قليلة هي الأعمال التي تصدت للظاهرة الغيوانية بالتحليل والتأريخ والتفسير والتأويل.. بالرغم من أهمية الظاهرة اجتماعيا وفنيا علي مستوي التربة المغربية والعربية .. ومن بين تلك الأعمال كتاب للزميل العربي رياض الذي صدر في الشهور الأخيرة، ويحكي سيرة الفرقة الرائدة جيل جيلالة على لسان أحد مؤسسيها وأهرامها الفنان مولاي الطاهر الأصبهاني، الذي سيسافر بالقراء إلى أغوار المجموعة منذ ما قبل التأسيس إلى الآن. الكتاب يبرز أهم المحطات لهذه الفرقة، التي شكلت تحولا أساسيا في الفن المغربي إلى جانب مجموعة ناس الغيوان، ومختلف الإكراهات التي واجهتها، وهي محطات سترحل بنا إلى لقاءات مع المرحوم الحسن الثاني والملك محمد السادس، وستدخل بنا إلى منزل رفيق الحريري بلبنان وشخصيات وطنية ودولية، وستعبر بنا إلى عناقات مع الجمهور في المغرب والمغرب العربي وتحديدا الجزائر ثم أوربا وأمريكا والشرق الأوسط وجولة خاصة باليابان. وستخرج هذه المحطات بالقارئ إلى المعاناة التي سيعانيها مولاي الطاهر الأصبهاني منذ أواسط التسعينيات إلى بداية القرن الحالي، والتي ستدفع به إلى التحول إلى «بهلوان» أحيانا وتلجأ معها زوجته السيدة فتيحة الى الاستعانة بآلة الخياطة لمساعدة زوجها على مواجهة «دواير الزمان».. الكتاب الذي يتوزع على 150 صفحة من الحجم المتوسط، والذي قام بتصميمه الفني الزميل خاليد مصباح، سيعرج بنا على علاقات المجموعة مع الفنانين المغاربة من الطيب الصديقي، مرورا بأحمد البيضاوي، عبد القادر الراشدي، المرحوم محمد الحياني، صديق مولاي الطاهر الاصبهاني، الغيوان، لمشاهب، عبد الهادي بلخياط، الدكالي المخرجين محمد الركاب و حميد بنشريف، بوجميع وغيرهم بالإضافة إلى علاقاتهم مع نجوم الرياضة المغربية ومختلف التجارب الفنية التي شاركت فيها المجموعة مع فنانين أجانب منهم مجموعة »ديسي دانتن« الألمانية والفنان كركلا اللبناني وغيرهما. الكتاب قدم له الكاتب والشاعر الدكتور ادريس أبو زيد، ويضم شهادات لمختلف الأسماء التي رافقت مولاي الطاهر الأصبهاني في مشواره الفني، منها شهادة الكريم القسباجي صاحب الصوت الرائع داخل المجموعة ومولاي عبد العزيز الطاهري شاعر المجموعة وأحد مؤسسي فرقة ناس الغيوان، قبل التحاقه بجيل جيلالة، والكاتب شهرمان، بالإضافة الى سيد المسرح المغربي الطيب الصديقي وزهير قمري، رئيس جمعية ثقافات وفنون، والفنان عمر السيد »ظلمي« المجموعات الغنائية المغربية وغيرهم... الكتاب يدخل ضمن مجموعات سلسلات كان الزميل العربي رياض قد نشرها بجريدة »الاتحاد الاشتراكي« منها سيرة ناس الغيوان مع عمر السيد وعبد الرحمان باكو وأخرى مع الفنان محمد الدرهم والمرحوم الشريف الأمراني ومحمد سوسدي من مجموعة لمشاهب، بالإضافة إلى الفنان القدير مصطفى سلمات. هذا العمل، الذي من المقرر أن يصدر في صيف هذه السنة، بعنوان «لما غنى المغرب»، يضم أيضا مجموع من الأغاني، التي أحبها الجمهور ورددها الجمهور على مدى عقود، منها «الشمعة» و«مزين وصولك» و«العيون عينيا» و«الدورة» وغيرها.