حذر الرئيس الأميركي دونالد ترامب من ابداء أي ضعف إزاء خصوم واشنطن ومن أسماها "الأنظمة المارقة" وعلى رأسها كوريا الشمالية التي قال إنها قد تتمكن "قريبا جدا " من تهديد الأراضي الأميركية بصواريخها البالستية النووية. وقال ترامب خلال خطابه الأول عن حالة الاتحاد "نواجه حول العالم أنظمة مارقة ومجموعات ارهابية وخصوما مثل الصين وروسيا تهدد مصالحنا واقتصادنا وقيمنا". ومن دون التوسع بشأن العلاقات المضطربة مع موسكو بسبب شكوك بحصول تواطؤ بين فريق حملته والكرملين خلال الانتخابات التي حملته الى البيت الأبيض قبل سنة، فضل ترامب التركيز على سبل ضمان قوة الولايات المتحدة. وهكذا طلب من الكونغرس اقرار الميزانية العسكرية المطلوبة "لتحديث واعادة بناء ترسانتنا النووية (….) ومدها بالقوة والقدرة على ردع أي هجوم"، بعد أن وضع التصدي لطموحات كوريا الشمالية النووية على رأس التحديات التي تواجهها إدارته. وبعد تعداد جملة أعدائه، من فنزويلا إلى كوبا مرورا بإيران، دون أن يغفل ذكر أن "أميركا تقف إلى جانب الشعب الإيراني في كفاحه الشجاع من أجل الحرية"، وبعد أن أكد أنه "لا يزال هناك عمل كثير" ضد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا، توقف ترامب طويلا عند الأزمة الكورية الشمالية. وقال ترامب ""ما من نظام قمع شعبه بوحشية مماثلة لوحشية ديكتاتورية كوريا الشمالية"، مشددا على ان "سعي كوريا الشمالية الخطر لحيازة صواريخ نووية يمكن ان يشكل قريبا جدا تهديدا لأراضينا. نحن نخوض حملة ضغط قصوى لتفادي حصول هذا الامر". وأضاف ""يكفي لنا ان نرى الطابع الأثيم للنظام الكوري الشمالي لكي ندرك" طبيعة التهديد. وقال ترامب ان "الضعف هو السبيل الأكيد نحو الحرب"، محذرا من "التهاون والتنازلات"، ومتعهدا عدم تكرار "أخطاء الإدارات السابقة" التي يتهمها باستمرار بغض الطرف وبالسماح لبيونغ يانغ بحث الخطى باتجاه حيازة السلاح الذري.ولم يسهب ترامب في الحديث عن استراتيجيته بعد الحرب الكلامية الخطرة التي خاضعها مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ-أون واستخدامه العصا أحيانا والجزرة في أحيان أخرى، عبر تهديد كوريا الشمالية "بدمار شامل" في حال شن هجوم، ومن ثم الإعلان عن استعداده للحوار. وقالت صحيفة "واشنطن بوست" ان البيت الأبيض لن يعين في نهاية الأمر الاستاذ الجامعي والدبلوماسي فيكتور تشا سفيرا للولايات المتحدة في كوريا الجنوبية، بعد أشهر من التكهنات، والسبب وفق مصادر مقربة من الملف، هو انتقاده استراتيجية ترامب ازاء كوريا الشمالية ولا سيما التفكير في توجيه ضربة وقائية ضدها توخيا لتفادي نزاع أوسع. وكتب فيكتور تشا مستشار مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في مقال نشرته "واشنطن بوست" ان التهديدات الكورية الشمالية "حقيقية وغير مسبوقة، لكن الرد ليس ما يقترحه بعض مسؤولي إدارة ترامب بتوجيه ضربة عسكرية وقائية". وأضاف محذرا من أن "الضربة (حتى وإن كانت ساحقة) لن تسهم سوى في تأخير البرنامج الصاروخي والنووي في كوريا الشمالية". بناء عليه، خلص العديد من المراقبين إلى أن هذا الخيار العسكري مطروح بجدية في واشنطن وحذروا عبر تويتر من مخاطر مثل هذه الاستراتيجية التي يمكن أن تتطور وفقهم إلى حرب نووية. ولدعم وجهة نظره حيال بيونغ يانغ، دعا ترامب إلى الكونغرس أهل أوتو وارمبيير الطالب الأميركي الذي احتجز في بيونغ يانغ وتوفي في يونيو بعد اعادته وهو في حالة غيبوبة سريرية. وخاطب ترامب فرد وسندي وارمبيير قائلا "انتما شاهدان على التهديد الذي يحيق بعالمنا، وقوتكما مصدر إلهام لنا". ومن بين الحاضرين أشار ترامب الى الكوري الجنوبي جي سيونغ-هو الهارب من الشمال ويعيش اليوم "في سيول ويقوم بمساعدة فارين آخرين »... التكتم على تنامي نفوذ طالبان و بينما تخوض الولايات المتحدة أطول حرب في تاريخها في أفغانستان، تفضل وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) التكتم على تنامي رقعة الأراضي التي تسيطر عليها حركة طالبان التي تواجهها منذ أكثر من 16 عاما. وكشفت الهيئة العامة المكلفة متابعة العملية الأميركية في أفغانستان "سيغار" الثلاثاء أن وزارة الدفاع منعتها في إجراء غير مسبوق من نشر عدد الأقاليم التي يسيطر عليها المتمردون ونسبة السكان الأفغان الخاضعين لهم. كانت الحكومة الأميركية تنشر سابقا هذه الأرقام للإشارة إلى المناطق التي سيطرت عليها القوات الأفغانية وتنامي سلطة حكومة كابول المركزية اتي تتلقى مساعدات بمليارات الدولارات. وقالت هيئة "سيغار" أن طلب عدم النشر أربكها علما أن تقاريرها غالبا ما تتضمن انتقادات. وصف جون سوبكو المراقب العام في تقرير "سيغار" الفصلي هذا التطور بأنه "مربك لعدة أسباب أهمها أنها المرة الأولى التي تتلقى الهيئة الأمر بعدم نشر معلومات مصنفة ‘غير سرية' وموجهة إلى المكلفين الأميركيين". وتؤكد وزارة الدفاع أنها لم تطلب عدم النشر وإنما طلبته قوة حلف شمال الأطلسي التي لا تزال منتشرة في أفغانستان ويقودها جنرال أميركي ويضطلع جنود أميركيون بجزء كبير من مهامها. وقال المتحدث باسم البنتاغون مايك اندروز انه "في هذه الحالة تحديدا، فإن مهمة ‘الدعم الحازم' التابعة لحلف شمال الأطلسي هي التي قررت الحجب وفرض قيود على نشر هذه المعلومات على الملأ". وطلب البنتاغون من "سيغار" كذلك، ولأول مرة منذ 2009، الامتناع عن نشر عدد القتلى والجرحى في صفوف قوات الأمن الأفغانية. وعندما يقرر البنتاغون عدم نشر هذه الأرقام، فهذا يعني أن الامور لا تسير نحو الافضل. وكتب جون سوبكو ان عدد الأقاليم التي تسيطر عليها الحكومة أو تقع ضمن نفوذها انخفض منذ أن بدأت "سيغار" بنشر الارقام إلى مستوى غير مسبوق، في حين ارتفع عدد الأقاليم التي باتت تسيطر عليها الحركات المتمردة "وهو أمر ليس من شأنه سوى مفاقمة القلق الذي يثيره حجب الأرقام وعدم طرحها للنقاش العام". وعلى الرغم من إعلان الرئيس دونالد ترامب عن استراتيجية جديدة لا تختلف بتاتا عن استراتيجية سلفه باراك أوباما، يبدو أن حركة طالبان وبصورة متزايدة الفرع الأفغاني في تنظيم الدولة الإسلامية، يمتلكان زمام المبادرة ميدانيا. يضاف إلى ذلك الخسائر الجسيمة التي منيت بها القوات الحكومية من الشرطة أو الجيش والفساد الذي يضعف معنويات العسكريين ويتسبب بالعديد من حالات الفرار. هذا عدا عن تضاعف الاعتداءات خلال الأشهر الماضية لا سيما في كابول التي تبدو مثل قلعة محصنة مع الحواجز الأمنية وجدران الاسمنت للوقاية من التفجيرات وانتشار أعداد كبيرة من قوات الأمن فيها. ورغم كل هذه التعزيزات، نجحت طالبان السبت في تنفيذ اعتداء أوقع أكثر من مئة قتيل في قلب العاصمة بسيارة اسعاف مفخخة، بعد أيام من الهجوم على فندق انتركونتيننتال الذي قتل فيه أربعة اميركيين، والهجوم الذي استهدف منظمة "سيف ذا تشلدرن" في جلال اباد، في شرق البلاد. والاثنين، قتل 11 جنديا على الاقل في اعتداء تبناه تنظيم الدولة الاسلامية على أكاديمية مارشال فهيم العسكرية في كابول. وبعد مجزرة السبت، أعلن الرئيس دونالد ترامب استبعاد اي حوار مع طالبان في هذه المرحلة. وقال ترامب خلال اجتماع في البيت الابيض بحضور سفراء الدول الأعضاء في مجلس الامن الدولي "لا أعتقد اننا مستعدون للتحادث في هذه المرحلة (…) انهم يقتلون الأبرياء في كل مكان، ويفجرون عبوات ناسفة بين الأطفال والأهالي، ويعملون قتلا في جميع أنحاء أفغانستان". وتابع "لا نريد التحاور مع طالبان. قد يحين الوقت المناسب لكنه سيستغرق وقتا طويلا". طالبان تجاوزت "الخط الأحمر" قالت أفغانستان إنه لابد من التغلب على حركة طالبان في ساحة المعركة بعد أن رفض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فكرة إجراء محادثات مع المتشددين في أعقاب هجمات دامية. وردت طالبان على تصريح ترامب بقولها إنها لم ترغب قط في إجراء محادثات مع الولايات المتحدة ولكن عضوا كبيرا في طالبان قال إنه يعتقد أن جهودا ستبذل لبدء مفاوضات. وأدان ترامب في حديث مع صحفيين في البيت الأبيض يوم الاثنين الفظائع التي ارتكبتها طالبان في كابول في الآونة الأخيرة وقال إن الولايات المتحدة ليست مستعدة للحديث معها الآن مضيفا "سننجز ما يتعين علينا إنجازه". وتشير تصريحاته إلى أنه يتوقع انتصارا عسكريا على طالبان وهي نتيجة يقول مسؤولون عسكريون ودبلوماسيون أمريكيون إنها لا يمكن أن تتحقق بالموارد والقوة التي صرح بها ترامب. وقال متحدث باسم الرئيس الأفغاني أشرف عبد الغني إنه رغم أن الحكومة شجعت طالبان على إجراء محادثات إلا أن الهجمات في كابول بما في ذلك تفجير انتحاري يوم السبت قتل أكثر من مئة شخص "خط أحمر". وقال شاه حسين مرتضوي المتحدث باسم الرئيس الأفغاني "تجاوزت طالبان خطا أحمر وأهدرت فرصة إحلال السلام. "علينا أن نبحث عن السلام على أرض المعركة. يجب تهميشهم".ورفض التعليق بشكل مباشر على تصريح ترامب. وقال ذبيح الله مجاهد المتحدث باسم طالبان إن الحركة لم ترغب قط على أي حال في إجراء محادثات سلام مع الولايات المتحدة. وأضاف في بيان "استراتيجيتها (الولايات المتحدة) الرئيسية هي مواصلة الحرب والاحتلال".وقال إن مقاتلي طالبان سيردون بنفس الطريقة إذا أراد الأمريكيون التركيز على الحرب مضيفا "إذا أكدتم على الحرب فإن مجاهدينا لن يستقبلوكم بالورود". * 'الاستهلاك العام' كان ترامب أمر العام الماضي بزيادة عدد القوت الأمريكية والضربات الجوية وغيرها من أشكال المساعدة للقوات الأفغانية. وقالت نيكي هيلي سفيرة الولايات المتحدة لدى الأممالمتحدة الشهر الجاري إن الاستراتيجية تؤتي ثمارها وتدفع المسلحين صوب إجراء محادثات. وكان ذلك قبل هجوم انتحاري بسيارة ملغومة وقع يوم السبت في وسط كابول الواقع تحت حراسة مشددة وأسفر عن سقوط أكثر من مئة قتيل وإصابة 235 آخرين على الأقل. ووقع التفجير بعد هجوم نفذته طالبان مستهدفة فندق إنتركونتنتال في 20 يناير كانون الثاني سقط فيه أكثر من 20 قتيلا بينهم أربعة أمريكيين. وقالت طالبان إن الهجومين رسالة إلى ترامب بأن سياسته العدوانية لا تجدي. وقال عضو آخر في طالبان طالبا عدم نشر اسمه إن الولايات المتحدة تتواصل مع دول لها علاقات مع طالبان في محاولة لإقناع الحركة بالجلوس على طاولة التفاوض. وأضاف "الرئيس ترامب يقول هذا للاستهلاك العام… هو وفريقه يبذلون قصارى جهدهم لجلبنا إلى طاولة التفاوض". وتابع "في الواقع أوضح أحدث هجوم في كابول لترامب ود ماه إمكانات طالبان وقدرتها على تنفيذ هجمات كبيرة في أي مكان". وتشير حركة طالبان، التي تقاتل لطرد القوات الأجنبية وفرض تفسيرها المتشدد للشريعة الإسلامية، إلى الحكومة الأفغانية على أنها "دمى" في يد الولايات المتحدة. وتتهم الولايات المتحدة وأفغانستان باكستان بدعم حركة طالبان وشبكة حقاني وهي فصيل داخل طالبان. وتنفي باكستان الاتهامات بأنها تدعم الحرب في أفغانستان وأدانت الهجمات الأخيرة هناك. اكثر فصائل المتمردين اثارة للرعب وشبكة حقاني التابعة لطالبان، التي تعاونت سابقا مع وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية، باتت تعتبر احدى اخطر الفصائل التي تقاتل قوات حلف شمال الاطلسي بقيادة الولايات المتحدة في افغانستان. يقود شبكة حقاني سراج الدين حقاني، وهو ايضا نائب قائد طالبان. ونفذت شبكته عدة عمليات في قلب كابول وتعتبرها السلطات الافغانية مسؤولة عن العديد من التفجيرات الدامية التي شهدتها البلاد منذ الاجتياح الاميركي. وكان قائد اركان الجيش الاميركي الاسبق مايك مولن اعتبر في سبتمبر 2011 ان شبكة حقاني هي "الذراع العسكرية الحقيقية" لباكستان في افغانستان، موجها اصابع الاتهام الى اجهزة الاستخبارات الباكستانية التي تتمتع بنفوذ قوي. ويقول المحلل في مركز ويلسون في واشنطن مايكل كاغلمان "عندما تسمعون مسؤولين اميركيين يتحدثون، حتى بعيدا عن الاعلام، عن التنظيمات الاكثر اثارة للقلق، فهم يشيرون دائما الى شبكة حقاني". تأسست المجموعة على يد جلال الدين حقاني القيادي الافغاني الذي حارب الغزو السوفياتي لبلاده في ثمانينيات القرن الماضي بمساعدة الولايات المتحدة وباكستان. تمي ز جلال الدين حقاني بقدراته التنظيمية وشجاعته ما لفت انتباه وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية "سي آي ايه" وزاره آنذاك تشارلي ويلسون أحد أعضاء الكونغرس الاميركي. وأقام حقاني، الذي يتقن العربية، علاقات وثيقة مع جهاديين عرب من بينهم أسامة بن لادن الذي انتقل الى افغانستان خلال الحرب. كما شغل لاحقا منصب وزير في نظام طالبان. تعرف المجموعة بانها غالبا ما تلجأ الى انتحاريين وقد ادرجتها الولايات المتحدة على قائمتها للمجموعات الارهابية. وات همت المجموعة بالوقوف وراء تفجير شاحنة مفخخة أدى الى سقوط 150 قتيلا في قلب كابول في مايو الاخير، الا ان سراج الدين حقاني نفى ذلك في تسجيل صوتي نادر. كما تحم ل السلطات الافغانية الشبكة مسؤولية اغتيال شخصيات حكومية افغانية كبيرة وخطف اجانب بهدف الحصول على فديات مالية. من بين هؤلاء الرهائن الكندي جوشوا بويل، الذي أفرج عنه الاسبوع الماضي مع زوجته الاميركية كيتلين كولمان وابنائهما الثلاثة الذين ولدوا في الاسر، وايضا العسكري الاميركي بوي بيرغدال الذي اطلق سراحه في 2014. بعد الغزو الاميركي لافغانستان في العام 2001، انتقل عدد كبير من مقاتلي طالبان الى باكستان حيث اعادوا رص صفوفهم قبل ان يباشروا هجماتهم على الاميركيين. وكانت شبكة حقاني تنظم الهجمات ضد الحلف الاطلسي من معقلها في ميرانشاه (كبرى مدن وزيرستان) المنطقة القبلية النائية في باكستان. وردت الولايات المتحدة بشن غارات عديدة عبر طائرات بدون طيارعلى عناصر شبكة حقاني، كما شن الجيش الباكستاني حملات عدة عليهم، لكن المسؤولين الافغان كانوا دائما يشككون في جدية الضربات التي توجهها باكستان الى عناصر هذه الشبكة. لكن باكستان كثفت عملياتها على منطقة وزيرستان عام 2014 ما أرغم العديد من المقاتلين على الاختباء او الفرار الى افغانستان، بحسب معلومات ادلى بها متمردون لوكالة فرانس برس، تعذ ر التثبت من صحتها. تعتبر باكستان الهند المجاورة تهديدا وجوديا لها، وتعتقد بأن طالبان وشبكة حقاني تساعدان في التصدي لنفوذ الهند في افغانستان. وغالبا ما تتهم شبكة حقاني باستهداف مصالح هندية في افغانستان ما يعزز الشكوك بانها تعمل لصالح الاستخبارات الباكستانية. ويشدد كاغلمان على ان "كل الحسابات في باكستان تتمحور حول الهند"، مضيفا "يرون في شبكة حقاني وحركة طالبان الافغانية وسيلة تساعد على التصدي للوجود الهندي في افغانستان". ويقر سياسيون وعسكريون سابقون في اسلام اباد سرا بان ابقاء باكستان قنوات الاتصال مفتوحة مع شبكة حقاني يكتسب اهمية حيوية بالنسبة اليها. ويشدد البعض على تحديد طبيعة هذه العلاقة، فيقول محمود شاه القائد العسكري السابق الذي عمل في المناطق القبلية لفرانس برس، إن "هناك فارقا بين ابقاء اتصالات وبين الدعم او الانتماء". تمارس واشنطن منذ زمن ضغوطا على باكستان لحثها على قمع الحركات المتمردة وفي مقدمتها شبكة حقاني. وزاد الرئيس الاميركي دونالد ترامب الضغوط في الصيف الماضي عندما اتهم اسلام اباد بانها تلعب دورا مزدوجا في افغانستان، وبانها تؤوي "عناصر مثيرين للفوضى" على أراضيها. وتنفي باكستان هذه الاتهامات بشدة، وتتهم الولايات المتحدة في المقابل بتجاهل ارواح آلاف الباكستانيين الذين قتلوا خلال الحملة من اجل القضاء على الارهاب. وجاء توقيت الافراج عن الرهينة الكندي بويل مع زوجته بعد ذلك باسابيع، وقد مارست باكستان دورا في اطلاق سراحهم في محاولة لاقناع الاميركيين بانها تقوم بافضل ما يمكنها. ويقول المحلل السياسي الباكستاني امتياز غول إنه، وبصرف النظر عن سعي باكستان الى تأمين عمق استراتيجي لها، لن يكون من السهل على اسلام اباد ان تشن حملة ضد شبكة حقاني في مناطق قبلية حيث تكتسب العلاقات الاجتماعية اهمية كبيرة.