07 نوفمبر, 2017 - 04:38:00 أعطى وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، عزيز أخنوش، يوم الثلاثاء بمدينة أكادير انطلاقة الحملة التحسيسية لمشروع الشراكة بين القطاعين العام والخاص لري منطقة أشتوكة بمياه البحر المحلاة ، والتي تهدف إلى تحفيز المستثمرين الزراعيين الذين سيستفيدون من هذا المشروع الاستراتيجي المهيكل على الاكتتاب من أجل رصد حصة الخواص من التمويل الضروري لإنجازه . وأوضح أخنوش في كلمة افتتح بها اشغال اليوم الإخباري الذي نظم لهذه الغاية أن الدولة المغربية ساهمت في تمويل هذا المشروع بما قدره 3.2 مليار درهم ، مشيرا إلى أنه منذ التوقيع على اتفاقية الشراكة الخاصة بإنجاز محطة تحلية مياه البحر في منطقة أشتوكة في يونيو الماضي ، ما فتئت الجهات المعنية بتنزيل هذا المشروع على أرض الواقع ، تسهر على إبرام الإتفاقيات الأخرى الضرورية لتنفيذه ، وإصدار القوانين والمراسيم المؤطرة له. وذكر الوزير بالمجهودات التي بذلها الدولة من أجل الحفاظ على الموارد المائية في منطقة سوس ماسة، وفي مقدمتها الدعم المقدم لتجهيز الأراضي الزراعية بتقنيات السقي بالتنقيط ، إضافة إلى إنجاز قناة الري لجلب المياه من سد أولوز (إقليمتارودانت) قصد إعادة الحياة لحوالي 10 آلاف هكتار من المساحات الزراعية المخصصة لإنتاج الحوامض في منطقة "الكردان" ، مبرزا أن محطة تحلية المياه التي سيتم إنجازها في منطقة اشتوكة، ستمكن من توفير كميات هامة من الماء الشروب، إضافة إلى توفير كمية كبيرة أخرى من مياه الري يفوق حجمها العجز السنوي المسجل في هذه المادة الحيوية بالمنطقة والذي يفوق 60 مليون متر مكعب. ودعا الوزير المستثمرين الزراعيين ، وممثلي الفيدراليات والجمعيات المهنية الفلاحية إلى الاسراع بالاكتتاب في هذا المشروع الذي من المقرر أن تنطلق الاشغال الخاصة بإنجازه مطلع سنة 2018 ، حيث اشار في هذا الصدد إلى أن صفقة تنفيذه رست على شركة ( أبينغوا) ، ومن المتوقع أن تنتهي الاشغال في هذا المشروع الاستراتيجي سنة 2020. ري 1600 كلم مربع يندرج مشروع محطة تحلية مياه البحر الذي سيشرع في إنجازه مطلع سنة 2018 في الجماعة القروية ل"إنشادن" ، التابعة لإقليم اشتوكة ايت باها ، في إطار الأهداف الاستراتيجية لمخطط المغرب الأخضر، وتفيد المعطيات التي تم الإعلان عنها خلال اللقاء التواصلي الذي نظم يوم الثلاثاء ، في أكادير، أن الاستثمار الضروري لإنجاز هذا المشروع التشاركي بين القطاعين العام والخاص يصل إلى 83 .3 مليار درهم تقريبا ، ضمنها 1.97 مليار درهم لإنجاز مكون الري ، و 1.86 مليار درهم لانجاز مكون الماء الشروب . وستشيد محطة التحلية التي من المقرر الانتهاء من إنجازها سنة 2020 ، على مسافة 300 متر من البحر ، وعلى ارتفاع 44 متر ، داخل المجال الترابي للمنتزه الوطني الطبيعي لسوس ماسة ، حيث سيتم الالتزام عند إقامتها بالاحترام التام للبيئة وللتنوع الطبيعي للمنتزه ، وفقا للتشريع المعمول به ، وطبقا لتوجيهات المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر. وقد حددت القدرة الإنتاجية الأولية للمحطة في 275 ألف متر مكعب من المياه يوميا ، موزعة بين 150 ألف متر مكعب يوميا للاستجابة للحاجيات من الماء الشروب ، و125 ألف متر مكعب يوميا للاستجابة للحاجيات من مياه الري. وستنجز المنشأة بتجهيزات تصل طاقتها الإنتاجية إلى 400 ألف متر مكعب يوميا ، وستكون مجهزة للإمداد بطاقة تبلغ 275 ألف متر مكعب يوميا. وستتحدد الطاقة النهائية للمنشأة كي تستجيب للحاجيات من المياه الأصلية المخصصة للري في الوقت الذي يتم فيه الوصول إلى الحد الأدنى من المساهمات الأصلية وقبل تاريخ الشروع في الأشغال. وتبلغ شبكتا التوزيع الرئيسية والثانوية للمحطة 464 كلم من القنوات المدفونة تحت الأرض ، والتي ستزود 1270 محطة لري كل ضيعة ، حيث تصل مساحة كل ضيعة 10 هكتارات تقريبا. للإشارة فإن سهل اشتوكة يمتد على مساحة 1600 كلم مربع ، وتدر الفلاحة العصرية التي تمارس في هذا السهل مداخيل مالية مهمة من العملة الصعبة ، كما تشغل يدا عاملة مهمة حيث تقدر عدد مناصب الشغل التي ترتبط بالنشاط الفلاحي في المنطقة ب 100 ألف منصب. وتقدر الموارد المتجددة لفرشة المائية في سهل اشتوكة ب 26 مليون متر مكعب ، بينما تقدر حصيلة العجز المتكرر لهذه الفرشة بأزيد من 60 مليون متر مكعب سنويا . وعلاوة عن تزويد أكادير الكبير بجزء من حاجياته من الماء الصالح للشرب ، فإن محطة تحلية مياه البحر لأشتوكة تروم تحقيق مجموعة من الأهداف تشمل على الخصوص تقليص استخراج المياه من الفرشة المائية ، واستبدال ماء البحر المحلى محل المياه الجوفية بما يصل إلى 3600 متر مكعب للهكتار بالنسبة للمساحات المزروعة بزراعات ذات قيمة مضافة عالية ، وتوفير مياه محلاة يمكن أن تغطي 68 في المائة من الحاجيات السنوية للزراعات المغطاة في سهل اشتوكة.