هل يعلم المسؤولون بأن عبر الشارع الرئيسي التاريخي الوحيد لمركز بواحمد كانت تمر "عربات" المراقب العام و الوفود المرافقة له ، من مسؤولين عسكريين و إداريين و غيرهم ، و هل يعلم أعضاء المجلس الحالي بأنه عبر هذا الشارع التاريخي كانت تمر قوافل أعيان غمارة نحو زاوية بواحمد ، و هل يعلم العام و الخاص بأنه عبر هذا الشارع الرئيسي كانت تمر الكتائب الجهادية المنضوية تحت لواء عبدالكريم الخطابي للاجتماع بمكان يسمى "القبة" وسط قرية بواحمد ، و هل يعلم مثقفو المنطقة بأن محمد بن عبدالكريم الخطابي مر من نفس الاتجاه لما جالس سيدي المكي رئيس كتيبة غمارة الساحلية في بيته ، و هل يعلم الذين لا يهتمون بتاريخ المنطقة ، أنه عبر هذا الشارع كانت كل قبائل غمارة تمر لتنظيم موسمين سنويا ، الواحد بمناسبة المولد النبوي الشريف و الآخر في نهاية كل موسم فلاحي ... و تطول الأسئلة ، لكن المقصود واحد ، يتعلق بعدم رضى الساكنة على حالة الشارع الكارثية التي لا تشرف المركز و لا الجماعة و لا الأهالي . لا يختلف اثنان مهما كانا جاهلين لتاريخ غمارة و تيكيساس و بني بوزرة ، ما كان للمنطقة من حضور وازن في الساحة العلمية و الثقافية و الفلاحية و الجهادية و الصوفية ، و لا يختلف اثنان ما قام به مركز بواحمد من أدوار محورية لصالح الساكنة منذ أن تأسست القرية التاريخية على يد مولاي علي الكبير بعدما كانت خلاء . و منذ تلك الفترة لا يعلم لمركز بواحمد من مدخل رئيسي سوى ، الشارع الرابط بين "أخناق د بواحمد ، أو ما يسمى الآن ب"كونترول د بواحمد" ، و باقي بيوتات القرية العتيقة و الجامع الأعظم العتيق و مقام العارفة بالله للا الهاشمية ، و بمرافق اجتماعية و إدارية ، منها مقر القيادة و مقر الجماعة و المستوصف و السوق الأسبوعي و المحكمة العرفية و دار الطالب و روض الأطفال ، و غيرها من محلات تجارية و مقاه ... و من هذه المرافق ما ورثته القرية عن حقبة الاستعمار و تم تجديده أو بناء مرفق آخر على أنقاضه . و اللآفت للأنظار ، سواء بالنسبة للساكنة أو لعامة من يزور المركز ، حالة الشارع الرئيسي القديم ، حيث و بدلا من إعطائه الأولوية و تعبيده و تبليطه باعتباره الشريان الأساسي للمركز ، يتم الإذعان في إهماله و تهميشه ، حتى ليخيل للمواطنين أن ذلك يتم بشكل مقصود ، سواء في عهد المجلس السابق أو المجلس الحالي . وفي هذا الصدد تتضارب الأنباء عن وجود ميزانية مهمة مخصصة لغرض تعبيد الشارع و تجهيزه تجهيزا تاما و مناسبا ، يليق بأهميته و بأهمية مركز الجماعة ، و على حد قول نائب رئيس بني بوزرة فإن الجماعة تتوفر على مقدار 60 مليون ، لذات الغرض ، في حين يؤكد العضو الممثل للمركز أن الجماعة تتوفر على 170 مليون ، لكن الأدهى و الأمر في الموضوع أن مجلس الجماعة و بدلا من أن يجتهد في البحث عن موارد و مساعدات لتجهيز الشارع ، سواء من العمالة و المجلس الإقليمي و الأشخاص ، نجده يعقد دورة استثنائية للتصويت بالإجماع قصد اقتناء سيارة فاخرة بمبلغ 20 مليون " آش خصك العريان ... ؟" ، و كأن الجماعة ليست في حاجة سوى لسيارة تقل "فخامة" الرئيس و أعضائه . و من جهة الساكنة فإنهم قاموا بما يلزم ، من تحركات و مبادرات ، تهدف إلى لفت انتباه الرئيس و القائد إلى حالة الشارع المزرية ، و ضرورة التعجيل بتعبيده و تجهيزه ، نظرا للأهمية القصوى التي يلعبها لصالح اقتصاد البلدة و الجماعة ككل ، و نظرا للخسائر الباهضة التي يتكبدها التجار المتواجدين على طوله ، فضلا عن الأذى و الأضرار الصحية و النفسية التي تصيب كل الساكنة جراء ما ينبعث من أرضيته من غبار و أزبال ، و أما عند تهاطل الأمطار فيكون عبارة عن مسبح و برك مائية آسنة . و لازالت ساكنة المركز لم تيأس ، بحيث لازالت تلتمس من المسؤولين المحليين و الإقليميين و على رأسهم السيد العامل ، العمل على تعبيد هذا الشارع الرئيسي الذي يعد الواجهة المهمة لمركز الجماعة و القيادة ، سالكين من أجل تحقيق مرادهم كل السبل و الطرق القانونية ، من عرائض و شكايات و وقفات احتجاجية و غيرها .