اختتمت مؤخرا فعاليات الدورة الثانية للمهرجان الغيواني، الذي يعد تظاهرة فنية وثقافية يتوخى من خلالها المحافظة على هذا النمط الغنائي المغربي الذي ساهم بشكل كبير في اغناء التراث الثقافي والفني للمملكة. وتميز حفل الاختتام الذي عرف حضورا جماهيريا كبيرا وخاصة من قبل أفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج٬ بتكريم الزجال المغربي محمد شهرمان الذي يعد أحد أهم رواد مسرح الهواة في الستينيات والذي أغنى الساحة الفنية بمجموعة من القصائد تغنت ببعضها مجموعة جيل جيلالة. وتضمن برنامج هذه التظاهرة٬ التي نظمت بمبادرة من المجموعة الغنائية «ألوان» وبدعم من وزارة الثقافة والمجلس الجماعي للمدينة ومجلس العمالة ومجلس مقاطعة جيليز والنقابة المغربية للمهن الموسيقية، بمناسبة احتفال الشعب المغربي بذكرى عيد العرش المجيد٬ بالاحتفاء كل ليلة بفنان أو أحد الشعراء الزجالين الذين ساهموا في إبراز الظاهرة الغيوانية وإثراء هذا النوع الغنائي المتميز. واستحضرت دورة هذه السنة أعمال كل من الفنان الموسيقي الراحل محمود السعدي الذي يعتبر أول عازف في الظاهرة الغيوانية ومع مجموعة ناس الغيوان٬ والمرحوم محمد السوسدي الذي شكل أحد أقطاب مجموعة المشاهب والمرحوم بوجميع أحد مؤسسي فرقة ناس الغيوان والذي ترك بصماته في تاريخ هذه المجموعة، والمرحوم عبد العزيز حجاج، وهو زجال كان معروفا على صعيد جهة مراكش تانسيفت الحوز بزجله المتميز والذي تتغنى بقصائده فرقة «ألوان». كما شمل برنامج المهرجان تنظيم حفل لتوقيع كتاب «لما غنى المغرب» للصحفي العربي رياض والذي من خلاله يستحضر الفنان مولاي الطاهر الأصبهاني تجربته مع مجموعة جيل جيلالة، فضلا عن تقديم قراءات في ديوان «أهياوين» للزجال عبد العزيز الطاهري أحد مؤسسي ناس الغيوان. وأحيا سهرات هذا المهرجان الذي امتد على مدى أربعة أيام٬ بالإضافة إلى مجموعة جيل جيلالة، كل من «أولاد السوسدي لمشاهب» و«بنات لمشاهب» و«مسناوة ميلود» و«أهل الخلود» فضلا عن مجموعة ألوان. كما تميزت هذه التظاهرة الثقافية التي حملت هذه السنة اسم «دورة الزجال محمد شهرمان»، بتقديم مجموعة من أغاني فرقة جيل جيلالة، بالإضافة إلى عرض شريط وثائقي حول الزجال محمد شهرمان.