على نهج الغيوان و المشاهب و جيل جيلالة و لرصاد و بوب مارلي و غيرهم من الفنانين الرساليين اللآمعين محليا و عالميا ، الذين تحملوا ثقل الإنصات لآلام الشعب و معاناته ، سار الملقبون ب "لكناوي" و "لزعر" و " ولد لكرية" ، بطريقة جديدة فاجأت العالم و نالت إعجاب الخاص و العام ، و أثارت فضول أولاد الشعب و المتمخزنين على حد سواء ، بما حملته من قوة و صراحة و مواجهة مباشرة ، اعتبرها البعض غير مسبوقة . "عاش الشعب" ، الشعار الذي طالما رفعته جماهير الثورات العربية في السر و العلن ، في الشوارع و على منصات التواصل الاجتماعي ، تكرر و بقوة على لسان الظاهرة الجديدة ، موجها هذه المرة بشكل مباشر لشخص الملك و حاشيته و المتقاسمين معه حكم المغرب ، حسب المعلن في الأغنية . و في ظرف ستة أيام حازت الأغنية المؤداة من طرف الشبان الثلاثة حازت على 8.5 مليون مشاهدة، حيث ركز "لزعر" على معاناة الطبقات الاجتماعية المسحوقة واضعا الأصبح على درجات "الفساد" الذي ينخر الوطن ،في حين ركز "لكناوي" على محنته و قساوة العيش التي ذاقها بسبب الفقر المدقع ، بينما أرسل "ولد لكرية" رسائل مباشرة لرأس السلطة و لمسؤسسته الحاكمة . لاقت الأغنية تجاوبا منقطع النظير إذن ، و قرئت قراءات مختلفة ، فمن الملاحظين المصنفين كنخبة من اعتبرها إنذارا صادقا و قرعا لناقوس الخطر من أشخاص عانوا الأمرين عن تجربة ، و منهم من اعتبرها تطاولا على السلطة ، في حين اعتبرها أبناء الشعب بشرائحه الاجتماعية العريضة تعبيرا عن ما يعانونه هم أيضا ، و نصيحة صادقة تستوجب تدخلا عاجلا غير آجل لنزع فتيل "غد مجهول" مفتوح على كل الاحتمالات التي تشبه حالات دول يشبه نمط تدبير الحكم فيها نمط الحكم في المغرب ، حسب القراءات المنتشرة عبر الوسائل و الوسائط الاجتماعية . فهل يمكن اعتبار الأغنية انعكاسا حقيقيا لما يضمره الشعب من أحاسيس اتجاه طريقة تدبير شؤونه الحياتية ، أم فقط يمكن اعتبارها حالة شاذة و معزولة تخص أشخاص فقط و لا تلاقي إلا ترحيبا حماسيا عابرا ؟