعه "فوضى" داخل القاعة. وقال حنيف خارج مرفق طبي تديره منظمة "الطوارئ" غير الحكومية الإيطالية لوكالة فرانس برس إن "أكثر من 60 أو 70 شخصا استشهدوا". وتابع "لقد أصيبوا بحروق، كل من في القاعة كانوا يستغيثون". وتظهر صورة متداولة على تطبيق واتس اب يزعم أنها لموقع الاعتداء جثثا تغطيها الدماء وقد تمزقت ملابس الكثير من أصحابها بفعل الانفجار، وكراسي منقلبة وزجاجا تناثر على أرضية القاعة. وذكر بصير مجاهد المتحدث باسم شرطة كابول أن "انتحاريا فج ر نفسه داخل قاعة خلال احتفال لعلماء دين"، مؤكدا عدد القتلى والجرحى. وذكر المتحدث باسم وزارة الداخلية نجيب دانيش أن عدد القتلى والجرحى "يزيد عن 50 شخصا". وذكرت منظمة "الطوارئ" غير الحكومية الإيطالية أن 12 جريحا نقلوا لمرافقها كلهم "في حالة حرجة". وصرح مدير قصر اورانوس للأفراح حيث أقيم لقاء العلماء لوكالة فرانس برس أن انتحاريا فج ر نفسه وسط التجمع. وقال دون الكشف عن هويته "وقع عدد كبير من الضحايا، وقد أحصيت بنفسي 30 ضحية". ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها فورا عن الهجوم، إلا أن تنظيم الدولة الإسلامية أعلن مسؤوليته عن معظم الهجمات الإرهابية التي شهدتها كابول مؤخرا وجعلت العاصمة أكثر المناطق دموية في البلاد بالنسبة للمدنيين. وهذا أكثر الهجمات دموية في العاصمة الافغانية منذ الهجوم المزدوج على ناد للمصارعة في ايلول/سبتمبر أدى الى مقتل 26 شخصا على الأقل. وشهدت الانتخابات البرلمانية التي جرت الشهر الماضي موجة من الهجمات الدامية في أنحاء البلاد ما ادى الى مقتل وجرح المئات. وهي ليست المرة الأولى التي يستهدف فيها علماء دين في البلد المتدين. ويأتي الهجوم فيما تصعد حركة طالبان ضغوطها على قوات الأمن الأفغانية و يكثف المجتمع الدولي جهوده لإقناع الحركة بالدخول في محادثات سلام. والأحد، أعرب المبعوث الأميركي إلى أفغانستان عن أمله بتوص ل الحكومة الأفغانية وحركة طالبان إلى ات فاق سلام خلال خمسة أشهر، رغم تكبيد المتمر دين في الآونة الأخيرة القوات الأفغانية خسائر بشرية هي الأكثر فداحة. وبعد عودته إلى كابول إثر جولة ثانية من لقاءات اقليمية يعتقد أنها شملت ممثلين عن طالبان، أبدى المبعوث الأميركي إلى أفغانستان زلماي خليل زاد، الأفغاني الأصل، "تفاؤلا حذرا " بإمكانية وضع حد للنزاع المستمر منذ 17 عاما قبل الانتخابات الرئاسية المقر رة في 20 أبريل 2019. ويقود خليل زاد، السفير الأميركي السابق، جهودا دبلوماسية لإقناع طالبان بالانخراط في مفاوضات مع الرئيس الأفغاني أشرف غني. وتعكس تصريحاته ما يبدو أن ه إلحاح متزايد لدى البيت الأبيض والدبلوماسيين الأميركيين من أجل التوص ل سريعا إلى ات فاق.