شبكة حقاني المتطرفة المتهمة باحتجاز كندي واسرته رهائن لمدة خمس سنوات، مجموعة مرتبطة بحركة طالبان وتحارب معها قوات الحلف الاطلسي في افغانستان. يقود شبكة حقاني سراج الدين حقاني الذي هو نائب قائد طالبان ايضا، ونفذت الشبكة عدة عمليات في قلب كابول وتعتبرها افغانستان مسؤولة عن تفجير شاحنة اودى بحياة اكثر من 150 شخصا في كابول في مايو الماضي. وكان قائد اركان الجيش الاميركي الاسبق مايك مولن اعتبر في سبتمبر 2011 ان حقاني هي "الذراع العسكري الحقيقي" لباكستان في افغانستان، مشيرا بذلك باصابع الاتهام الى اجهزة المخابرات الباكستانية القوية. وعلق مايكل كوغلمان المحلل لدى مركز ويلسون في واشنطن "عندما تسمعون مسؤولين اميركيين يتحدثون حتى بعيدا عن الاعلام عن التنظيمات الاكثر اثارة للقلق، فهم يشيرون دائما الى شبكة حقاني". أسس المجموعة جلال الدين حقاني القيادي الافغاني الذي حارب الغزو السوفياتي لبلاده في ثمانينات القرن الماضي بمساعدة الولاياتالمتحدةوباكستان. تميز جلال الدين بقدراته التنظيمية وشجاعته ما لفت انتباه وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية "سي آي ايه" وتلقى آنذاك زيارة شخصية من تشارلي ويلسون أحد أعضاء الكونغرس الاميركي. وأقام جلال الدين الذي يتقن العربية علاقات وثيقة مع جهاديين عرب من بينهم اسامة بن لادن الذي اتى الى افغانستان خلال الحرب. كما شغل لاحقا منصب وزير في نظام طالبان. تعرف المجموعة بانها تلجأ في معظم الاحيان الى انتحاريين وقد صنفتها الولاياتالمتحدة على قائمتها للمجموعات الارهابية. اتهمت المجموعة بالوقوف وراء تفجير شاحنة مفخخة أدى الى سقوط 150 قتيلا في قلب كابول في مايو الاخير، الا ان سراح الدين نفى ذلك في تسجيل صوتي نادر. كما تحمل السلطات الافغانية الشبكة مسؤولية اغتيال مسؤولين حكوميين افغان كبار وخطف اجانب لقاء دفع فدية. من بين هؤلاء الرهائن كان هناك الكندي جوشوا بويل الذي أفرج عنه الاسبوع الماضي مع زوجته الاميركية كيتلين كولمان وابنائهما الثلاثة الذين ولدوا في الاسر، وايضا العسكري الاميركي بوي بيرغدال الذي اطلق سراحه في 2014. بعد الغزو الاميركي لافغانستان في العام 2001، لجأ عدد كبير من مقاتلي طالبان الى باكستان حيث اعادوا رص صفوفهم قبل ان يشنوا تمردا على الاميركيين. وكانت شبكة حقاني تنظم الهجمات ضد الحلف الاطلسي من معقلها في ميرانشاه (كبرى مدن وزيرستان) المنطقة القبلية النائية في باكستان. وردت الولاياتالمتحدة بشن غارات عديدة عبر طائرات بدون طيار أسفر آخرها مساء الاثنين عن مقتل أكثر من 20 شخصا بحسب مسؤولين محليين. من جهته، شن الجيش الباكستاني حملة تطهير على نطاق واسع لاقت نجاحا لو ان مسؤولين افغان يسخرون بانها دائما تتفادى شبكة حقاني. كما كثفت باكستان عملياتها في المنطقة في العام 2014 ما أرغم العديد من المقاتلين على الاختباء او الفرار الى افغانستان، بحسب مصادر من المتمردين لوكالة فرانس برس. تعتبر باكستانالهند المجاورة تهديدا وجوديا لها وتعتقد بأن طالبان وشبكة حقاني تساعدان في التصدي لنفوذ الهند في افغانستان. وغالبا ما تتهم شبكة حقاني باستهداف مصالح هندية في افغانستان ما يعزز الشكوك بانها تعمل لصالح الاستخبارات الباكستانية. وشدد كوغلمان على ان "كل الحسابات في باكستان تتمحور حول الهند"، مضيفا "يرون في شبكة حقاني وحركة طالبان الافغانية وسيلة لمكافحة الوجود الهندي في افغانستان". ويقر سياسيون وعسكريون سابقون في اسلام اباد سرا بان ابقاء باكستان قنوات الاتصال مفتوحة مع شبكة حقاني حيوي بالنسبة اليها. الا ان محمود شاه العسكري السابق الذي عمل في المناطق القبلية فقال "هناك فارق بين ابقاء اتصالات وبين الدعم او الانتماء". تمارس واشنطن منذ زمن ضغوطا على باكستان من أجل قمع الحركات المتمردة وفي مقدمتها شبكة حقاني. وزاد الرئيس الاميركي دونالد ترامب الضغوط في الصيف الماضي عندما اتهم اسلام اباد بانها تلعب دورا مزدوجا في افغانستان وبانها تؤوي "عناصر مثيرين للفوضى" على أراضيها. تنفي باكستان هذه الاتهامات بشدة وتتهم الولاياتالمتحدة في المقابل بتجاهل ارواح آلاف الباكستانيين الذين قتلوا خلال الحملة من اجل القضاء على الارهاب.