أعلن مدير المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي لسوس ماسة، أهرو أبرو، أن الفلاحين والمستثمرين الزراعيين في سهل اشتوكة يتعاملون بشكل إيجابي مع مبادرة الاكتتاب الخاصة برصد حصتهم من التمويل الضروري لإنجاز المشروع الخاص بتشييد محطة ري منطقة اشتوكة بمياه البحر المحلاة. وأوضح أبرو ، في ندوة صحافية عقدها اليوم الأربعاء في أكادير بمعية بعض أطر المكتب الجهوي ، أن عملية الاكتتاب التي انطلقت فعليا منذ حوالي أسبوعين بلغت إلى حدود يوم أمس ، 26 دجنبر 2017 ، ما مجموعه 2500 هكتار ، معربا عن أمله في التوصل إلى اكتتاب يغطي 10 آلاف هكتار في ظرف ثلاثة أشهر. وأضاف أنه منذ إعطاء الانطلاقة لعملية الاكتتاب يوم 7 نونبر الماضي من طرف وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات ، عزيز أخنوش ، عمل المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي لسوس ماسة على تسهيل عملية الاكتتاب لفائدة الفلاحين ، حيث فتح لأجل هذه الغاية مكاتب في مختلف المقاطعات الفلاحية والجماعات الترابية والقيادات ، كما تم إطلاق موقع إلكتروني ، إلى جانب ربط الاتصال مع الشركات العاملة في المجال الفلاحي لتشجيع الفلاحين والمستثمرين الزراعيين على الانخراط في هذا المشروع الإستراتيجي المهيكل ، الذي سيوفر إلى جانب مياه الري مياها صالحة للشرب لفائدة ساكنة أكادير الكبير. وأشار أبرو إلى أن المكتب الجهوي أجرى استشارة واسعة مع الفلاحين لمعرفة مدى قدرتهم على تغطية تكاليف إنتاج هذه المادة الحيوية ، حيث أعلنوا أن باستطاعتهم أداء 7 دراهم للمتر المكعب الواحد ، وذلك في الوقت الذي أثبتت فيه الدراسة العلمية للمشروع أن الكلفة الحقيقية للمتر المكعب الواحد من مياه البحر المحلاة تتراوح ما بين 12 إلى 14 درهم . وأكد في هذا الصدد أنه بفضل تظافر جهود الدولة المغربية ، ممثلة في وزارة الفلاحة ، والمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب ، فسوف لن يؤدي الفلاحون المستفيدون من المشروع سوى 5 دراهم مقابل المتر المكعب الواحد ، حيث أبرز بهذا الخصوص أن الاستفادة من المشروع تتطلب من المزارعين اكتتابا بمبلغ 10 آلاف درهم عن كل هكتار ، 5 منها يتم دفعها حاليا ، فيما تؤدى الخمسة آلاف المتبقية بعد إتمام المشروع . للإشارة، فإن كلفة إنجاز هذا المشروع التشاركي بين القطاعين العام والخاص تصل إلى أزيد من 3 ملايير درهم تقريبا ، ضمنها 97ر1 مليار درهم لإنجاز مكون الري ، و 86 ر1 مليار درهم لانجاز مكون الماء الشروب ، حيث ستتكفل شركة "أبينكوا" الإسبانية بإنجازه ، بعدما قدمت أحسن عرض لصفقة إنجاز المحطة التي كانت موضوع طلب عروض على الصعيد الدولي. وستشيد محطة التحلية التي من المقرر الانتهاء من إنجازها سنة 2020 ، على مسافة 300 متر من البحر ، وعلى ارتفاع 44 متر ، داخل المجال الترابي للمنتزه الوطني الطبيعي لسوس ماسة ، حيث سيتم الالتزام عند إقامتها بالاحترام التام للبيئة وللتنوع الطبيعي للمنتزه ، وفقا للتشريع المعمول به ، وطبقا لتوجيهات المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر. وقد حددت القدرة الإنتاجية الأولية للمحطة في 275 ألف متر مكعب من المياه يوميا ، في حين ستصل القدرة الإنتاجية للمحطة عند الإنتهاء من إنجازها 400 ألف متر مكعب من المياه يوميا، نصفها موجه لأغراض الري الزراعي ، والنصف الآخر للماء الصالح للشرب. وتبلغ شبكتا التوزيع الرئيسية والثانوية للمحطة 464 كلم من القنوات المدفونة تحت الأرض ، والتي ستزود 1270 محطة لري كل ضيعة ، حيث تصل مساحة كل ضيعة 10 هكتارات تقريبا.