غدا الثلاثاء ستنطلق الدورة الثانية للمهرجان الغيواني الثاني والتي تنظمها الفرقة الغنائية ألوان في تحد كبير مع قلة الإمكانيات وفي ظل جحود من الجهات المسؤولة محليا بمراكش والتي لا تُعير أي اهتمام للعمل الفني الجاد.. مجموعة ألوان قبلت التحدي وأعلنت عن فعل فني وثقافي متميز ولو كره الكارهون.. تمتد فعاليات المهرجان في الفترة الممتدة من 10 الى 13 يوليوز 2012 بمسرح دار الثقافة الداوديات بمراكش بمشاركة مجموعات جيل جيلالة - أولاد السوسدي - بنات لمشاهب - مسناوة ميلود - أهل الخلود و مجموعة ألوان الجهة المنضمة للمهرجان ولتسليط الضوء على هذا المهرجان التقت جريدة «الاتحاد الاشتراكي» بمدير المهرجان ورئيس مجموعة ألوان الغنائية الفنان عبد الحفيظ البناوي الذي تحدث عن الأهداف التي جعلت مجموعة ألوان تركب الصعاب لترسيخ مهرجان يعيد للظاهرة الغيوانية وهجها.. ماذا يمكن أن تقول لنا حول مميزات الدورة الثانية للمهرجان الغيواني؟ هذه الدورة ستكرم الزجال المراكشي المتميز محمد شهرمان باعتبار أنه أعطى للأغنية الغيوانية الكثير من الألق والتوهج، وبالخصوص مع مجموعة جيل جيلالة التي زودها بالكثير من القطع الغنائية التي ظلت راسخة في ذهن المتلقي المغربي، أذكر منها على سبيل المثال لا الحصر، «الكلام المرصع»، «دارت بنا الدورة» «العيون عينيا» وغيرها... الجديد في هذه الدورة أيضا أنه في كل ليلة سنستحضر أرواح الفنانين الذين ساهموا بقسط كبير في تثبيت هذا النوع الغنائي المتميز والذي يعطي خصوصية للمغرب على الصعيد العربي.. كمحمود السعدي، ومحمد السويسدي، وحكور بوجميع، وحجاج عبد العزيز.. وستتميز الدورة بالحفل الافتتاحي الذي ستحييه مجموعة جيل جيلالة.. علمنا أنكم عانيتم من الحصول على الدعم من مختلف الجهات هنا بمراكش، وأن الميزانية المخصصة لهذه الدورة جد هزيلة؟ لا أخفيك سرا إذا ما قلت لك أن الدعم الذي تلقيناه هنا بمراكش هو بصيغة المؤنث في غياب المذكر، ثلاث نساء مقابل رجل واحد، هن من ساهمنا في دعم المهرجان، في حين ان الوالي الجديد ورئيس مجلس الجهة ورئيس جهة مراكش تانسيفت الحوز كان لهم رد شفوي موحد:« للاسف لسنا قادرين على تقديم أي دعم للمهرجان» هذا الرد لم يكلفوا نفسهم عناء تقديم أي تبرير أو تفسير له.. أما خارج المدينة الحمراء فقد تلقينا الدعم ولأول مرة من وزارة الثقافة، كما دعمتنا النقابة المغربية للمهن الموسيقية، ومسرح محمد الخامس، والمركز الجهوي لإحدى المؤسسات البنكية.. لكن ماهي الميزانية التي اعتمدتموها للمهرجان، أو بالأحرى التي وفرتها لكم الجهات المدعمة؟ قدرنا ميزانية المهرجان في 32 مليون سنتيم، لكن لم نستطع الوصول إلا لجزء يسير منها رغم أنها ميزانية هزيلة بالنظر إلى زن المهرجان سيستمر لأربعة أيام، وهو ما يؤكد أن المهرجانات الملتزمة بالفن الراقي لا تلقى أي اهتمام من طرف المسؤولين عكس مهرجانات التضبيع التي تنشر ثقافة التهجين والتي تكلف ميزانية الدولة الكثير، لأنها تؤدي رسالة تهدف إلى جعل المجتمع يقبع في قعر ما اختارته جهات لا تريد أن ترقى بالذوق الجمالي والفنى للمجتمع إلى ما ينمي وعيه الفكري التنوري الحداثي.. ماهي المجموعات الغنائية التي ستشارك في هذه الدورة؟ المهرجان يستضيف هذه السنة ست مجموعات وهي: جيل جيلالة، مسناوة ميلود، أولاد السويسدي، ابنات المشاهب، أهل الخلود، بالإضافة إلى مجموعة ألوان وهي الجهة المنظمة للمهرجان.. لكن ما الهدف من هذا المهرجان مع العلم أن المهرجانات باتت مجرد سوق يكرس إظهار وجوه تعمل على خدمة أجندة معينة؟ كمتتبع تعرف أن الظاهرة الغيوانية منذ ظهورها انتصرت لقضايا الإنسان وانحازت للتعبير عن هموم الجماهير ما جعلها تؤدي ضريبة ذلك بمحاربتها وإغلاق الابواب أمامها كما هو الشأن لمجموعة ألوان التي أوصدت أبواب الإعلام الرسمي أمامها، لأنها رفضت أن تكون بوقا لأي جهة، واختيارها الاصطفاف إلى جانب الحرية والعدالة والكرامة، ناهيك عن بعدها القومي ومن هنا فهدفنا في هذا المهرجان هو تكريس وتثبيت الظاهرة الغيوانية والبحث عن افاق مستقبلية قصد استمراريتها وتفاعلها مع الأجيال المقبلة، كما نهدف أيضا إلى الاعتراف بالرجال المبدعين الذين ساهموا وأسسوا هذه الظاهرة الراسخة في الوجدان المغربي..